المرحلة الثانية من جنيف الثامنة تنطلق الأربعاء القادم بالتزامن مع لقاء بين تيلرسون ولافروف

جنيف – راديو الكل

 قالت الخارجية الروسية: إن وزيري خارجية كلّ من الولايات المتحدة ريكس تيلرسون وروسيا سيرغي لافروف سيبحثان خلال الأيام القليلة القادمة تطورات القضية السورية بالتزامن مع بدء المرحلة الثانية من جولة مفاوضات جنيف8 التي انتهت مرحلتها الأولى يوم الجمعة الماضي من دون إحراز أيّ تقدم.

يلتقي وزيرا خارجية روسيا والولايات المتحدة سيرغي لافروف وريكس تيلرسون على هامش انعقاد المجلس الوزاري لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بالعاصمة النمساوية فيينا يومي 7 و 8 كانون الأول الحالي، حيث سيكون الملف السوري على أجندة البحث بحسب بيان للخارجية الروسية.

وكان مسؤول رفيع المستوى بوزارة الخارجية الأمريكية قال في وقت سابق: إن الملف السوري سيكون من أهم الملفات التي سيبحثها تيلرسون أثناء جولته المرتقبة في الدول الأوروبية.

ويأتي لقاء تيلرسون لافروف بالتزامن مع بدء المرحلة الثانية من جولة مفاوضات جنيف8 التي انتهت المرحلة الأولى منها يوم الجمعة الماضي من دون التوصل إلى نتائج أو إجراء أي مفاوضات أو حوارات ثنائية لأي قضية كانت، في حين غادر وفد النظام السبت من دون أن يؤكد فيما إذا كان سيعود إلى جنيف للمشاركة في المرحلة الثانية.

ووضع وفد النظام شروطاً مسبقة بربطه بين الموافقة على إجراء مفاوضات مباشرة، وبين إلغاء بيان الرياض2 بحسب مصادر وفد المعارضة، وأكدت مصادر دبلوماسية غربية، أن النظام يعمد عمداً ممنهجاً على إغراق المفاوضات بالتفاصيل الشكلية لإفراغ مفاوضات جنيف من محتواها ورعايتها الأممية للدفع نحو مؤتمر سوتشي الذي تدعو إليه روسيا، في حين تحمل روسيا المعارضة مسؤولية عدم إحراز أي تقدم، وتدعوها إلى مراجعة الوضع السياسي والميداني في سوريا وتعديل موقفها جذرياً في المفاوضات ما الذي تريده روسيا.

وعقدت أيضاً الجولة 8 في ظل تغيرات ميدانية شهدت تقدم النظام مدعوماً بالميلشيات الإيرانية والطيران الحربي الروسي خاصة في المنطقة الشرقية، بالتزامن مع تصعيده العسكري في الغوطة الشرقية، وأيضاً في ظل تغيرات إقليمية حيث انشغال أصدقاء الشعب السوري بقضايا داخلية أو بعيدة عن ملفات القضية السورية، بعد أن قدموا ما يمكن تقديمه تحت سقف الموقف الدولي وخاصة رؤية الولايات المتحدة وروسيا.

وتؤكد مصادر مطلعة، أن الجولة الأخيرة من مفاوضات جنيف شهدت انفراداً روسياً بالملف التفاوضي مع اكتفاء الولايات المتحدة بتصريحات تؤكد أن المرجعية الوحيدة بالنسبة للحل السياسي هي مفاوضات جنيف، في حين كانت تجري المفاوضات السابقة برعاية روسية أمريكية.

ولا يتوقع المراقبون نتائج من خلال المرحلة الثانية من هذه الجولة التي ستستمر حتى منتصف الشهر الحالي، خاصة أن روسيا تدفع نحو مؤتمر سوتشي بعيداً عن مفاوضات جنيف ذات المرجعية الأممية، في حين يرى محللون أن التصريحات الأمريكية بهذا الخصوص تأتي فقط لتذكير روسيا بأنه لا يمكنها التفرد بالاستحواذ على نتائج مرحلة ما بعد داعش في سوريا.

وتؤكد مصادر مطلعة، أنه في ظل التطورات يبقى السوريون هم الطرف المغيب عن الحل السياسي، وقدرة الفعل لديهم فيما يتعلق بمستقبل بلادهم هي ضعيفة؛ إذ إن جميع جولات المفاوضات في جنيف كانت تعبيراً عن إرادة دولية.

وتضيف المصادر، أن النظام الذي هو فاقد للسيادة والقوة هو الآن مجرد طرف يُملى عليه، حيناً من روسيا، وحيناً من إيران، الأمر الذي قد يحوّل هذين الطرفين من إطار التنافس إلى إطار التخاصم أو التصارع مستقبلاً.

 أما فيما يتعلق بالمعارضة فهي ضعيفة ومشتتة ما يؤثر في وضعها، ولاسيما مع تغير مواقع الدول الداعمه لها في ظل عدم حسم الإدارة الأمريكية موقفها من القضية السورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى