ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

ربما حقق فلاديمير بوتين انتصاراً عسكرياً ودبلوماسياً في سوريا ولكن السؤال الأهم كما يقول مصطفى كركوتي في مقال له في صحيفة الحياة اللندنية: هل هو قادر على كسب السلم وتحقيق تسوية قابلة للحياة؟. وفي القدس العربي كتب إبراهيم درويش تحت عنوان “هل هناك حاجة لجنيف وقد حدد المنتصر شروط اللعبة؟”.  وفي صحيفة قرار التركية تساؤل آخر لـ غالب دالاي وهو “ماذا يعني “الحل السياسي” في سوريا؟”.

في صحيفة الحياة كتب مصطفى كركوتي تحت عنوان “روسيا ومهمة بوتين المستحيلة في سوريا”..ربما حقق فلاديمير بوتين انتصاراً عسكرياً ودبلوماسياً في حرب سوريا المتوحشة، ولكن السؤال الأهم: هل هو قادر على كسب السلم وتحقيق تسوية قابلة للحياة؟ كيف يمكن لموسكو تحقيق ذلك وهي تقدم للعالم بشار الأسد، المسؤول الأول عن الجرائم، بوصفه طرفاً رابحاً في الحرب؟

 وأضاف الكاتب، أن الانتصار الروسي في سوريا كما ترغب موسكو في أن تنظر إليه، هو بالنسبة لبوتين تمرين في الواقعية السياسية لا يأخذ في الاعتبار على الإطلاق انتقادات المجتمع الدولي لسلوك روسيا في سوريا، فموسكو تقف إلى جانب نظام حكم لا يوجه أسلحته الفتاكة ضد شعبه فحسب، بل يرتكب جرائم حرب أيضاً، فهي حمت حكومة بشار الأسد أمام الضغط الدولي احتجاجاً على استخدامه غاز السارين وأسلحة كيميائية أخرى ضد أهداف مدنية عدة في السابق. يبقى السؤال الأهم في غياب واشنطن عن التفاصيل: هل تستطيع موسكو وحدها الجمع بين مصالحها الاستراتيجية وكبح جماح طهران وتهدئة نتانياهو وإرضاء أردوغان وتفهم مطالب قوى التحالف العربي في الإقليم وإقناع السوريين بجدوى الأسد؟

 في القدس العربي كتب إبراهيم درويش تحت عنوان “هل هناك حاجة لجنيف وقد حدد المنتصر شروط اللعبة؟ ..منذ جنيف1 عام 2012 حيث تلتقي المعارضة وتتحدث مع بعضها عبر وسيط المؤسسة الدولية سواء كان الأخضر الإبراهيمي أو ستيفان دي ميستورا وتتبادل الاتهامات والشتائم ثم تغادر لتعود من جديد.

وأشار الكاتب إلى إمساك روسيا بالملف السوري، لكنه قال: طالما لم تنته الحرب يبقى الحديث عن «مخرجات» (وهي كلمة مقيتة تدور في الخطاب السياسي اليوم) جنيف، والرياض، وسوتشي وأستانة مجرد إطالة لمعاناة السوريين والاقتتال على ركام، وكما قال المؤرخ الروماني تاكيتوس: «خلقت صحراء وسميتها سلاماً» وليس مصادفة أن تجري الدفعة الدبلوماسية الأخيرة بعد عام من سقوط مدينة حلب في يد النظام بعد معركة شرسة. وحلب هي تذكير بحجم الدمار والحاجة لوقف الحرب.

في صحيفة قرار التركية كتب غالب دالاي تحت عنوان “ماذا يعني “الحل السياسي” في سوريا؟..لا شك في أن الصورة الجماعية التي أُخذت لـ “أردوغان-بوتين-روحاني” خلال اجتماع “سوتشي” تمثل رمزاً سياسياً في غاية الأهمية، إذ تسعى روسيا لرسم شكل المرحلة السياسية من خلال اجتماع سوتشي بعد أن أنهت تصميم الساحة والمشهد العسكري في سوريا من خلال “أستانة”، ولكل من روسيا وإيران أسباب قوية للبدء بنفيذ هذه المرحلة السياسية على أرض الواقع، إذ تسعى الأخيرتان لتحقيق مكاسبها من خلال مرحلة سياسية بعد أن أجبرت المعارضة السورية على التراجع من الساحة؛ ما يعني بقاء نظام الأسد على عرش السلطة.

ومن أهم مؤشرات نجاح اجتماع سوتشي، هو إجراء هذا الاجتماع من خلال ربطه بمؤتمر جنيف؛ لأن التسوية السياسية في سوريا لا تبدو واقعية من دون أمريكا وأوروبا ومشاركة إقليمية أوسع، كما أن لوجود تركيا أيضاً أهمية كبيرة في هذا الصدد؛ إذ سيسهل التكامل بين سوتشي وجنيف القبول الدولي لهذه المرحلة.

وإذا لم يوجد حل للقضايا والمطالب التي سبّبت ظهور الأزمة السورية، فإن الحل السياسي يعد محاولة حل وليس حلاً شاملاً؛ إذ تحولت هذا المرحلة إلى دبلوماسية تهدف إلى إقناع المعارضة بالتنازل والقبول ببقاء النظام والأسد.

 إن ما يحدث الآن لا يمثل حلاً سياسياً للأزمة السورية، بل نشهد محاولة الأطراف للحد من التزاماتها فيما يخص الأزمة، ومن الواضح أن مثل هذا الحل السياسي قد يؤدي إلى إبعاد الأزمة أو إخفائها مدة معينة، ولكن من المؤكد أنه سيزيد في عمقها أيضاً.

 من جانبها تتحدث صحيفة “لي أوكي ديلا غويرا” الإيطالية في تقرير لها عما تسميه التحالف الخفي بين إيران ومصر، على الرغم من سعي السيسي إلى طمأنة حليفته السعودية بنفي وجود علاقة بين القاهرة وطهران، وقد اتضحت مختلف جوانب هذا التحالف؛ من خلال العديد من المواقف الدبلوماسية التي تبنتها مصر.

وأوضحت الصحيفة، أن أهم مظاهر التحالف الخفي بين إيران ومصر تتجلى في الحرب السورية، خاصة أن الحلفاء القدامى لمصر رفعوا أسلحتهم في وجه دمشق سنة 2011.

في الواقع، إن فكرة نشأة تحالف بين مصر وإيران وروسيا وسوريا تثير قلق الغرب، فلطالما كانت العلاقات بين إيران وروسيا من جهة ومصر وروسيا من جهة أخرى طيبة منذ القدم، حيث سعى عمالقة الشرق الأوسط إلى التقرب من موسكو؛ لإنشاء توازن في ظل توتر العلاقات مع إسرائيل والغرب.

وبناء على ذلك، يمكن أن يُنتج التحالف بين مصر وإيران سيناريوهات لم يسبق لها مثيل، ليتمكن بذلك هذان البلدان من تجاوز الصراع السني الشيعي، وإعطاء حياة جديدة للمواجهة الجيوسياسية بين الرياض وطهران.

وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن إيران تجني ثمار 20 عاماً من الإرهاب المسلط عليها من قبل التيارات السنية، والتي عمدت إلى إقصائها من الساحة الدولية، وبسبب ذلك عمدت طهران إلى إنشاء تحالف مع موسكو في الحرب السورية، وفي نهاية المطاف، تعد مصر إيران عملاقاً ديمغرافياً، وتمثلان -بعد إسرائيل- القوى العسكرية الكبرى في الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى