وفد النظام يصر على عدم إجراء مفاوضات مباشرة مع المعارضة ونصر الحريري يدعو روسيا للضغط على النظام

رفض وفد النظام مقترح المبعوث الأممي تمديد الجولة 8 من مفاوضات جنيف بعد أن تأخر يوماً عن الحضور إلى سويسرا، في وقت طالبت فيه المعارضة روسيا ودولاً أخرى بالضغط على النظام من أجل الانخراط في المفاوضات لإيجاد حل سياسي خلال 6 أشهر، إلا أن الروس شككوا بصيغة شرعية جنيف بهدف إفشاله والانتقال إلى مؤتمر سوتشي، في حين أكدت الولايات المتحدة ودول غربية أن جنيف هي “القاعدة الوحيدة” للتوصل إلى حل سياسي.

وقال رئيس وفد المعارضة إلى جنيف، نصر الحريري: إن المعارضة طلبت من روسيا ودول أخرى ممارسة ضغوط حقيقية على النظام للانخراط في المفاوضات من أجل إيجاد حل سياسي خلال 6 أشهر، مشيراً إلى أن المعارضة ليس لديها شروط مسبقة للمفاوضات، لكنها تخطط لمناقشة جميع تفاصيل الانتقال السياسي في سوريا، بما في ذلك مصير بشار الأسد.

من جانبه قال مصدر قريب من وفد النظام: إن قرار المجيء إلى جنيف جاء بعدما تعهد المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا للوفد بألا تتضمن هذه الجولة أي لقاء مباشر مع وفد المعارضة وبعدم التطرق بأي شكل من الأشكال إلى بيان الرياض والشروط التي تضمنها.

ورفض وفد النظام مقترح المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا تمديد الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف إلى 15 من الشهر القادم، والتقى ديمستورا وفد النظام الذي وصل إلى جنيف صباح أمس وقال للصحفيين في أعقاب اللقاء: “أجرينا حديثاً طويلاً ومفيداً والأجواء كانت بناءة”.

وطلب ديمستورا من الوفود المشاركة في المفاوضات الامتناع عن الإدلاء بأية تصريحات تهدف إلى الطعن في شرعية أي من المدعوين الآخرين وقال: إنه يذكر الوفود السورية الموجودة في جنيف بمناشدته لهم، خلال الإحاطة التي قدمها لمجلس الأمن في الـ27 من نوفمبر/تشرين الثاني، للمشاركة بجديه في المباحثات من دون أية شروط مسبقة.

ويأمل المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا بإمكانية تحقيق تقدم حقيقي في هذه الجولة، لكن تبدو هذه الآمال الآن أكثر صعوبة، خاصة أن وفد النظام يتلكأ ليس فقط بالقدوم إلى جنيف بل يصعد عسكرياً في مناطق متعددة من البلاد خاصة في الغوطة الشرقية التي تدخل في إطار مناطق تخفيف التوتر، وبعد التقدم الميداني الذي حققته قوات النظام في أكثر من منطقة، مدعومة بالميلشيات الإيرانية على الأرض وجواً بطائرات روسيا التي تضع ثقلها على مفاوضات أستانة ومؤتمر سوتشي للحوار الوطني أكثر من مفاوضات جنيف.

وتتوقع مصادر دبلوماسية في جنيف، أن تخفض المعارضة السورية سقف شروطها لإعطاء دفع للمفاوضات، وتطلب هذه المصادر من المعارضة أن تكون واقعية ومرنة، وهو توجه تحدث عنه ديمستورا في أيلول الماضي حين دعا المعارضة إلى التحلي بالواقعية وإلى أن تدرك أنها لم تربح الحرب.

وينفي قياديون في وفد المعارضة تعرضهم لأي ضغوط، وقال قيادي في وفد المعارضة لوكالة «فرانس برس» الأربعاء: «الكلام عن ضغوط للتخلي عن رحيل الأسد ليس صحيحاً على الإطلاق، ومناقشاتنا مع ديمستورا تناولت خاصة عملية صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات» نيابية.

وتتهم المعارضة السورية موسكو الداعمة لدمشق بمحاولة «الالتفاف على مسار جنيف» وممارسة الضغوط للتوصل إلى تسوية تستثني مصير الأسد.

ويعزز هذا الاتهام تشكيك روسيا الذي ورد على لسان مندوبها الدائم لدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة في جنيف أليكسى بورودافكين بصيغة الجولة الثامنة لمحادثات جنيف والمشاركين فيها، وقال بورودافكين: ليس من الواضح ما القيمة المضافة من هذه الاجتماعات”، وأضاف: “نعتقد أن هناك صيغاً أثبتت نفسها إثباتاً جيداً وتعمل بالفعل، منها مجموعة الدعم الدولية لسوريا ومجموعة العمل للشئون الإنسانية وقضايا وقف النزاع”.

وقال: إن مطلب المعارضة السورية برحيل بشار الأسد يعرقل أي حوار بناء في جنيف، مطالباً الدول الغربية بإعادة المعارضة السورية إلى “الواقع وإبعادها عن نهج الحوار غير البناء مع النظام، مشيراً بذلك إلى التصريحات التي أدلى بها نصر الحريري بعيد وصوله إلى جنيف، وقال فيها: إن الهدف في الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف هو رحيل بشار الأسد عن السلطة في بداية المرحلة الانتقالية.

ومقابل الضغط الذي يمارسه الروس للانفكاك عن جنيف ويضعون ثقلهم بمؤتمر سوتشي الذي يعدون له، فإن الغرب يحاول تعزيز تركيزه على مفاوضات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة، ويؤكد وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أن محادثات السلام حول سوريا بإشراف الأمم المتحدة في جنيف، هي “القاعدة الوحيدة” للتوصل إلى حل سياسي من “دون أي دور لنظام الأسد أو لعائلته في الحكومة القادمة”، معرباً عن اقتناعه بأن عملية السلام “هي على وشك الدخول في الطريق الصحيح”.

كما شددت وزارة الخارجية البريطانية على ضرورة التوصل إلی حكومة جدیدة في سوريا من خلال المفاوضات، معتبرة أن عملية جنيف هي الأفضل للتوصل لتسوية القضية السورية.

لكن مراقبين يرون أنه برغم التركيز الغربي على مفاوضات جنيف فإن الجانب الروسي الداعم للنظام ميدانياً وسياسياً يسعى إلى إفشال جنيف بهدف دفع المعارضة إلى الموافقة على الذهاب إلى مؤتمر سوتشي.

جنيف – راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى