ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

عواصم ـ وكالات

للاستماع

السوريون باتوا يركنون إلى الرهانات، بعد أن قطع الصديق والشقيق كل أسباب الدعم عنهم، وتركهم في مواجهة قوىً لا ترحم كما يقول غازي دحمان في العربي الجديد. ومن جانبها تكشف مجلة فورين بوليسي عن خلافات عميقة بين روسيا وإيران ظهرت أثناء قمة سوتشي التي جمعت رؤساء روسيا وتركيا وإيران. وتتحدث صحيفة هآرتس الإسرائيلية في مقال لها عن 3 سيناريوهات قد تُطيح الأسد.

 وفي العربي الجديد كتب غازي دحمان تحت عنوان “هل تسلم روسيا سوريا لإيران”..لا أحد يمكنه تقدير مدى الانسحاب الروسي من سوريا، وحجمه، وهو الذي أعلنه رئيس الأركان، فاليري غيراسيموف، ذلك أن روسيا سبق أن أعلنت مرتين سابقتين عزمها الانسحاب ولم يحصل، بيد أن مؤشرات عديدة تجمعت تجعل تصديق هذا الأمر ممكناً، كما أن طرح هذه المسألة في هذا الوقت بالتحديد، وإن لم ينته بانسحاب روسيا فعلياً، هو رسالة منها أنها ليست مهتمة بكامل سوريا.

وأضاف أنه فيما يتعلق بإيران فهي متشجّعة لتقليص الوجود الروسي، وانكفائه إلى الساحل السوري، بعد أن أنجزت المهمة وزالت المخاطر، ولعل كلام المسؤولين الإيرانيين عن عزمهم تحرير الرقة وإدلب، على الرغم من أنهما تدخلان في معادلات إقليمية ودولية، شاركت روسيا في صنعها، دليل على أن إيران تسعى إلى صياغة معادلات جديدة لمرحلة ما بعد السيطرة الروسية، وتثبيت ركائز السيطرة الإيرانية.

وتتوجّس إيران من احتمالات إقدام روسيا على عقد صفقاتٍ على حساب المصالح الإيرانية في سوريا، سواء مع تركيا أو إسرائيل وأمريكا، بغرض المقايضة على ملفات تهم روسيا في أوكرانيا، أو فيما يخص العقوبات الاقتصادية الأمريكية والأوروبية.

وقال: إن السوريين باتوا يركنون إلى الرهانات، بعد أن قطع الصديق والشقيق كل أسباب الدعم عنهم، وتركهم في مواجهة قوىً لا ترحم، والرهان اليوم على أن تنقلب المقادير، وتأتي الرياح بحرب إقليمية تغير الواقع، وتنسفه من جذوره وتعيد المعادلات إلى ما كانت عليه، أو أن تضغط أمريكا لإخراج إيران من سوريا.

وأضاف أن تجاربنا في التاريخ المعاصر تكشف خُدَعَ مثل تلك الرهانات، فالحروب الكلاسيكية صارت أمراً بعيد الحصول، بدليل أن أمريكا منذ سنوات تحارب بطائرات بدون طيار والعمليات الخاصة والوكلاء، وإسرائيل تتبع نمط الضربات الجراحية، ولدى إيران قدرة هائلة على التظاهر بالتراجع أمام الخصم وعدم منحه المبرر الكافي لشن الحروب عليها، أكثر من 100 غارة إسرائيلية على حزب الله والأسد لم تلاقِ الاهتمام والرد.

من جانبها كشفت مجلة فورين بوليسي عن خلافات عميقة بدأت تطفو على السطح بين روسيا وإيران أثناء قمة سوتشي التي جمعت رؤساء روسيا وتركيا وإيران.

وأضافت أن القمة جاءت للتأكيد للدول الثلاثة في سوريا، ولكن أثناء المؤتمر ظهرت الاختلافات بين الحرس الثوري الإيراني والرئيس الإيراني حسن روحاني، وفي النتيجة ظهرت الخلافات الموجودة بين إيران وروسيا.

وكشفت أنه أثناء انعقاد قمة سوتشي وبعدها، زاد الحرس الثوري الإيراني من تحركاته في سوريا وأعلن نهاية تنظيم “داعش”، معتبرة أن هذا كان بشكل من الأشكال محاولة لإظهار لقوة الحرس الثوري، ويحمل معه رسالة واضحة ليست للدول المعارضة لإيران فحسب بل لحلفاء إيران؛ روسيا وبشار الأسد أيضاً، وهي تأكيد بقاء القوات الإيرانية في سوريا، وأضافت أن الحرس الثوري الإيراني يريد ثمن مساندته لنظام بشار الأسد في السنوات الأخيرة نيابة عن الدولة الإيرانية.

وقالت المجلة: من المعلوم أن الحرس الثوري سيتدخل في شؤون سوريا عن طريق ميلشياته، لكن السؤال هو هل ستعتمد طهران رسمياً بقاء هذه الميلشيات في سوريا، أم أنها ستبقي تدخلهم كما في السابق، حين كانت ميلشيات الحرس الثوري متورطة إلى جانب بشار الأسد في حربه ضد الشعب السوري وكانت الحكومة الإيرانية ترفض الإفصاح عن وجودها في سوريا، مع مرور الزمن بدأت تبرر وجود ميلشياتها في سوريا بحجة الدفاع عن المراقد.

وتحت عنوان “3 سيناريوهات قد تُطيح الأسد” كتبت صحيفة هآرتس الإسرائيلية: إن الدمار الهائل ينتشر في جميع أنحاء سوريا تقريباً، وتسيطر الفصائل المسلحة المتنافسة، المحلية منها والأجنبية، على معظم أرجاء البلاد، ونصف السكان نزحوا، ولقي مئات الآلاف حتفهم. وينظر كثيرون في الغرب إلى بشار الأسد باعتباره طاغية ومنتهكاً لحقوق الإنسان، ولكن يبدو أنه قد نجا من الحرب، ومن المرجح أن يسيطر على السلطة على مدى المستقبل المنظور.

وأضافت الصحيفة، أنه مع ذلك، فهناك عدد قليل من السيناريوهات التي يمكن أن تؤدي إلى سقوط الأسد، أحدها إذا أجبرت روسيا الأسد على قبول انتقال سياسي يضمن رحيله عن الرئاسة، ولكن من الصعب تصور الحافز الذي ستقدمه الولايات المتحدة لموسكو للتخلي عن حليفها.

وقالت: إن السيناريو الآخر هو أنه إذا غيرت الولايات المتحدة أو غيرها من مؤيدي المعارضة موقفها وشنت حملة عسكرية شاملة ضد الأسد، لكن «ذلك يتطلب تصعيداً كبيراً، ويعيد الحرب من الصفر لإلغاء مكاسب الاسد وإحداث معارضة قادرة على الحكم ومقبولة من قبل المجتمع الدولي».

وأضافت: «بالنظر الى ما آل اليه النزاع في الوقت الراهن وتراجع الكثير من داعمي المعارضة، فإن هذا لن يحدث بكل بساطة».

أما السيناريو الثالث، فهو حدوث مفاجأة غير متوقعة من داخل النظام نفسه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى