مفاوضات جنيف ثمانية تنتهي دون أي تقدم.. ودي ميستورا يقول إن النظام وضع شروطاً مسبقة

 جنيف – الأناضول 

اختتم المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان ديمستورا، يوم أمس الخميس، مفاوضات جنيف8 بين المعارضة والنظام من دون تحقيق أي تقدم.

وخلال مؤتمر صحفي عقده في المقر الأممي بمدينة جنيف السويسرية، اتهم المبعوث الأممي، وفد النظام بوضع شرط مسبق للانخراط في مفاوضات مباشرة مع المعارضة، في حين اعتبر أن جنيف8 كانت فرصة ذهبية ضاعت.

وأضاف، بأنه لم يجد حكومة النظام تسعى بشكل حقيقي للوصول إلى حوار، ولكنه لمس ذلك لدى المعارضة.

مشدّداً على أن “مباحثات جنيف8 لم تحقق مفاوضات حقيقية أو أي تقدم، فوفد الحكومة رفض التفاوض مع المعارضة، واشترط عليها سحب موقفها الوارد في بيان الرياض2”.

واعتبر ديمستورا، أن “طلب الحكومة أن تسحب المعارضة موقفها الوارد في بيان الرياض، غير منطقي وشرط مسبق”.

وسبق أن أكدت المعارضة السورية في البيان الختامي لمؤتمرها الذي عقد الشهر الماضي بالرياض، أن “العملية الانتقالية لن تحدث من دون مغادرة بشار الأسد وزمرته عند بدئها، وأن المفاوضات المباشرة غير المشروطة تعني طرح ونقاش الموضوعات كافة، ولا يحق لأحد وضع شروط مسبقة”.

وتابع ديمستورا: “انتهينا اليوم من الدورة 8 للمشاورات السورية، والتقويم الحقيقي لهذه الجولة ينبغي أن يكون بعد لقائي مع الأمين العام الأمم المتحدة (أنطونيو غوتريس) ومع مجلس الأمن”.

وقال: إن جميع الأطراف تجمع على القرار 2254، إلا أن المفاوضات حول الآليات لم تحقق أي تقدم؛ ولم تحدث “مفاوضات حقيقية في نهاية المطاف”، بسبب موقف النظام إزاء بيان “الرياض2”.

وأضاف: “سعيت لتحقيق مشاركة الحكومة بشكل حقيقي، قلت لهم: نحن في جنيف، ولسنا في جزر نائية، ولسنا في الرياض، وسأحكم على ما يقال في جنيف، ويحق للجميع الإعراب عن رأيه، طالما لا يفرض شروط مسبقة، وقالت حكومة النظام: إنه كانت هناك بيانات من المعارضة”.

وتابع: “كانت هناك بيانات للمعارضة لم تشر للمضمون المزعج للنظام (رحيل بشار الأسد)، وبالرغم من كل هذا صممت الحكومة رفض اللقاء، ورفضوا حتى التناقش من خلالنا مع المجموعة الأخرى، ولو باجتماع متوازٍ، وطلبوا مني أن أفرض على المعارضة سحب موقفها (المعلن) في الرياض”.

وبخصوص المعارضة، أشار ديمستورا إلى أنه “كان ينبغي أن تتوحد، وكانت موحدة هذه المرة، ولهم موقف موحد”.

وشدد: “لم أجد أن وفد النظام كان يسعى للوصول إلى حوار حقيقي، ولكن لمست أن المعارضة كانت تحاول ذلك”، في حين اتهم النظام بـ”الدخول في لعبة الشروط المسبقة”، ما أدى إلى إفشال المفاوضات في نهاية المطاف.

كما لفت أنه أجرى 7 اجتماعات مع وفد النظام، و 11 مع المعارضة، وأن النظام لم يرغب بالحديث سوى عن “الإرهاب”.

ووصف فشل المفاوضات، بأنه إهدار لفرصة ذهبية، مع تراجع مستوى العنف والقضاء شبه الكامل على تنظيم “داعش” في سوريا، إلا أنه أكد أنه سيواصل المحاولة، متعهداً بعدم “خذلان” الشعب السوري أو التخلي عنه.

وأشار دي ميستورا في هذا الإطار، إلى أنه ينوي عقد جولة مفاوضات جديدة في كانون الثاني/ يناير المقبل، بعد التشاور مع مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة.

وانطلقت الجولة الأولى من “جنيف8” في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، واستمرت 4 أيام، ثم توقفت عدة أيام بعد مغادرة وفد النظام إلى دمشق، قبل أن تستأنف الأسبوع الماضي، لتنتهي أمس الخميس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى