واشنطن وباريس تطلبان من موسكو جلب وفد النظام إلى جنيف والرئيس الروسي يتحدث عن سوتشي

جنيف ـ راديو الكل

وضع النظام شروطاً جديدة للمشاركة في المرحلة الثانية من جولة جنيف8 التي تعقد برعاية الأمم المتحدة، بالإضافة إلى إلغاء بيان الرياض2، وتعديل دور المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا، في وقت طلبت فيه واشنطن وباريس من موسكو الضغط لجلب النظام إلى جنيف، في حين جدد الرئيس الروسي تأكيده أهمية مؤتمر سوتشي والشروع بصياغة دستور جديد للبلاد.

وأعلن رئيس البعثة الروسية لدى مقر الأمم المتحدة في جنيف، أليكسي بورودافكين، أن وفد النظام إلى الجولة الـ 8 من المفاوضات الجارية في المدينة سيعود إليها الأحد القادم في 10 من الشهر الحالي ويبقى حتى يوم 15 منه.

وقال بورودافكين: إنه تم إبلاغ مكتب المبعوث الأممي الخاص، ستيفان ديمستورا، بهذا القرار.

من جانبه أعلن ما يسمى بوزير المصالحة في النظام علي حيدر، أن وفد النظام، برئاسة بشار الجعفري، وضع شرطين قبيل توجهه إلى مدينة جنيف للمشاركة في المرحلة الثانية من المفاوضات السورية.

وأوضح حيدر، في حديث لوكالة سبوتنيك، أن الشرط الأول هو تعديل بيئة “جنيف8″، والثاني تعديل دور المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا، قبيل العودة إلى المشاركة في المفاوضات.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أهمية “شمل” رأس النظام بشار الأسد في المحادثات حول مستقبل سوريا، مضيفاً بأن واشنطن وباريس طلبتا من موسكو الضغط على وفد النظام للمشاركة في مفاوضات جنيف بعد أن دخلت الجولة 8 في حالة جمود بسبب تأخر وفد النظام عن الحضور، مضيفاً: “تركنا للروس مهمة جلبه إلى طاولة المفاوضات”.

والتقى تيلرسون نظيره الروسي سيرغي لافروف في فيينا على هامش اجتماع وزراء خارجية الدول المشاركة في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وقالت الخارجية الروسية في بيان: إن الجانبين أكدا ضرورة الالتزام بالعملية السياسية في سوريا سواء في جنيف أو سوتشي، والتقيّد بسيادة البلد ووحدة أراضيها، مع القيام في الوقت نفسه باستكمال تدمير الجماعات الإرهابية الدولية.

وتشكك مصادر مطلعة برغبة موسكو بالاستجابة للمتطلبات الدولية والضغط على النظام للقبول بجنيف بوصفها مرجعية وحيدة للحل السياسي، ولاسيما أنها تدعو إلى حل يكون تحت رعايتها من خلال مؤتمر سوتشي الذي أعاد تأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحات أدلى بها أمس، حيث أشار إلى أن سوتشي متفق عليه بين الدول الضامنة في أستانة، في حين أعلنت كازاخستان بدء التحضير لجولة جديدة من مفاوضات أستانة، وأعلن وزير الخارجية الأمريكي أهمية إشراك بشار الأسد في مفاوضات الحل السياسي.

وكان مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة في جنيف “أليكسي بورودافكين” أعلن في وقت سابق، أنه ليس من الواضح ما القيمة المضافة من اجتماعات جنيف، وأضاف: نعتقد أن هناك صيغاً أثبتت نفسها إثباتاً جيداً وتعمل بالفعل، منها مجموعة الدعم الدولية لسوريا ومجموعة العمل للشؤون الإنسانية وقضايا وقف النزاع.

وقال المسؤول الروسي: إن مطلب المعارضة السورية برحيل بشار الأسد يعرقل أي حوار بناء في جنيف، مطالباً الدول الغربية بإعادة المعارضة السورية إلى الواقع وإبعادها عن نهج الحوار غير البناء مع النظام، مشيراً بذلك إلى التصريحات التي أدلى بها نصر الحريري، وقال فيها: إن الهدف في الجولة 8 من مفاوضات جنيف هو رحيل بشار الأسد عن السلطة في بداية المرحلة الانتقالية.

وأكد الرئيس الروسي في تصريحات صحفية ضرورة الانتقال، مع جميع الأطراف ودول المنطقة والأمم المتحدة، إلى مرحلة جديدة، وهي التسوية السياسية، وإطلاق عملية سياسية، وعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري، كما تم الاتفاق عليه في اجتماع القمة بين زعماء روسيا وتركيا وإيران في سوتشي، فضلاً عن الشروع في صياغة دستور جديد.

وتابع قائلاً: إنه يجب، مع المضي قدماً في التسوية السياسية، الانتقال إلى تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية، مضيفاً أن هذا العمل يتطلب جهوداً ملموسة.

وقال: سيكون هذا العمل كبيراً وطويل الأمد، وفي البداية يجب اتخاذ خطوات أولى، وهي تعزيز الوضع القائم، وتوطيد مناطق خفض التصعيد، والتوصل إلى وقف إراقة الدماء في الأراضي السورية، والانتقال إلى التسوية السياسية السلمية.

وأجلّت روسيا عقد “مؤتمر سوتشي” غير مرة، بسبب مقاطعته من قبل أطياف المعارضة السورية، التي اعتبرته محاولة لتلميع النظام وإعادة إنتاجه.

وأكد مصدر روسي مطلع، أن الجولة القادمة من مفاوضات أستانة، ستخصص للتحضير لمؤتمر الحوار الوطني السوري الذي تعتزم روسيا عقده خلال الشهرين القادمين.

ونقلت وكالة إنترفاكس عن المصدر الروسي، أن كلاً من روسيا وتركيا وإيران ستشرف على تنظيم الفعالية التي ستناقش معايير المؤتمر وقائمة المشاركين فيه، كما رجّح أن يتم تحديد موعد المؤتمر بين نهاية كانون الثاني وبداية شباط القادمين.

وأعلنت كازاخستان، أنها بدأت التحضيرات للجولة 8 من مفاوضات أستانة، ورجحت موعداً لها يومي 21-22 كانون الأول الحالي.

وقال المصدر: إن رؤساء روسيا وتركيا وإيران، اتفقوا خلال القمة الثلاثية في سوتشي حول سوريا على الإشراف المشترك على مؤتمر الحوار السوري، وهو ما يعني أن الفكرة لم تعد روسية بحتة، بل باتت مبادرة ثلاثية الأطراف.

ودافع مسؤول تابع للنظام عن مؤتمر سوتشي المتوقع في شباط المقبل، والذي تتخوف المعارضة من أن يحل محل جنيف، وقال في تصريحات لوكالة فرانس برس: إن سوتشي سيفتح الباب أمام حوار موسع بين جميع السوريين، في حين يقيد جنيف الحوار بين وفد النظام ومجموعة من المعارضات لا تمثل أحداً، بحسب تعبيره، قائلاً: إن مؤتمر سوتشي سيرسم الحل السياسي، لطرحه لاحقاً في جنيف.

وبحسب فرانس برس، فإن مفاوضين في وفد المعارضة كشفوا عن تعرضهم لضغوط دبلوماسية غربية من أجل تجميد مطلب تنحي بشار الأسد خلال المرحلة الانتقالية، وقبول مشاركة وفد كردي في جنيف، وقال المفاوضون: إن هناك تبايناً داخل وفد المعارضة حول المطالب.

ويقوم بوتين بعد غد الاثنين بزيارة عمل إلى تركيا يناقش خلالها مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان التعاون الثنائي، وعدداً من القضايا الدولية بما في ذلك الوضع في الشرق الأوسط والتسوية السورية، بحسب بيان صادر عن الكرملين.

وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية “إبراهيم قالن”: إن المباحثات متواصلة بين تركيا وروسيا وإيران، بشأن الأطراف التي ستشارك في المؤتمر المتوقع انعقاده في كانون الثاني أو شباط 2018.

وشدد “قالن” على ضرورة عدم دعوة الميلشيات الكردية التي تهدد وحدة الأراضي السورية إلى المؤتمر، في إشارة إلى وحدات الحماية الكردية التي تعدها أنقرة الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني الإرهابي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى