ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

عواصم – راديو الكل

النظام ليس مؤهلاً ذهنياً و تاريخياً للتكيّف مع فرضيّة أنّه عابر في حكم سوريا وليس دائماً أو مؤبّداً كما يقول علي نون في مقال له في صحيفة المستقبل اللبنانية. وفي الحياة اللندنية يتحدث عبد الوهاب بدر خان عن تمسك روسيا بمؤتمر سوتشي على حساب مسار جنيف. وفي مجلة “نيوزويك” الأمريكية ينشر فريدريك هوف مقالاً يقارن فيه بين إدارتَي الرئيسين باراك أوباما ودونالد ترامب، فيما يتعلق بالتعاون الأمريكي الروسي حول سوريا.

وفي صحيفة المستقبل اللبنانية كتب علي نون تحت عنوان “في عقم جنيف.. واهم بالتمام والكمال”.. من يعتقد أن جنيف 8 ستنتج حلّاً مع بشّار الأسد، أو أنّ التركيبة السلطوية المدعومة بالروس حتى إشعار آخر، قابلة أو مستعدّة لقبول «فكرة» المرحلة الانتقالية أو تسليم السلطة إلى غيرها، أو أنها في الأساس مؤهّلة ذهنياً و«تاريخياً» للتكيّف مع فرضيّة أنّها عابرة في حكم سوريا وليست دائمة أو مؤبّدة.

وأضاف أنه ومع ذلك، فإنّ جنيف 8 هو عنوان بداية مرحلة ما بعد القضاء على «داعش» بجميع عناوينها، وهذه تشتمل من جملة موضوعاتها على «مصير» الأسد والنفوذ الإيراني، وطبيعة النظام المقبل.. سوى أنّ ترجمة (أو محاولة ترجمة) ذلك واقعيّاً، يمكن أن تتمّ في أي مكان إلّا في جنيف.

وفي الحياة اللندنية تحدث عبد الوهاب بدر خان عن تمسك روسيا بمؤتمر سوتشي على حساب مسار جنيف، وأشار إلى أن البيان الذي صدر إثر القمة الثلاثية التي عقدت مؤخراً في سوتشي وجمعت الرئيس الروسي إلى جانب رئيسي تركيا وإيران، تضمّن مواقف مبدئية على «دعوة النظام والمعارضة إلى مؤتمر الحوار الوطني الواسع بمشاركة ممثلين عن جميع مكوّنات المجتمع السوري» الذي يُفترض أن ينعقد يوماً ما في سوتشي، وتريد موسكو أن تدعو إليه نحو ألف شخص، متوقّعة أن يصدر عنهم بيان مشترك، معدّ مسبقاً، تستطيع أن تعده بمنزلة «مصالحة» محقّقة بجهودها وحدها.

وقال: “إذ أبدت موسكو تمسّكاً بمؤتمرها فقد عنى ذلك أولاً أنها غير راضية عن صيغة توحيد المعارضة كما أنجزت، وثانياً أنها تفتعل ازدواجية الحوارات للمساومة على مضمون الحل السياسي المنشود، مع أنها هي التي ألحّت على أن تعاود المعارضة الاجتماع لضمّ «منصة موسكو»، وهو ما حصل فعلاً، كما أنها نفت بصيغ رسمية وغير رسمية عزمها على جعل «حوار سوتشي» بديلاً من مفاوضات جنيف”.

غير أن بيان قمة بوتين- روحاني- أردوغان لم يشر إلى المرجعيات الدولية، بل استعار فقط بعضاً من عبارات القرار 2254 ليؤكّد ما نُقل مراراً عن موسكو بأن لديها تفسيرها الخاص لبنود عامة في القرار لا تحتّم، في نظرها، أن يتمّ التفاوض على النحو الذي تتّبعه الأمم المتحدة منذ البدء بجولات جنيف.

من جانبها نشرت مجلّة “نيوزويك” الأمريكية مقالاً أعدّه فريدريك هوف، مدير مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط، التابع للمجلس الأطلسي والذي يجري أبحاثاً ودراسات خاصّة بالتطورات السياسية والاقتصادية والأمنية، تحدّث فيه عن التعاون الأمريكي الروسي حول سوريا، وقارن بين إدارتَي الرئيسين باراك أوباما ودونالد ترامب.

وذكّر هوف بأنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استقبل بشار الأسد في موسكو وأجرى محادثة هاتفية طويلة مع الرئيس ترامب، ورأى أنّه لا يُمكن اعتبار ما آلت إليه الأوضاع في سوريا بأنّه انتصار للدولة الروسية، فهو شخصي بطبيعته، ويأمل بوتين بأن يستثمر سياسياً التقدّم العسكري الذي حقّقه سلاح الجو الروسي بمساعدة المقاتلين الذين تقودهم إيران، في المعركة إلى جانب الأسد.

ولفت إلى أنّ بوتين يُدرك أن الأسد والمحيطين به لن يتشاركوا أبداً السلطة، في حين تسعى موسكو إلى إجراء إصلاح دستوري في سوريا يتضمّن مشاركة في السلطة. وبرأي الكاتب فَـسوريا، وفقاً للإدارة الحالية، ستكتب دستوراً يحوّل السلطات المحدّدة للأسد كالصلاحيات التي تمتلكها الملكة اليزابيث؛ أي: أنّ هذا لا يعني شيئاً وسيبقى المحيطون بالأسد كما كانوا.

وتساءل الكاتب عن الانتخابات “العادلة والحرّة”، قائلاً: “توجد عوائق تقنية لإجراء الانتخابات في دولة أنهكتها الحرب، فهل سيشارك الأسد والمحيطون به في عملية صادقة وإرادية؟”، وأوضح أنّ الأسد يدرك أنّ مخاطر مشاركة السلطة تعرّضه لخسارتها.

وقال: إنّ وزيري خارجية أمريكيينِ تعاقبا على السلطة على التعاون مع موسكو لإنهاء الحرب السورية، فالوزير جون كيري اعتقد أنّ مهاراته الإقناعيّة وقوة شخصيته ستقنع موسكو بالقيام بعمل غير اعتيادي وهو دعم الانتقال السياسي، أمّا ريكس تيلرسون فليس لديه هذا الوهم.

ويسعى بعض المسؤولين الأمريكيين للحفاظ على ماء الوجه وبذل الجهود الممكنة للحفاظ على وجه الولايات المتحدة خاصة مع الترسبات التي ورثوها عن إدارة أوباما.

وأشار الكاتب إلى أنه بهدف التفاخر السياسي بإنقاذ الأسد وإعادة روسيا إلى العظمة، عزّز بوتين قبضة إيران على سوريا، والهدف الأساسي لطهران في سوريا هو وضعها بتصرف “حزب الله” في لبنان.

وذكّر الكاتب بهذا الشأن بما قاله محمد علي جعفري، قائد الحرس الثوري الإيراني: إن نزع سلاح “حزب الله” غير قابل للتفاوض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى