ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع :

نظام الأسد مفلس ويعتمد على الروس والإيرانيين في مواصلة حكمه، كما تقول صحيفة واشنطن بوست التي تضيف أن بشار الأسد لا يستطيع تحقيق النصر الكامل في الحرب ومواصلة الحكم على الرغم من الدعم المقدم له. وفي ” المدن ” كتب عمر قدور تحت عنوان “وداعاً لإسقاط النظام”.. إن الظروف غير مواتية حقاً فقد جعلت المعارضة من القوى الإقليمية وسيطاً بينها وبين القوى الدولية المؤثرة. ونشر موقع “جيوبوليتيكال فيوتشرز” المتخصص في خدمات التنبؤ الجيوسياسي مقالاً للمحللة الأمريكية أليسون فيديركا، تناولت فيه أسباب صمت تركيا عن التحركات الروسية الأخيرة لدعم الميلشيات الكردية في سوريا .

وتحدثت صحيفة “واشنطن بوست” في مقال لها تحت عنوان “نظام الأسد مفلس ويعتمد على الروس والإيرانيين في مواصلة حكمه”، ونقلت عن مصادر أمريكية قولها: إن الأسد لا يستطيع المواصلة في الحكم برغم الدعم الروسي والإيراني له، ووصف المسؤولون الأمريكيون البارزون النظام بأنه مفلس، ما يجعله غير قادر على تحقيق النصر الكامل في الحرب.

ويرى المسؤولون الأمريكيون، بحسب الصحيفة، أن وقف زخم الانتصارات الروسية والإيرانية مسألة وقت، وهناك ملامح ضعف شديد داخل النظام الذي خسر موارد النفط، بالإضافة إلى الدمار الذي حل بالبنية التحتية، والاعتماد المتزايد على القوى الخارجية لتوفير الطعام والمقاتلين، كما أصبح جيشه غير قادر على مواجهة مجموعات من المقاتلين.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي قوله: “عندما تنظر إلى ما يحتاجه المنتصر لتحقيق انتصار دائم في أي بلد، فإن النظام لا يملك هذا”. وأضاف المسؤول الذي امتنع عن ذكر اسمه: “إنهم (في النظام) ليسوا أثرياء ولا قوة عسكرية لديهم ولا في الكفاءات الأخرى والمظالم اليوم هي أكثر حدة مما كانت عليه في بداية النزاع”، ويستدل مسؤولون أمريكيون على هذا بعملية السيطرة على مدينة البوكمال القريبة من الحدود العراقية، فالقوات التي سيطرت عليها لم تضم قوة واحدة من جيش النظام .

وترى الصحيفة، أن الصورة مختلفة تماماً عن تلك التي حاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تصويرها، حيث تحدث لبشار الأسد أن الحرب الطويلة تقترب من نهايتها. وقالت: إن إدارة ترامب تفكر الآن في بلورة استراتيجية أوسع في سـوريا بعد خسارة “تنظيم داعش” لمناطق سيطرته، ويتبنى المسؤولون هنا التعاون مـع الـروس لتحقيق تسوية محتملة.

وبرغم المحادثات التي أجراها الرئيس ترامب مع بوتين في المدة الماضية، فإن المسؤولين يخشون من استخدام موسكو والنظام السيطرة التي حققاها على الأرض ويحاولان تسويق تسوية تصب في مصلحتهما. ولهذا، تراهن إدارة ترامب على إفراغ المصادر التي يعتمد عليها النظام خاصة ما تضخه روسيا وإيران من قمح ومال، وبحسب رؤية المسؤولين فقوات النظام لا تستطيع الحفاظ على المناطق التي استعادتها من المعارضة والأكراد السوريين، وقال المسؤول: إن الأسد “يريد عملية سياسية تمنحه نتيجة سريعة”.

في موقع المدن كتب عمر قدور تحت عنوان “وداعاً لإسقاط النظام” يُجمع المراقبون ومحلّلو الشأن السوري على أن سيرة إسقاط الأسد قد انطوت؛ هذا قد لا يكون مهماً بقدر ما تبدو المعارضة نفسها قد وضعت هدف إسقاط تنظيم الأسد وراءها. فنحن اليوم إزاء كتلتين من المعارضة تفترقان “بصمت”.

تستطيع المعارضة أن تقول: “وداعاً لإسقاط النظام” الآن؛ لأن الظروف غير مواتية حقاً؛ هذا مختلف عن توقيعها تسوية تفرّط بحقوق السوريين، تستطيع عطفاً على ذلك إعلان فشل الخيار العسكري؛ لأن هذا الخيار غير ممكن عملياً من دون دعم دولي جاد، وقد كُتبت نهايته منذ التفاهم الدولي والإقليمي على تسليم حلب بثقلها ورمزيتها. فوق ذلك ينبغي على المعارضة الاعتراف بأنها فشلت فشلاً ذريعاً على الصعيد الخارجي، لا لأنها راهنت على قوى خذلتها فحسب، وإنما لأنها جعلت من القوى الإقليمية وسيطاً بينها وبين القوى الدولية المؤثرة، ثم قبلت بأن يكون الوسيط وصياً عليها وعلى توجهاتها، هذه هي الواقعية التي قد تفيد المعارضة، وهي غير تلك التي تنص فقط على النتيجة الحالية والاستسلام لها.

وتحت عنوان “تركيا ما تزال صامتة حتى الآن عن التحركات الروسية في سوريا”، نشر موقع “جيوبوليتيكال فيوتشرز” المتخصص في خدمات التنبؤ الجيوسياسي، مقالاً للمحللة الأمريكية أليسون فيديركا، تطرقت فيه إلى أسباب صمت تركيا عن التحركات الروسية الأخيرة لدعم الميلشيات الكردية في سوريا.

وتضيف: إن عدم وجود رد تركي على الإعلان الروسي يعد أمراً بالغ الغرابة، وهناك تفسيران ممكنان لذلك، الأول هو أن تركيا لديها مسائل أكثر أهمية تتصدى لها، فقد وقعت الغارات الجوية الروسية الداعمة للميلشيات الكردية شرق نهر الفرات على مشارف دير الزور التي تبعد نحو 170 ميلاً عن الحدود التركية، ولكن منطقة عفرين الواقعة على الحدود التركية وتسيطر عليها وحدات حماية الشعب، أقرب إلى اهتمام تركيا.

التفسير الثاني المحتمل وفقاً للمحللة الأمريكية، هو أن مواجهة روسيا الآن ستأتي بتكلفة أكبر مما ترغب تركيا في دفعه، وفي منتصف أيلول/ سبتمبر، وافقت تركيا وإيران وروسيا على إقامة مناطق لتخفيف حدة التصعيد في محافظة إدلب السورية. ويعكس هذا الترتيب مصالح كل من هذه البلدان في إدارة سوريا بعد هزيمة تنظيم داعش وانتهاء الحرب.

وخلصت فيديركا إلى أن صمت تركيا تجاه الدعم الروسي للميلشيات الكردية لا يعني القبول، وإنما هو جزء من استراتيجية تركيا ولكن مؤقتاً، فقبل عامين فقط أسقطت تركيا طائرة حربية روسية بالقرب من الحدود السورية التركية ومنعت السفن الروسية من المرور عبر البوسفور، وسوف تحتاج أنقرة في نهاية المطاف إلى متابعة مصالحها الخاصة، ومن بينها إضعاف الأكراد السوريين واحتواؤهم، ولا يمكنها تحمل الصمت على المدى الطويل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى