انتهاء المرحلة الأولى من الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف دون احراز تقدم

جنيف – راديو الكل

انتهت المرحلة الأولى من الجولة 8 من مفاوضات جنيف من دون إحراز تقدم سواء على صعيد البدء بمفاوضات مباشرة بين وفدي المعارضة والنظام، وهو ما كانت المعارضة تطالب به، أو بما يتعلق بسلتي الدستور والانتخابات الرئاسية والبرلمانية، في حين أعلن المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا في مؤتمر صحفي عقده في وقت متأخر من الليلة الماضية، أن المرحلة الثانية من هذه الجولة ستستأنف في 5 من الشهر الحالي لتستمر حتى منتصف الشهر ذاته، وأشار مصدر دبلوماسي إلى أن وفد النظام سيغادر جنيف غداً السبت، في حين سيبقى وفد المعارضة إلى حين انتهاء المرحلة الثانية في 15 من الشهر الحالي.

وقالت مصادر مقربه من منظمي المفاوضات في جنيف: إن وفد النظام سيغادر غداً السبت جنيف عائداً إلى دمشق، وسيقرر في وقت لاحق فيما إذا كان سيعود إلى جنيف أم لا، في وقت أعلن فيه المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا، أن المناقشات خلال المرحلة الأولى تناولت المبادئ الـ 12، التي تتعلق بدائرة واسعة من القضايا وتؤثر في كل شيء في الدستور المستقبلي، وشدد دي ميستورا في مؤتمر صحفي على أنه لم يتم بحث “مسألة الرئاسة” أو مصير بشار الأسد خلال الجولة الحالية، مشيراً إلى أن هذه القضية من الضروري أن يحلها السوريون بأنفسهم عبر الانتخابات التي ينص على إجرائها قرار 2254 لمجلس الأمن الدولي برعاية الأمم المتحدة” رافضاً وضع أي شروط مسبقة على عناوين المباحثات في جنيف.

ووعد المحلل السياسي سامر الخليوي في اتصال مع راديو الكل، أن ذلك يعد تنازلاً آخر من جانب وفد المعارضة والتفاف على القرار 2254 الذي نص على بحث السَّلال الأربع بالتراتب وليس بالتوازي، وأولها بحث الانتقال السياسي، وأن أي عملية انتقال بوجود الأسد يعني انتقالاً إدارياً وليس سياسياً.

من جانبه قال المحلل السياسي عمر كوش في تصريح لراديو الكل: إن ديمستورا لم يستطع أن يضع سكة التفاوض على مسارها الصحيح، مضيفاً أنه لا يمكن حدوث اختراق في هذه الجولة ولا في الجولات القادمة.

وقال الكاتب والصحفي جلال سلمي: إن جنيف يبدو أنه يوازي الرؤية الروسية ولا سيما أن مخرجات مؤتمر الرياض2 يأتي متسقاً مع الموقف الروسي.

وكان المبعوث الأممي تسلم من وفد المعارضة مقترحات حول تسوية الأزمة في سوريا بحسب الناطق الرسمي باسم الوفد يحيى العريضي الذي قال: “نحن الآن نتطلع إلى مفاوضات جادة حول الانتقال إلى الحرية في سوريا، الحرية للمعتقلين، الخلاص من العنف لشعبنا بأكمله”.

وبعد عقده اجتماعاً مع المعارضة، توجه المبعوث الأممي إلى قاعدة أخرى في مقر الأمم المتحدة للقاء وفد النظام الذي كان وصل الأربعاء الماضي إلى جنيف، بعد امتناعه عن الحضور الثلاثاء للمشاركة في المفاوضات، بسبب اعتراضه على بيان الرياض2 للمعارضة الذي طالب برحيل بشار الأسد مع بدء المرحلة الانتقالية التي نص عليها بيان جنيف1.

في حين عزا دي ميستورا تشكيل وفد موحد للمعارضة للمرة الأولى إلى جهود السعودية، وعبّر عن شكره لروسيا؛ لأنها ساعدت في حضور وفد النظام إلى جنيف.

وترى مصادر صحفية، أن حضور نظام بشار الأسد إلى جنيف، هو فعل اضطراري وليس إرادياً؛ إذ إنه جاء ليس بسبب قرارات مجلس الأمن، بل بحسابات روسيا التي برغم أنها تفضل سوتشي وأستانة على جنيف، فإنها ليست في وارد تحميلها مسؤولية إخفاق مفاوضات جنيف بسبب عدم حضور وفد النظام.

لكن روسيا تسعى إلى الطعن بشرعية جنيف وإفراغه من محتواه الذي يحظى برعاية الأمم المتحدة ودعم الدول الغربية، وأشار المندوب الروسي الدائم لدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافكين إلى أن صيغة الجولة 8 لمحادثات جنيف والمشاركين فيها مشكوك بها، وقال بورودافكين: ليس من الواضح ما القيمة المضافة من هذه الاجتماعات، ويضيف: نعتقد أن هناك صيغاً أثبتت نفسها إثباتاً جيداً وتعمل بالفعل، منها مجموعة الدعم الدولية لسوريا ومجموعة العمل للشؤون الإنسانية وقضايا وقف النزاع”.

وكان نصر الحريري رئيس وفد المعارضة إلى جنيف أكد أن الهدف من الجولة 8 من مفاوضات جنيف، هو رحيل بشار الأسد عن السلطة في بداية المرحلة الانتقالية، ورفض ممثل روسيا لدى الأمم المتحدة في جنيف، ألكسي بورودافكين، يوم الخميس، مناقشة مصير بشار الأسد خلال المفاوضات، وقال في تصريح لوكالة سبونتيك: “إن وفد النظام لن يناقش مع وفد المعارضة مسألة رحيل الأسد تحت أي ظروف” مشيراً إلى أن وفد النظام أعرب عن “رغبته في جعل أولوية هذه الجولة مناقشة مكافحة الإرهاب”.

و أوضح عقاب يحيى عضو الهيئة السياسية في الائتلاف في تصريح لراديو الكل، أن هناك أهمية للبدء بمفاوضات مباشرة في جنيف من أجل الدخول في صلب العملية الانتقالية على أساس بيان جنيف1؛ إذ إنه بعد الانتهاء من مسائل التحضير للبدء بالمرحلة الانتقالية، فإن المعارضة لن تقبل ببقاء بشار الأسد يوماً واحداً في الحكم، وألا يكون لرموز النظام أي دور في مستقبل البلاد.

لكن وفد المعارضة غير متفق على مسألة المفاوضات المباشرة وعلى مناقشة مصير بشار الأسد، حيث يرفض مهند دليقان عضو الوفد عن منصة موسكو وضع شروط مسبقة للمفاوضات، ويقول في تصريحات نقلتها روسيا اليوم: إن النظام يستخدم تلك الشروط ذريعة لعدم الحضور إلى جنيف.

وفي هذا الشأن يرى صلاح الحموي عضو الهيئة السياسية في الائتلاف في مقابلة مع راديو الكل، أن إدخال منصتي القاهرة وموسكو إلى وفد المفاوضات هو بمنزلة ألغام هدفها التعطيل في وقت أصبح فيه فريق الائتلاف الوطني بعدد أقل من السابق.

ويرى عقاب يحيى أهمية في أن تضطلع الولايات المتحدة والغرب عموماً بدورها في الضغط على روسيا للحفاظ على مسار جنيف وعلى النظام من أجل الانخراط في العملية التفاوضية  انخراطاً مباشراً في جنيف، مشيراً إلى أن تأجيل مؤتمر سوتشي التي تدعو إليه روسيا جاء بسبب تحذيرات وجهها الغرب إلى روسيا من أن مسار جنيف هو المسار الشرعي والوحيد لإيجاد حل للقضية السورية.

ويرى صلاح الحموي، أن جولة مفاوضات جنيف8 التي ترعاها الأمم المتحدة والمنعقدة حالياً، لن تحقق شيئاً فهي لا تختلف عن الجولات السابقة؛ لأن المجتمع الدولي ليس لديه الرغبة في رحيل بشار الأسد، وقال: إن المجتمع الدولي غير جاد في مسألة متابعة المجرم، ولهذا قام بتعويم شخصيات في هيئة المفاوضات تقبل ببقاء بشار الأسد.

وكان عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني المعارض يحيى مكتبي قد قلل من حجم التوقعات بالنسبة لجولة جنيف 8 بسبب عدم وضوح طبيعة التوافقات الدولية.

وتتوقع مصادر دبلوماسية غربية في جنيف، أن تخفض المعارضة السورية سقف شروطها لإعطاء دفع للمفاوضات، وتطلب هذه المصادر من المعارضة أن تكون واقعية ومرنة، وهو توجه تحدث عنه ديمستورا في أيلول الماضي حين دعا المعارضة إلى التحلي بالواقعية وإلى أن تدرك أنها لم تربح الحرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى