ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

عواصم ـ وكالات

للاستماع

النظام لا يريد من التفاوض سوى إطالة عمره كما يقول مصطفى علوش في مقال له في صحيفة الحياة اللندنية. وفي صحيفة “فزغلياد” يناقش “يفغيني كروتيكوف” في مقال له الحل المطروح على الطريقة اللبنانية ويقول: إن السوريين أنفسهم النظام والمعارضة لا يشاركون عملياً في وضع دستورهم. وفي صحيفة نيويورك تايمز نشر الكاتب ريك غولدستون مقالاً تحت عنوان “الربيع العربي ومصائر 5 رؤساء”.

وفي الحياة اللندنية نشر مصطفى علوش مقالاً جاء فيه: كأننا في دائرة متحركة ومغلقة، ندور في التصريحات الأمريكية ذاتها، في حين يتابع السيد بوتين اختباراته السياسية والعسكرية عبر الدم السوري، محاولاً مبادلة حجم احتلاله العسكري في سوريا بملفات أخرى، لكنه واقعياً ما زال يراوح في المكان ذاته سياسياً، في حين تنظر الإدارة الأمريكية الترامبية إليه ولا تريد التفاوض معه.

تاريخ بوتين السياسي وبنية سلطته المافيوية، على رغم امتلاكها حق الفيتو، عاجزان بالمعنى البنيوي عن إحداث أي نقلة سياسية في الوضع السوري، سلطته تريد إخضاع العالم أجمع لإرادة مافيا سياسية، وأن تظهر بمظهر القوة العظمى، في حين تعجز عن كسب احترام أوروبي واحد يحترم نفسه، فأي حل سياسي يمكن أن يخترعه بوتين!

لا شك بأن حال عموم العالم سيئ، ونحن محكومون بالقلق والخوف والرعب لا بالأمل، وحال سوريا لا يمكن أن يتغير خطوة واحدة إلى الأمام ما دام بوتين ومعه الملالي يتحكمون بكامل الملف السوري، وما كراهية بشار الجعفري، الظاهرة عبر تصريحاته للشعب السوري، سوى إعادة إنتاج لوجهي بوتين والخامنئي سياسياً.

باختصار، يريد بوتين إعادة تجميل وجه النظام السوري، ولا يمانع في دعم مهرجان سينما سوري بقيادة وليد المعلم والجعفري لمرافقة جولات التفاوض التي ستبقى بلا جدوى.

نعم بلا جدوى، ونظرة سريعة على تاريخ وصيرورة الطغاة أجمع تجعلنا نقول: إن بشار الأسد ومعه من يدعمه لا يمكن لهم أن يعيشوا من دون حروب، وقبل الثورة السورية كان كامل الشعب السوري يعيش أيضاً في ظل حرب ولكن أحداثها كانت تجرى في أقبية الاستخبارات.

أما عن وفد المعارضة السورية الموحد فيكفي أن ننظر إلى أقوال قدري جميل، وتسمية منصته لنعرف أي كوارث تتنظرنا.

لعل السوداوية السياسية في المشهد السوري مأخوذة من سوداوية المشهد في العالم أجمع، وأكبر شاهد على ذلك عدد المرات التي استخدم فيها بوتين الفيتو لحماية رأس بشار الأسد.

فواهمٌ من يعتقد أن موازين القوى على الأرض السورية هو ما يقود المفاوضات، لأنه بالمعنى السياسي سورياً لا توجد مفاوضات، كل ما في الأمر لعبة مافيات للضحك على العالم. نعم دعونا نتشاءم كثيراً ونبني آراءنا على تشاؤمنا، ذلك سيكون أفضل لنا سياسياً. نعم، نحتاج إلى المزيد من الصدمات لندرك أن هذا النظام لا يريد من التفاوض سوى إطالة عمره.

وتحت عنوان “لإنهاء الحرب السورية لا بد من انفراجة فكرية” كتب “يفغيني كروتيكوف” في صحيفة “فزغلياد”، عن الانشغال بالأسس الدستورية للدولة السورية ما بعد الحرب، والانشغال عنها.

وجاء في المقال: إن التركيز في التسوية السورية ينصب الآن، بعد سلسلة من المفاوضات في سوتشي، على وضع الأسس الدستورية لهيكل الدولة السورية ما بعد الحرب.

يناقش مقال كروتيكوف الحل المطروح على الطريقة اللبنانية، من نمط: رئيس الدولة- علوي، رئيس الوزراء- سني، رئيس البرلمان- مسيحي أو شيعي وهلم جراً؛ والبرلمان من مجلسين: مجلس نواب ينتخب باقتراع عام، ومجلس الشيوخ، وفقاً لمحاصصة طائفية وقومية، وخط منفصل للإدارة الذاتية لبعض المجتمعات الصغيرة ولكن المهمة (على سبيل المثال، الأرمن والدروز) واستقلالية لكردستان.

ويتوقف الكاتب عند تعقيدات فكرة تثبيت المنصب الرئاسي للعلويين، الأمر الذي يتناقض مع مبدأ “بشار يجب أن يرحل”، ومبدأ الديمقراطية- انتخابه على أساس عام.

ويتوقف عند عقبة أخرى، وهي أن “الهيمنة الشيعية العلوية ليست النتيجة التي يأمل الأمريكيون ودول الخليج في الحصول عليها، على الرغم من النتائج الواضحة للحرب، إهمال رأيهم ممكن، لكن عملية تشكيل سوريا الجديدة ستستمر عندئذ سنوات، ويمكن أن تقود الوضع إلى انفجار جديد”.

أما المعضلة الأشد التي يراها كاتب المقال، فتتجلى في أن المعارضين أنفسهم لا يريدون وضع البلاد على سكة الديمقراطية الغربية.

وفي الوقت نفسه، لا توجد رغبة في تحويل السلطة المركزية إلى مجرد حالة وهمية وفق النموذج البوسني. فمع مرور الوقت، سيؤدي ذلك تلقائيا إلى انهيار البلاد أو اندلاع أعمال عنف جديدة على نطاق واسع.

ويبدي كروتيكوف أسفه على أن السوريين أنفسهم النظام والمعارضة لا يشاركون عملياً في وضع دستورهم.

ويقول: “لقد أعرب الشركاء الغربيون عن أسفهم لعدم وجود أي مبادرة من جانب جماهير المعارضة الواسعة. يقولون: لماذا لا يعقدون مؤتمراً خاصاً بهم على الأقل من 100 إلى 150 مجموعة، من دون الاعتماد على أي دولة”، “لاستعادة الأهداف الرئيسة للثورة”، كما يقولون في لندن؛ أي: الإطاحة بالنظام الحاكم (فهناك ما زالوا يسمون ما يحدث ثورة؟) أما في الواقع، فلقد نسيت المعارضة منذ مدة طويلة “الثورة”، وراحت تركز على شكليات الاحترام والحصول على تفضيلات تكتيكية.

ويختم كاتب المقال، بأن تطوير المبادئ الدستورية، بطبيعة الحال، متروك اليوم لموسكو، وما على البقية إلا الجلوس والانتظار أو الصراخ بشعارات صاخبة، في حين لا يزال مشروع الدستور الجديد بانتظار انفراجة فكرية من الخبراء.

من جانبه نشر الكاتب ريك غولدستون مقالاً في صحيفة نيويورك تايمز تحت عنوان “الربيع العربي ومصائر 5 رؤساء”، تناول فيه الربيع العربي ورؤساء دول طالها هذا الربيع إثر مقتل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح.

وقال: لقد أربك بشار الأسد التنبؤات الغربية التي كانت تشير إلى أنه التالي في سلسة سقوط الديكتاتوريين العرب، وقد نجا من ثورة 2011 التي تحولت إلى حرب دمرت سوريا وسبَّبت نشوء واحدة من أكبر أزمات اللجوء في تاريخ العالم.

ونجحت قوات الأسد بدعم من روسيا وإيران في استعادة مساحات واسعة من الأراضي التي ظلت جماعات معارضة عديدة تسيطر عليها، لكن غالبية البلاد أصبحت حطاماً، وتتجاوز تكلفة إعادة بنائها بحسب تقديرات الأمم المتحدة 250 مليار دولار، كما أن المفاوضات لإنهاء الحرب ظلت ضعيفة مع عدم وضوح الدور الذي سيلعبه الأسد في المستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى