ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

الأسد وبرغم تظاهره بالطمأنينة والزُّهوّ بزعم انتصاره، تُخالجه هواجس وتوجّسات بأن نهايته باتت وشيكة كما يقول محمد خليفة في مقال له في مجلة الشراع تحت عنوان “لماذا يخاف الأسد استحقاق جنيف 8”. وفي القدس العربي تقرير يتحدث عن لقاء جرى بين عميل للموساد الإسرائيلي وبشار الأسد. ونشرت مجلة فورين أفيرز الأمريكية مقالاً للكاتب أليكس فاتانكا تحدث فيه عن خلافات متزايدة بين روسيا وإيران إزاء الميلشيات التي يدعمها الحرس الثوريّ الإيرانيّ في سوريا والمنطقة .

في مجلة الشراع كتب محمد خليفة تحت عنوان “لماذا يخاف الأسد استحقاق جنيف 8؟”..إن الأسد وبرغم تظاهره الكاذب بالطمأنينة والزهو بزعم انتصاره على معارضيه، تخالجه هواجس وتوجسات بأن نهايته باتت وشيكة، وأنه في وضع يجعله يرتاب بأعدائه وحلفائه وأقرب المقربين منه؛ لأنه يعلم أن ساعة القصاص تقترب منه.

وأضافت أن بشار الأسد يعلم أن القيصر الروسي مستعد للمساومة على رأسه في اللحظة المناسبة، وهو الذي استدعاه الى سوتشي مؤخراً ليبلغه أنه آخر علوي يحكم سوريا، ولعله أبلغه بضرورة أن يخرج طوعاً قبل أن يخرج طرداً ويساق إلى محكمة الجنايات الدولية على خطى آخر رئيس صربي ليوغوسلافيا ميلوسيفيتش، فالسيناريو الدولي لحل الأزمة السورية بلغ مرحلة تقتضي أن يفسح المجال لبوتين ليبقى وحده البطل المنتصر ويسقط الآخرون واحداً بعد آخر.

ولذلك فبشار الأسد الآن في حالة “لعبطة” كالحوت الذي يخرج من الماء، وبالعربي الفصيح فهو يتخبط ويحاول التهرب من الاستحقاقات التفاوضية والسياسية سواء جاءت عبر مسار جنيف، أو عبر سوتشي، فهي جميعاً تقتضي وقف الحرب والاستعداد لمرحلة الحلول السياسية وتقديم التنازلات، وقد تملي على حلفائه الإيرانيين وحزب الله الانسحاب من سوريا وتركه وحيداً أمام المصير المحتوم.

وينقل مصدر مطلع على أجواء دمشق والنظام أن الأسد يعيش في حالة خوف دائم ويخشى تآمر الجميع عليه، ولا يثق بأحد ثقة تامة، لا من السوريين ولا من الإيرانيين، ولا حتى من الروس، إلى حد أنه يأمر دورياً بإبعاد أو اغتيال المسؤولين الأمنيين الكبار الذين يرتاب بهم.

ومع انعقاد قمة سوتشي الأسبوع الماضي تصاعدت الموسيقى التصويرية الهادئة، وسرب كتاب النوتة الروسية أن البحث جار عن رئيس سني يقبل به الجميع في الداخل والخارج، ويقبل أن يؤدي دوره في ظل الهيمنة الروسية الدائمة، وتردد اسم فاروق الشرع وآخرين. وفي كواليس مؤتمر الرياض 2 للمعارضة ترددت روايات مطابقة عن اتصالات ومشاورات بين العواصم الكبرى للاتفاق على بديل للأسد.

وأضاف أنه سواء صحت الرواية المزعومة أو لم تصح، فإن نشرها يشعل هواجس الأسد، ويفاقم ارتيابه بالأصدقاء والأعداء، ويدفعه لردود أفعال سريعة واعتباطية تشبه سلوكه تجاه استحقاق جنيف 8 ومحاولته إفشاله أملاً أن يكون مؤتمر سوتشي برعاية موسكو خياراً أفضل.

صحيفة القدس العربي نشرت تقريراً بقلم مراسلها في الناصرة وديع عواودة تحت عنوان “عميل لـ «الموساد» متنكر في زي رجل أعمال في ضيافة بشار الأسد” قالت فيه: كشف برنامج تحقيقات بثته القناة الإسرائيلية الثانية عن أساليب عمل جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي «الموساد»، من خلال مقابلة مطولة مع رجل الأعمال الكندي اليهودي وعميل الموساد، ناتان جيكوبسون الذي قيل عنه: إنه زار بشار الأسد ولعب دوراً باغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في دبي.

وأضافت: كلف رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، إيهود أولمرت، جيكوبسون بمهمة سرية عام 2007 حيث التحق برجل إسرائيلي – كندي آخر في دمشق يدعى موشيه رونين، وهو قيادي معروف في المجتمع اليهودي في كندا، ولديه شبكة علاقات واسعة مع الوسط التجاري الإسرائيلي.

وجاء في التحقيق أنهما توجها إلى مهمتهما السرية في القصر الرئاسي في دمشق. وقال جيكوبسون: إنه في الطريق إلى القصر الرئاسي «كنا داخل سيارة مرسيدس، وسيارة أمامنا وأخرى خلفنا ودراجات نارية إلى جانبنا، حتى وصلنا إلى قصر بشار الأسد، وامتد الاجتماع ساعتين ونصف الساعة».

وبحسب جيكوبسون فإن «الأسد قال لنا: فكروا ماذا بإمكان أن يحقق السلام بين دولتينا، بين الخبرات التكنولوجية الإسرائيلية والقوى البشرية لدي، تخيل أية قوة سنكون». لكن جيكوبسون لم يتحدث أكثر من ذلك عن هذه الزيارة.

بعد زيارة دمشق، قال جيكوبسون: إن علاقته مع رئيس الموساد في حينه، مئير داغان، توطدت كثيراً.

من جانبها نشرت مجلة فورين أفيرز الأمريكية مقالاً للكاتب أليكس فاتانكا تحدث فيه عن خلافات متزايدة بين روسيا وإيران إزاء الميلشيات التي يدعمها الحرس الثوري الإيراني في سوريا والمنطقة، وذلك وسط خشية طهران من عقد موسكو صفقات على حسابها.

وقال الكاتب: إن الحرس الثوري الإيراني -الذي وُجد على مدى السنوات السبع الماضية بشكل قوي في سوريا من خلال ميلشياته المختلفة ووكلائه محليين- حريص على الحفاظ على مكاسبه ضد الهجمة المرتدة من جانب إسرائيل والسعودية والولايات المتحدة.

وقال: إن هذا الموقف من جانب الحرس الثوري الإيراني سرعان ما يتحول إلى صراع مفتوح مع روسيا والجهات الفاعلة الأخرى، بما في ذلك الرئيس روحاني، الذي قد يكون أكثر انفتاحاً على تسوية متعددة الأطراف لإنهاء الحرب السورية.

ولا يرغب الحرس الثوري الإيراني فقط في تأمين النفوذ الإيراني في سوريا ما بعد الحرب، ولكنه يسعى لتحويل الميلشيات السورية المتحالفة معه إلى قوة عسكرية وسياسية مؤسسية، وذلك كي تصبح محرضاً محلياً على غرار الدور الذي يلعبه حزب الله اللبناني المدعوم من إيران في لبنان.

وأضاف الكاتب، أن في طهران شكاً كبيراً بشأن النيات الروسية والتركية في سوريا، وسط الخشية من عقد موسكو صفقات مع الجهات الأخرى اللاعبة في المنطقة على حساب إيران وبشكل قد يلحق الضرر بمصالحها.

وتحدث عن الإجراءات التي يقوم به الحرس الثوري الإيراني على الأرض في سوريا، وذلك من أجل الحفاظ على وجود عسكري إيراني دائم في البلاد التي تعصف بها الحرب منذ أكثر من 6 سنوات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى