ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

شعوب كثيرة خذلها المجتمع الدولي، لكن لا مبالغة في أنه جعل من المنطقة العربية استثناءً لا مجال فيها لاحترام أي عدالة أو حقوق كما يقول عبد الوهاب بدر خان في صحيفة الحياة اللندنية. وفي صحيفة “غازيتا رو” كتب ميخائيل خوداريونك مقالاً تحدث فيه عما وصفه بمخاطر الوجود العسكري الأمريكي في سوريا على وحدة البلاد. ونشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالاً تحت عنوان “محادثات سورية في جنيف يطغى عليها الإحباط بخصوص دخول المساعدات الإنسانية”.

وفي صحيفة الحياة اللندنية كتب عبد الوهاب بدر خان تحت عنوان “ما بعد داعش إيران تعطّل المخارج السياسية ولا أحد يمنعها”..نهاية الحرب على تنظيم «داعش» في سوريا والعراق، وانفراط التحالف بين الحوثيين وعلي عبدالله صالح في اليمن، والصدمة التي أحدثتها استقالة رئيس الوزراء اللبناني، تنطوي جميعاً على «فرص» يُفترض تفعيلها سواء لحلول أو مفاوضات أو عمليات أو تسويات سياسية، سعياً إلى استعادة استقرار ما أو بحثاً عن بداياته، والهاجس كما يقال تغيير المناخ الفوضوي والظروف التي أفضت إلى ظهور الإرهاب.

وقال بدر خان: إن سيناريوات التعطيل في سوريا، والخداع وفرض الأمر الواقع كما في العراق ولبنان، والمغالبة العبثية كما في اليمن مرشحة لأن تستمر وتتكرّر؛ ولذلك فإن الفرص الناتجة عن هذه التطوّرات قد تضيع إذا لم تُستغلّ جيداً، إنْ لم يكن للبدء بإنهاء النفوذ الإيراني في عواصمه الأربع أو للحدّ منه وفقاً للمصطلحات الأمريكية، فعلى الأقل لمنع إيران من مواصلة تعطيل أي سلم أهلي .

وأضاف: شعوب كثيرة خذلها المجتمع الدولي، لكن لا مبالغة في أنه جعل من المنطقة العربية استثناءً لا مجال فيها لاحترام أي عدالة أو حقوق. نعم، هناك خشية كبيرة من أن ينجح الروس والأمريكيون إرادياً، مـــع شركائهم الإسرائيليين والإيرانيين، في تحويل آمال ما بعد داعش إلى كوابيس ما قبل داعش التالي.

وقال: لقد جُرّب الأمريكيون مع الروس في سـوريا، فإذا بمفاوضات جنيف تتراوح بين الخداع والكذب، كما يقول كثرٌ من المتابعين. استغلّوها مصيدة لترويض المعارضة وثوارها وتمرينهم على التضئيل المضطرد لطموحاتهم ودورهم ورؤيتهم لمستقبل بلدهم. بل اعتمدوا مسار جنيف مؤشّراً تُقرأ من خلاله أحوال التقارب والتنافر بين موسكو وواشنطن وحلفائهما في الإقليم. وها هم حوّلوه أيضاً مصهراً سياسياً لا بد للمعارضة من المرور به، بعدما منعوها من تحقيق انتصار عسكري بدا أكثر من مرة ممكناً، بل توافقوا على هزيمتها، مفضّلين نظاماً يعرفونه ويعرفون كيف يستغلّونه على «بديل» منبثق من الانتفاضة الشعبية يصعب التعامل مع تناقضاتها ومخزون مراراتها من خذلان المجتمع الدولي. وعلى رغم أن المعارضة تُقبِل على التفاوض بجدّية وتقدّم تنازلات لئلا تخسر على الجبهة أيضاً، فإن روسيا وإيران والنظام مصممون على مسار سوتشي؛ لأنهم يريدون هزيمة شاملة للشعب السوري.

وفي صحيفة “غازيتا رو” كتب ميخائيل خوداريونوك مقالاً تحت عنوان “أين ولماذا تقاتل الولايات المتحدة” تحدث فيه عما وصفه بمخاطر الوجود العسكري الأمريكي في سوريا على وحدة البلاد.

وقال الكاتب: إنه في الجزء الشرقي والشمالي الشرقي من البلاد، حيث تنتشر قوات العمليات الخاصة الأمريكية، يمكن لواشنطن أن تنشئ دولة سورية موازية، على غرار بنغازي اليوم في ليبيا، بمساعدة المعارضة، ومن شأن هذه الدولة أن تهدد وحدة البلاد.

ويضيف خوداريونوك، أن العدد الحقيقي للجنود الأمريكيين الذين يخدمون في سوريا في الواقع أكبر مما ذكرته القنوات الرسمية، فقد ذُكر من وقت غير بعيد رقم 503، ثم تبين أن العدد الفعلي 1720، وفقاً لمعطيات أمريكية أيضاً.

وقال: إنه على الرغم من أن هناك عدداً قليلاً نسبياً من الأمريكيين في سوريا، فإن وجودهم يؤدي إلى صعوبات في العمل على الأرض. فمثلاً، خلال المعارك الأخيرة لتحرير دير الزور -كما يقول كاتب المقال- جرت مفاوضات صعبة جداً بين الجيش الروسي والأمريكيين للتمييز بين مناطق النفوذ في المنطقة. ووفقاً لمصادر “غازيتا رو”، وصلت المسألة إلى توجيه تهديدات متبادلة باستخدام الأسلحة المضادة للطائرات ضد طائرات البلدين.

ووفقاً لمصدر الصحيفة، قال الجيش الروسي مباشرة للأمريكيين: “إذا كنتم تساندون داعش، فسوف نسقط طائراتكم، وإذا كانت هناك قوات عمليات خاصة لقواتكم فزودونا بإحداثياتها الدقيقة”. وبصعوبة كبيرة، كان من الممكن وضع خط لمعرفة حدود الأطراف؛ أي: تحديد مناطق انتشار الأمريكيين والأكراد.

ونشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالاً تحت عنوان “محادثات سورية في جنيف يطغى عليها الإحباط بخصوص دخول المساعدات الإنسانية”..قالت فيه: خيَّم تجويع المدنيين السوريين وقصفهم في ضاحية دمشق المحاصرة منذ وقتٍ طويل، على الجهود التي يبذلها دبلوماسيو الأمم المتحدة يوم الخميس، 30 تشرين الثاني/ نوفمبر، لإحياء جولةٍ أخرى من المفاوضات في جنيف؛ بهدف إنهاء الحرب المستمرة منذ 7 سنواتٍ تقريباً.

وأضافت الصحيفة، أنه لم يكنْ هناك أيّ دليل على التحرك لإجراء محادثات مباشرة عندما اجتمع المفاوضون من كلا الجانبين مع السيد ديمستورا ونائبه في مقر الأمم المتحدة في جنيف. وأوضح المتحدث باسم المعارضة يحيى العريضي، أن الوفود ظلَّت في غرف منفصلة، تناقش “المبادئ العامة”. ووصلت المعارضة إلى جنيف بوفد واحد وبرنامج مشترك، وما أسموه التزاماً بالحديث من دون شروط مسبقة. ومع ذلك، يقولون: إنَّ الأسد يجب أن يرحل في بداية أيّ انتقال سياسيّ.

وتأخر وصول وفد النظام إلى جنيف إلى ما بعد الموعد المقرر للمحادثات؛ ما يشير إلى ازدرائه، ولم يتحدث بأيّ شيءٍ علناً. ولا يرى المحللون المستقلون أيّ مؤشرٍ على رغبة النظام في تقديم تنازلات، بالنظر إلى أنَّ قواته تكسب الأرض، على الرغم من الاعتماد على المساعدة الروسية والإيرانية.

عواصم ـ وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى