ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع :

بوتين نفسه يحتاج ربما لتقديم الأسد بصفته زعيم سوريا المستقبل، وليس فقط سوريا اليوم لتسويق مقاربته الحادة في الدفاع عن النظام ومنع انهياره كما يقول محمد قواص في صحيفة العرب اللندنية. وفي العربي الجديد يقول بشير البكر في مقال له: إن جولة جنيف الأخيرة قد تكون في الربيع المقبل مكرّسة من أجل وضع أختام الأمم المتحدة على وثائق الحل الروسي الإيراني التركي، كي تتحول إلى وثائق دولية. وفي الغارديان البريطانية تقرير حول إمساك روسيا بالقرار الحاسم في سوريا.

وفي صحيفة العرب كتب محمد قواص تحت عنوان “بوتين الذي يكره الأسد”..إن رسائل بوتين جلية واضحة: سواء آثر العالم العبور نحو سوريا الجديدة من مداخل جنيف (العزيزة على واشنطن) أو مداخل سوتشي (العزيزة على موسكو) أو الاثنين معاً، فإن مفتاح الحل الأساسي موجود في جيب سيد الكرملين.

وأشار قواص إلى استدعاء الرئيس الروسي بشار الأسد مؤخراً إلى سوتشي، وزيارة وزير الدفاع سيرغي شويغو إلى سوريا في يونيو 2016، ولقائه بشار الأسد في قاعدة حميميم، وقال: في مشهدي حميميم وسوتشي رسالة واحدة، توحي الصورة التي أرادها بوتين من لقائه الأخير مع الأسد إبلاغ واشنطن أن الرعاية التي قدمتها الولايات المتحدة منذ عهد الرئيس السابق باراك أوباما للمهمة الروسية في سوريا انتهت إلى تسليم العالم أجمع بحصرية إمساك موسكو بالحلّ السوري العتيد.

وأضاف أن بوتين أراد أيضاً إبلاغ دول الاتحاد الأوروبي المعوّل عليها كثيراً لإطلاق عجلة الإعمار في سوريا، أن التسوية التي تشترطها لضخّ التمويلات الضرورية لورشة الإعمار العملاقة باتت قاب قوسين أو أدنى، وأن معضلة رأس السلطة في دمشق التي تقف حائلاً دون تسوية جدية ناجعة للنزاع السوري، وفق ما تقوله عواصم الاتحاد، آيلة إلى حل توحي به صورة اللقاء الذي يجمع هذا الـ“بوتين” بذلك الأسد.

الأسد نفسه العائد تواً من رحلته إلى سوتشي فهم ذلك جيداً. ألم يعترض النظام على ديباجة بيان المعارضة في الرياض الذي تضمن رحيلاً للأسد؟ ألم يُقل: إن تنسيقاً عالياً جرى بين روسيا والسعودية لإعداد الوفد المعارض؟ فكيف لكل ذلك التنسيق أن ينتج تعويذة جديدة لسقوط الأسد؟

بوتين نفسه يحتاج ربما لتقديم الأسد بصفته زعيم سوريا المستقبل، وليس فقط سوريا اليوم لتسويق مقاربته الحادة في الدفاع عن نظام دمشق ومنع انهياره. ثم إن الأسد المتحالف مع إيران- خامنئي والذي تدافع عنه ميلشيات طهران يستحق من الرئيس الروسي رعاية خاصة ترفع من صورته داخل المشهد الروسي الرسمي.

وفي العربي الجديد كتب بشير البكر تحت عنوان “نهاية مسار جنيف”.. إن المتابعين لكواليس المسألة السورية يرون أن جولة جنيف الراهنة ستكون ما قبل الأخيرة، وإذا سارت السفن بما تشتهي الرياح الروسية، فستليها جولة ختامية في الربيع المقبل، تعقب انعقاد المؤتمر الذي باشرت روسيا الاستعدادات لعقده في سوتشي في فبراير/ شباط المقبل، تحت عنوان “مؤتمر السلام السوري”، بعد أن كان اسمه “مؤتمر الشعوب السورية”.

وأضاف أنه على غرار ما حصل على مسار أستانة، سوف يضع الروس في سوتشي قاطرة الحل السوري على الطريق، بعد أن تفاهموا على العملية مع الدول الضامنة، وحصلوا على تأييد من السعودية ومصر وإسرائيل.

وقال: لن ينعقد “سوتشي” قبل أن يتم ترتيب الوضع على الأرض، لجهة إنهاء الوجود المسلح المعارض، سواء بالقوة المسلحة أو بحسب تفاهمات التهدئة، وهذا ما يفسر أمرين: استمرار المجازر التي ترتكبها القوات الروسية وقوات النظام والميلشيات الإيرانية. وبموازاة ذلك التسويات التي تجريها روسيا مع بعض الفصائل في محيط دمشق، مثل فيلق الرحمن وجيش الإسلام، كي تنخرط في التهدئة.

قد تكون جولة جنيف الأخيرة في الربيع المقبل مكرّسة من أجل وضع أختام الأمم المتحدة على وثائق الحل الروسي الإيراني التركي، كي تتحول إلى وثائق دولية، وكل من ينتظر أكثر من ذلك لا يأخذ في حسابه موازين القوى.

ونشرت الغارديان البريطانية من جانبها تقريراً قالت فيه: إنه من الواضح أن روسيا هي من يتخذ القرار الحاسم في معظم الأحيان في سوريا، التدخل العسكري لفلاديمير بوتين الذي بدأه عام 2015 لينقذ الأسد، في جهد مشترك مع إيران، أعطى بوتين اليد العليا.

وأضافت أن بوتين استثمر في سوء التقدير من طرف الولايات المتحدة الأمريكية وفي التردد الأوربي ليشارك بصورة أعمق. باستثناء تهديدات ترامب ضد إيران، تبقى السياسة الأمريكية ضبابية، مركزة أكثر قليلاً على محاربة الإرهاب، في الأسبوع الماضي استضاف السيد بوتين محادثات في سوتشي مع زعيمي إيران وتركيا، كما ظهر أمام الكاميرات مع الأسد. أوائل هذا العام، نظمت روسيا محادثات مع مجموعات سورية معارضة في أستانة. إن تحييد الأمم المتحدة والقوى الغربية في كل خطوة يشكل إشارة إلى مشهد دولي متغير.

وتساءلت ما الذي تغير الآن بعد سنوات من رفض موسكو أو إعاقتها أي مشاركة للأمم المتحدة؟ وقالت: يحتمل أن السيد بوتين يريد الآن مساندة الأمم المتحدة ليعزز مكتسباته، لروسيا مصلحة ذاتية في الحصول على شرعية من الأمم المتحدة لخططها، الحرب المستمرة تستنزف الموارد. تتطلب إعادة بناء سوريا قدراً من التمويل لا تستطيع روسيا توفيره. العلاقات بين روسيا وتركيا وإيران أقل وضوحاً مما يود أن يظهره زعماؤها. لا تزال القضية الكردية محل خصام. في سياق هذا المشهد، تعتقد الدول الأوربية، بما في ذلك المملكة المتحدة، أنها لا تزال تمتلك بعض التأثير في الخاتمة، إنه مسار ضيق وصعب، يجب ألاّ يُخدع أحد بتلك الوعود، من نوع “انتخابات حرة”، التي تطرح بوصفها جزءاً من الخطة التي تقودها روسيا؛ فهي يمكن أن تكون منظراً خداعاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى