جنيف8 شارفت على النهاية وديمستورا يحذر من أن الفشل يعني تفكيك البلاد

جنيف ـ راديو الكل

قبيل إعلان اختتام أعمال الجولة 8 من مفاوضات جنيف غداً الجمعة، لم تظهر أية مؤشرات على إحراز تقدم في ظل لعب النظام دور المنتصر الذي يملي شروطه، في حين يطلق المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا تحذيراً من أن الفشل في التوصل إلى حل سياسي يعني تفكيك سوريا، ويحث روسيا على ممارسة الضغط على النظام من أجل القبول بدستور جديد وانتخابات عن طريق الأمم المتحدة.

وحثَّ مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان ديمستورا روسيا على إقناع النظام بضرورة التوصل إلى اتفاق سلام، مشيراً إلى أن الفشل في التوصل إلى السلام عبر وساطة الأمم المتحدة قد يؤدي إلى “تفكك سوريا”.

وقال ديمستورا في تصريحات نقلتها قناة “آر.تي.إس” السويسرية: إن على روسيا أن تقنع النظام بأنه لا وقت لتضيعه، ومن أجل الفوز بالسلام عليها التحلي بالشجاعة لدفع النظام لقبول ضرورة وجود دستور وانتخابات عن طريق الأمم المتحدة.

وعقد ديمستورا جلسة ثالثة مع وفد النظام في مقر الأمم المتحدة بمدينة جنيف، أمس، في طار الجولة 8 من المفاوضات السورية التي بدأت في 28 تشرين الثاني، ثم عُلقت 3 أيام، قبل أن تستأنف الأمم المتحدة لقاءاتها الثلاثاء مع وفد المعارضة، في حين تأخر وفد النظام عن الالتحاق باللقاء، حيث وصل الأحد إلى جنيف بعد مطالبات أمريكية فرنسية بضرورة إلزام روسيا وفد النظام بحضور المفاوضات والالتزام بالعملية التفاوضية.

وامتنع وفد النظام عن حضور المفاوضات في مرحلتها الأولى بسبب اعتراضه على بيان الرياض2 للمعارضة السورية طالب فيه برحيل رأس النظام، لكنه وبعد اتصالات مع الجانب الروسي قرر المجيء إلى جنيف للمشاركة في المفاوضات والتي لم تسفر عن أي نتيجة أو اتفاق.

ويشدد وفد المعارضة على حضوره مفاوضات جنيف لبحث مسألة مصير الأسد وعملية الانتقال السياسي، وهو ما يرفضه وفد النظام المستمر بطرح مسألة مكافحة الإرهاب، وسط تحذيرات من قبل الموفد الأممي إلى سوريا ستيفان ديمستورا لجميع الأطراف من تخريب المفاوضات، مشيراً إلى أنه سيتم التركيز على المسائل الدستورية والانتخابية.

ويسعى المبعوث الأممي إلى إحراز تقدم خلال هذه الجولة من خلال ممارسة الضغوط على الجانبين من أجل تخفيف مطالبهما، في حين أبلغ وفد المعارضة السورية، أول أمس، أن تغيير بشار الأسد يتم عبر الانتخابات، وأن التركيز الآن هو على سلتي الدستور والانتخابات.

وتتحدث مصادر مواكبة لمفاوضات جنيف عن أن عدم التوصل إلى جدول أعمال لهذه الجولة حتى الآن مع لعب وفد النظام دور المنتصر وتمسك المعارضة بالانتقال السياسي والقرارات الدولية؛ من شأنه أن يدخل المفاوضات في حالة من الاستعصاء السياسي، ما قد يطيح بمسار جنيف برمته في وقت تسابق روسيا الوقت من أجل تفعيل مؤتمر سوتشي وتعويمه.

وبينما بدأت مصادر النظام تتحدث عن ضرورة إعادة مراجعة جنيف، وأن القرار الدولي رقم 2254 أصبح لا يتناسب مع التطورات الميدانية، وتلوح بالعودة العسكرية إلى مناطق تخفيف التصعيد الأربعة ومن بينها إدلب؛ فإن المصادر الروسية بدأت تعمل في إطار ما أسماه الرئيس الروسي بمرحلة ما بعد الانتصار على الإرهاب، حيث عاد الحديث مجدداً عن إعادة تعويم بشار الأسد من خلال تصريحات أطلقها ألكسندر لافرينتيف، مبعوث بوتين الخاص لسوريا، وقال فيها: إنه يجب إتاحة الإمكانية لبشار الأسد للترشح في انتخابات رئاسية مقبلة، في حين كانت روسيا قد أكدت مراراً أن مصير الأسد يجب أن يقرره الشعب السوري وحده.

كما تتحدث روسيا عن التحضير لإعادة الإعمار في سوريا، حيث حددت غرفة تجارة وصناعة روسيا موعداً لانطلاق منتدى الأعمال الروسي السوري، لبحث مرحلة إعادة الإعمار في سوريا ودور الشركات الروسية فيها والعقود المشتركة في شباط المقبل، وسيفتتح بحضور أكثر من 120 شركة من كل طرف، حيث أشارت مصادر روسية إلى أن هذا المنتدى “سيكون بمنزلة تظاهرة اقتصادية هي الأولى من نوعها، لم تحدث حتى في زمن الاتحاد السوفييتي”.

وتؤكد مصادر مطلعة، أن روسيا ليست بوارد الاستجابة لمطالب المبعوث الأممي بما يخص ممارسة الضغوط على النظام من أجل إنقاذ مسار جنيف الذي ترعاه الأمم المتحدة، فهي لا ترى الحل السياسي إلا من خلال مؤتمر سوتشي الذي ستدعو إليه نحو 1000 شخصية سورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى