ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية 

للاستماع

رأس النظام مدرك أنه مع بدء المباحثات الجدية سيتم وضع مصيره على الطاولة برأي الكاتب حنا صالح في مقال له في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية. ومن جانبها قالت صحيفة “الباييس” الإسبانية في مقال لها: إن النظام يحاول تأكيد تقدمه على الأرض على طاولة المفاوضات. وكتبت صحيفة “واشنطن بوست” أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على يقين من أن النظام لن ينتصر في الحرب الأهلية بسبب نقص الموارد الضرورية لذلك.

وفي صحيفة الشرق الأوسط كتب حنا صالح..بعدما عرض الرئيس بوتين أمام بشار الأسد إنجازات جيشه في سوريا والنجاحات المحققة فوق الميدان، دعاه لتعرّف الجنرالات الروس الذين خاضوا الحرب السورية.. بحرارة شكرهم الأسد معترفاً بفضل كل واحدٍ منهم، موحياً أنه معهم بمنزلة قائد الفيلق السوري في الجيش الروسي وشريك لهم فيما تم تحقيقه.

وأضاف الكاتب، أن رأس النظام السوري مدرك أنه مع بدء المباحثات الجدية سيتم وضع مصيره على الطاولة، ولا بد أنه بدأ يتحسس رقبته منذ عودته من سوتشي، وهو يعرف أكثر من سواه أن كل نصائح طهران التي تنطلق من هاجس السيطرة والنفوذ لن تغير كثيراً في النتائج، ومهما تردد من أن ما تحقق فوق الميدان السوري وفّر أرضية لتسوية، على قياس مصالح النظام وطهران، لا يتجاوز كونه حلم ليلة صيف، فالروسي موجود بقوة، وهو من قدم التزامات الحل السياسي، حيال أنقرة وحيال الرياض، كما حيال واشنطن والمجتمع الدولي.

اليوم مع أن كل المطروح ليس عادلاً لجهة إحقاق حقوق السوريين، فأوراق التسوية ليست على مسارٍ واحد، وكذلك ما من جهة تستطيع معرفة المدى والمراحل لبلوغ التسوية، وليس سراً أن موسكو التي ترعى مسار «أستانة» وتتمسك بإطلاق مسار «سوتشي»، ستتابع مخططها في جعل «جنيف» مجرد غطاء لتسوية أخرى تعمل لها، تسوية تكون أولاً وقبل أي أمر آخر على قياس المصالح الروسية، لكن المشكلة التي تعترض المنحى الروسي، تكمن في أنها بحاجة لتفاهم ما مع أمريكا، وهو أمر لا يبدو أنه قريب، فلا أمريكا وضعت لها سياسة ورؤية للمنطقة، ولا الوضع الأمريكي الداخلي والتصدعات على خلفية ما أُعلن عن تدخل روسي في الانتخابات الأمريكية، يتيح للرئيس ترمب عقد قمة كاملة مع الرئيس بوتين… لأجل ذلك ليس معروفاً بعد الزمن الذي ستستغرقه حرب التسوية.

على رغم كل القتل والاقتلاع والتغيير الديموغرافي، فإن انتهاء الأعمال القتالية، برغم ما تتعرض له الغوطة، أمر كبير في حدِّ ذاته، فسوريا لم تتفكك ولم تتشظَّ وإن واجهت الفوضى المخيفة، والانتصار الروسي لم يشطب مطالب السوريين، والبحث السياسي آتٍ، وسيوفر الأرضية لاستكمال ملفات سوق المجرمين الكبار والمتدخلين معهم للعدالة الدولية.

من جانبها نشرت صحيفة “الباييس” الإسبانية مقالاً تحت عنوان “النظام السوري يفرض انتصاره العسكري في جنيف”.. يحاول النظام المدعوم من روسيا وإيران تأكيد انتصاراته العسكرية ضد المعارضة على طاولة المفاوضات، والذي يحتفظ الآن بعد 7 سنوات من الحرب، بالسيطرة الفعلية على ثلثي البلاد بما في ذلك الأراضي والمدن الرئيسة الزراعية والصناعية.

ووفق تقرير للصحيفة فإن ستيفان دي ميستورا، الذي كثيراً ما يعرف بتفاؤله الدائم، قدم إلى كلا الطرفين وثيقة تشتمل على 12 مبدأ أساسياً تجمع النقاط الرئيسة لتوافق الآراء التي جمعت منذ بداية الحوار في فبراير/شباط من 2016، ونظراً لقبول النص من حيث المبدأ من جانب الوفدين، فسر وسيط الأمم المتحدة أن لديه يداً حرة لاستئناف المحادثات وتمديد الجدول الزمني حتى 15 من الشهر الجاري.

وقالت الصحيفة: إنه مع انسحاب الولايات المتحدة بشكل متزايد من الحرب في ســوريا بعد هزيمة داعـش، تظهر روسيا باعتبارها الممثل الدبلوماسي الرئيس في المرحلة النهائية من الصراع، وقد جعل ذلك تدخلها المباشر الآن مع وفد النظام واضحاً وجلياً في مفاوضات جنيف.

غير أن الكرملين يحتاج إلى مواصلة المحادثات مع المعارضة في جنيف لإرضاء جميع الأطراف المعنية، بالإضافة إلى أن الجهات الفاعلة في النزاع السوري تظهر بالفعل أعراض الإنهاك بعد 7 سنوات من الحرب، وتبحث عن وسائل لوضع حد لها.

وكتبت صحيفة “واشنطن بوست” أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على يقين من أن النظام لن ينتصر في الحرب الأهلية بسبب نقص الموارد الضرورية لذلك.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع المستوى في إدارة ترامب قوله: إن النظام لا تتوافر لديه الموارد الضرورية للحفاظ على السلام الثابت في البلاد.

وقال المصدر: “إنهم ليسوا أغنياء، وليس لديهم كثير من الأنصار في بعض الأوساط العسكرية، وكل ما لديهم إمكانيات قليلة، أما الاستياء فإنه بالعكس أكثر مما كان عليه في بداية النزاع”.

وأضاف أن الإدارة الأمريكية ترى أن نحو 80% من العسكريين الذين يحاربون إلى جانب النظام هم أجانب من حزب الله اللبناني والوحدات العراقية الشيعية وجيش الحرس الثوري الإيراني. وتعتقد واشنطن، أنها شهدت هذا الوضع بوضوح أثناء المعارك في مدينة البوكمال.

كما يرى البيت الأبيض، أن القوات السورية هيهات أن تكون قادرة على الإشراف على مناطق المعارضة إذا تمكنت من استئناف سيطرتها على الأراضي التي تحتلها المعارضة والأكراد حالياً. وقال المصدر: “لم يبق من الدولة السورية إلا شبح”.

عواصم ـ راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى