ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع:

زيارة بوتين إلى حميميم حملت مؤشراتٍ تُدلل على أن موسكو تتعمد تهميش دور النظام، وإظهار تحكمها الكامل بقراراته وتحركاته، وبأنها هي التي ترسم مستقبل السلطة في سوريا بحسب مقال لأحمد حمزة في العربي الجديد.  وفي الواشنطن بوست تحدث أندرو روث أن بوتين استعرض من خلال زيارته المنطقة نفوذه الدبلوماسي. في حين ربطت هآرتس الإسرائيلية بين تصريحات بوتين والانتخابات الرئاسية الروسية القادمة.

وفي العربي الجديد كتب أحمد حمزة تحت عنوان “رسائل بوتين بين حميميم والقاهرة وأنقرة”  ..زيارة بوتين لـ”حميميم”، كانت كباقي القضايا في سوريا موضع جدل وانقسام على مستوى الرأي العام السوري. وبينما اعتبرت في أوساط المعارضة “مُهينة” من حيث الشكل والمضمون للنظام ورئيسه بشار الأسد، بررت شخصياتٌ قريبة من النظام بعض ما اعتبرته “ترتيباتٍ بروتوكولية” رافقت الزيارة وكانت مسار جدلٍ واسع بمواقع التواصل الاجتماعي، خاصة المشاهد التي بدا فيها ضابطٌ روسي أثناء توقيفه للأسد وتوجيهيه بعدم اللحاق بالرئيس الروسي نحو المنصة التي كان يستعد الأخير لإلقاء كلمةٍ منها.

وفيما لا يمكن الجزم تماماً بعوالم سياسات الشرق الأوسط المُتغيرة، تبقى السيناريوهات مفتوحة على احتمالات عدة، لكن تؤشر دلالات ما يظهر من مواقف رسمية في الإعلام، على جانبٍ مهم لما يحصل خلف الكواليس. وبعيداً عن مشهد الضابط الروسي الذي قيّدَ حركة الأسد في “حميميم”، والذي تداوله آلاف المستخدمين السوريين لمواقع التواصل، فإن متابعين وباحثين محّصوا الزيارة من جميع جوانبها، وحللوا المشاهد التي انفرد الإعلام الروسي بتصويرها وبثها قبل إعلام النظام الرسمي، وجدوا في كل ما رافق الزيارة مؤشراتٍ تُدلل على أن موسكو تتعمد تهميش دور النظام، وإظهار تحكمها الكامل بقراراته وتحركاته، وبأنها هي التي ترسم مستقبل السلطة في سوريا.

ونقلت الصحيفة عن الباحث السوري ساشا العلو قوله: إنه “لو كانت روسيا تريد القول: إنها تدعم بشار الأسد، لكان ذلك كلف بوتين كلمات عدة فقط، كأن يقول من حميميم: إن روسيا ذاهبة لتقديم مزيدٍ من الدعم للنظام، أو أن يعلن أن روسيا ستقوم بتسليح وإعادة تأهيل الجيش السوري المنهك، أو أن يتحدث عن اتفاقيات شراكة اقتصادية، أو يلوح بإعادة إعمار مشتركة وغير ذلك، لكن بوتين أعلن من حميميم النصر الروسي على إرهاب داعش، واستعرض قوته. ومشهد الزيارة ككل، لَمْ يَرقَ بشار الأسد فيه لمستوى أن يكون ممثلاً للمصالح الروسية في سوريا”.

من جانبها نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريراً لمراسلها في موسكو أندرو روث، تحدث فيه عن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمنطقة الشرق الأوسط.

وتقول الصحيفة: إن بوتين استعرض نفوذه الدبلوماسي في زيارة خاطفة للشرق الأوسط يوم الاثنين، مفاجئاً القوات الروسية في أول زيارة له لقاعدة جوية روسية في سوريا قبل أن يسافر إلى القاهرة وأنقرة ليناقش العلاقات الثنائية.

ويقول الكاتب: إن “الزعماء الغربيين متشككون في إمكانية سحب القوات الروسية، حيث أدت القوات الروسية دوراً رئيساً في سباق القوات النظامية لاستعادة الأراضي قبل انهيار تنظيم داعش، وخدم التدخل في استعراض القوة العسكرية الروسية: حيث الطائرات الجديدة والطائرات العمودية والسفن الحربية والصواريخ المسيرة (كروز) التي تم إطلاقها من بحر قزوين، وقد خسرت القوات الروسية 40 جندياً بحسب الإحصائيات الرسمية، كما قتل عدد مشابه من المتعاقدين العسكريين، بحسب تقارير الصحافيين الروس”.

من جانبها قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في تحليل لها بقلم “إيمي فريس روتمان”: إن إعلان بوتين الانسحاب من سوريا هو جزء من خطته الانتخابية، وإنه أراد أن يطمئن مواطنيه أن أبناءهم سيعودون قريباً من هذه الحرب غير الشعبية وذات التكلفة الباهظة.

وربطت الصحيفة بين إعلان بوتين قبل أيام نيته خوض الانتخابات الرئاسية المقررة العام القادم وبين زيارته المفاجئة لسوريا يوم أمس، والتي أعطى فيها أوامره بسحب القسم الأكبر من القوات الروسية من البلاد.

كما أشارت إلى أن الإعلان يأتي في بداية أسبوع سيشهد مؤتمر بوتين الصحافي السنوي المتلفز، الذي يحضره أكثر من ألف صحفي ليسمعوا منه ملخصاً لنتائج العام.

وبذلك سيكون بوتين قادراً على مواجهة الأسئلة المرتبطة بالنجاحات في سوريا، وليس الإخفاقات أو توقيت الانسحاب. وبرغم أنه من المتوقع على نطاق واسع أن يفوز بوتين في الانتخابات المقررة في آذار/مارس القادم ويبسط قبضته على بلاده، والمستمرة منذ 18 عاماً، ست سنوات أخرى، فإن حالة اللامبالاة بين الناخبين أصبحت في أعلى مستوياتها منذ مدة طويلة.

ونظراً لكون العلاقات بين روسيا والغرب في أسوأ حالاتها منذ أيام الحرب الباردة فإن الأمر له منطقيته. فأي انتصار متصور على الولايات المتحدة سيمثل دفعة لبوتين وحافزاً محتملاً للناخبين للتوجه إلى مراكز الاقتراع.

واعتبرت الصحيفة أن ما فعله بوتين من تعهد بإنهاء صراع من أجل إعادة انتخابه “تكتيك سياسي قديم”. وشددت على أن ما قام به بوتين هو نزع قابس حرب أكسبته احترام مواطنيه وخوف خصومه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى