ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

عواصم ـ وكالات

للاستماع

هل يرغب الكرملين في التخلي عن حليفه والتضحية بكل ما فعله من أجله، بعد أن أعلن سحب القوات الروسية من سوريا؟ سؤال يجيب عليه عبد الرحمن الراشد في مقال له في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية. وفي الجريدة الكويتية كتب صالح القلاب: إن بوتين حاول إفهام بشار الأسد أن القرار السوري الرئاسي أصبح في قاعدة حميميم. وفي صحيفة “يني شفق” التركية مقال يتحدث عن نقاشات جرت بين وفود تركية وروسية وإيرانية، لإنشاء “جيش مشترك” لحفظ الأمن في عدد من المحافظات السورية.

وفي الشرق الأوسط اللندنية كتب عبد الرحمن الراشد تحت عنوان “ماذا لو خرج الروس من سوريا؟”.. على افتراض أن ما صدر من موسكو عن عزمها سحب معظم قواتها من سوريا بالفعل صحيح، فإن ذلك سيخلط الأوراق من جديد في هذا البلد الذي يبدو على طريق الخروج من الحرب.

ليس لموسكو مصلحة في أن تقوم بحماية ودعم القوات الإيرانية، التي تتشكل من عشرات الآلاف من أفراد ميلشيات من جنسيات متعددة جلبتهم إيران من دول مختلفة. ما المقابل الذي تعطيه إيران للروس لقاء هذه الخدمة العسكرية؟ فعلياً لا يوجد.

ولكن تقليص وجود روسيا عسكرياً سيضعف النظام والميلشيات الإيرانية، فهل الكرملين يرغب في التخلي عن حليفه السوري والتضحية بكل ما فعله من أجله؟

كل ذلك سيعتمد على خطة إقليمية وأمريكية، إن وجدت، في مواجهة النفوذ الإيراني في سوريا نفسها. إن كان هناك شعور بالخطر من التمدد الإيراني، ورغبة في مواجهته، فإن سوريا هي التربة المتحركة المناسبة لتحويلها إلى مصيدة للحرس الثوري الإيراني، لن تستطيع ميلشيات إيران أن تستقر في بيئة معادية، خاصة إن لم تنجح مفاوضات السلام، فالمفاوضات لن تنجح طالما أن الأسد ومعه إيران يعرقلان أي حل يجمع النظام مع المعارضة في حكومة.

انسحاب الروس جزئياً، وفشل المفاوضات الأخيرة في جنيف، يمكن تطويرهما ليصبحا عاملين ضاغطين على نظام الأسد وإيران؛ لإعادة التفكير وتقديم تنازلات واقعية.

في “الجريدة” الكويتية كتب صالح القلاب تحت عنوان “بوتين والأسد… آمر ومأمور”.. إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حاول إفهام بشار الأسد خلال لقائه به في قاعدة حميميم، أن القرار السوري الرئاسي أصبح في هذه القاعدة التي ستبقى تتحكم في سوريا إلى ما لا نهاية إذا بقي شعار “الأسد إلى الأبد” مستمراً ومتواصلاً، وهذا يبدو مستحيلاً وغير ممكن.

ورأى القلاب، أن بشار الأسد جاء إلى “حميميم” استدعاءً، وأن الحوار بين الضيف والمضيف كان في هيئة تعليمات وأوامر، وأن بوتين أبلغ بشار الأسد أن عليه أن يتوقف عن الألاعيب الصبيانية التي بات يلعبها في الآونة الأخيرة، وألا يراهن كثيراً، وأكثر من اللزوم، على الإيرانيين، وألا يحاول التمادي في “التحرش” بالروس، كما أن عليه ألا يلعب لعبة تأخير وفده إلى مفاوضات جنيف وغير جنيف مرة ثانية.

في العربي الجديد كتب عمر كوش تحت عنوان “هل يمكن التفاوض مع النظام بلا مرجعية؟”.. اللافت في كل ما جرى في الجولة 8 من مفاوضات جنيف، أن الوفد التفاوضي للمعارضة السورية لا يمتلك مرجعية واحدة ومحدّدة، يعود إليها لاتخاذ المواقف ومراجعتها وتقويم الأداء، أو تقويم الاعوجاج إن حصل، والسبب أن وفد التفاوض تشكل من أعضاء هيئة المفاوضات أنفسهم، ورئيس الهيئة هو نفسه رئيس الوفد، ولذا بات التفاوض بلا رأس أو مرجعية.

وأضاف، أن عدم امتلاك الوفد التفاوضي للمعارضة السورية مرجعية محدّدة، يأتي في وقتٍ لا تبدو في الأفق أي إمكانية للتفاوض حول التغيير السياسي المطلوب، من خلال حصر التفاوض حول نقطتين فقط؛ إصلاحات دستورية وانتخابات، وهذا يعني نسف عملية الانتقال السياسي، أو بالأحرى جعلها محصورة عبر الإصلاحات الدستور والانتخابات، وليس الدخول في مرحلة انتقالية وتشكيل هيئة حكم، وهو أمر مرفوض من غالبية السوريين، وخصوصاً من قوى الحراك السوري الثوري، كونه لا يلبي طموحاتها وأهدافها، بل يلبي رغبة الطرف الروسي الذي يحضر لمؤتمر شوتسي لما يسمى “الحوار الوطني السوري”، والذي أعلنت منصتا موسكو والقاهرة المشاركة فيه، وستشارك فيه أيضاً هيئة التنسيق. ولذا ما الموقف الذي ستتخذه هيئة التفاوض الجديدة من هذا المؤتمر الذي يريد تمرير ما يخطط له ساسة الكرملين؟ وهل ستحضر الهيئة المؤتمر أم سترفضه كما رفضته الهيئة العليا للمفاوضات؟ وما موقف الهيئة الجديدة من مشاركة منصاتها فيه؟.

من جانبها نقلت صحيفة “نيو يوركر” الأمريكية تقريراً عن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين قولهم: إن البيت الأبيض أبدى موافقته على «استمرار بشار الأسد في الرئاسة السورية حتى موعد الانتخابات المقبلة في 2021».

وأشارت الصحيفة، إلى أن هذا القرار «قد يلغي جميع البيانات السابقة التي أدلى بها البيت الأبيض حول ضرورة رحيل الأسد في خطوة أولى نحو السلام»، لافتةً إلى أن «موقف واشنطن الجديد يعكس الخيارات المحدودة للإدارة الأمريكية في الواقع الراهن»، من دون تقديم أية أدلة على ذلك.

ومن جهتها كشفت صحيفة “يني شفق” التركية، عن نقاشات جرت بين وفود تركية وروسية وإيرانية، لإنشاء “جيش مشترك” لحفظ الأمن في محافظات حماة، وحمص، وحلب، واللاذقية، ودرعا، وحلب، تضم في مرحلتها الأولى نشر 20.000 جندي في تلك المناطق.

ولم تذكر الصحيفة محافظة إدلب ضمن تلك المناطق، والتي تملك تركيا قوات مراقبة فيها.

وتحدثت الصحيفة، عن تقارير تفيد بأن “خلفية إعلان روسيا سحب جنودها الموجودين في القواعد العسكرية الروسية الموجودة في مناطق اللاذقية وطرطوس وحمص، هو نتاج تفاهمات روسية تركية إيرانية مشتركة بين الأطراف الثلاثة”.

وكشفت الصحيفة، عن أن الوجود العسكري الروسي في سوريا يضم 7 آلاف جندي عسكري فضلاً عن أكثر من 50 طائرة عسكرية، و 80 مروحية، وأكثر من 80 دبابة، وعشرات من المدرعات، ومئات من قذائف الهاون والصواريخ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى