ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

عواصم ـ وكالات

للاستماع

عبارة “شكراً روسيا” صارت من الماضي بالنسبة للنظام كما يقول مدير “مركز كارنيغي موسكو” ديمتري ترينين في مقابلة مع موقع “المدن” الذي يضيف أن تأثير روسيا في بشار بات أقل من السابق. وفي صحيفة “العرب” كتب محمد قواص تحت عنوان “بوتين.. الذي باتت سوريا خلف ظهره”.. إن بوتين يطل على منطقة الشرق الأوسط بصفته الرقم الصعب الذي لا بد منه. وفي صحيفة “آر بي كا” يتحدث أنطون مارداسوف في مقال له تحت عنوان “سوريا بانتظار انفجار.. وروسيا هناك” عن أن التسوية التي يريدها النظام لن تكون طويلة الأمد.

وموقع المدن اللبناني أجرى مقابلة مع مدير “مركز كارنيغي موسكو” ديمتري ترينين تناول فيها الأهداف الروسية في سوريا من وجهة نظر الكرملين، مشيراً إلى أن الأمن والعسكر هما نواة الدولة.

وقال: إن روسيا حققت ما خططت لتنفيذه في سوريا، وهو هزيمة “داعش”، وقصف المعارضة، والآن ما تحتاجه روسيا هو تحويل نجاحها العسكري إلى استراتيجية دبلوماسية، تقود إلى نهاية تكون مُرضية. لكن الطور الدبلوماسي أصعب من العسكري الذي كانت فيه روسيا وبشكل واضح العامل العسكري المهيمن، في حين كان الآخرون ضعفاء، أو تحركوا في الهامش، كما فعلت الولايات المتحدة التي لم تحاول الإطاحة ببشار الأسد ولم ترغب في حرب مع الروس في سوريا.

وأضاف، أنه في الطور الدبلوماسي، على روسيا التعامل مع بشار الأسد، الذي أصبح أقوى ولا يريد أي تغيير سياسي كبير في الطريقة التي تدار بها سوريا، و”بات لروسيا تأثير أقل في بشار؛ لأنه نجا، وأصبح أكثر جرأة، شكراً للروس، لكن ذلك أصبح تاريخاً، ولم يعد بشار رئيساً في ورطة يتبع الروس فيما يقولونه له. الأسد في موقع أقوى.

وقال: إن الروس لا يتعاملون فقط مع المعارضة، بل مع داعميها أيضاً. والمعارضة ليست في موقف يسمح لها بأن تكون في موقع المُشترط. فروسيا تعرف أن بشار الأسد ومجموعته، هم جزء لا يمكن الاستغناء عنه في أي تسوية، على رغم أنها تضغط عليه لتقديم نوع ما من التنازل، باسم الاستقرار المستقبلي.

في صحيفة العرب كتب محمد قواص تحت عنوان “بوتين.. الذي باتت سوريا خلف ظهره”..إن بوتين يطل على منطقة الشرق الأوسط بصفته الرقم الصعب الذي لا بد منه، فقد تجاوز الرجل مرحلة السعي لإحداث اختراق داخل ما كان يعتبر جزءاً من الفضاء الاستراتيجي الأمريكي.

وأضاف قواص، أن بوتين يتحرك داخل بلدان المنطقة وكأنه يصادر ما تحركت به طهران منذ عقود داخل بلدان المنطقة نفسها. وتجاري السعودية صعود روسيا في الشرق الأوسط وترفد مسعاها في سوريا، وتنتقل العلاقات بين موسكو والرياض من المغامرات التجريبية إلى مراحل الثبات الدائم، ويدرك رجل الكرملين أن زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الأخيرة ترتقي بالعلاقات بين البلدين من إطار رد الفعل ضد واشنطن إلى إطار الفعل مع موسكو.

تلحظ طهران بقلق هذا التحوّل المريب في دور روسيا في الشرق الأوسط، ويستنتج النظام الإيراني غياب أدواته الدفاعية ضد موسكو كتلك التي يستخدمها ضد الرياض أو واشنطن.

في صحيفة آر بي كا كتب أنطون مارداسوف تحت عنوان “سوريا بانتظار انفجار.. وروسيا هناك”.. قبل الحرب، لم يكن حرس الحدود السوريون والأجهزة الأمنية، الذين يعتمدون على موظفين مؤهلين وشبكة استخبارات متشعبة، فعالين بشكل خاص في شرقي البلاد ضد الراديكاليين، ومن السذاجة الاعتقاد بأن يكون نظام الأسد، بعد سنوات عديدة من القتال وتدمير الأدوات الشعبية للإدارة والتبدل في وجهات نظر القبائل المحلية، قادراً على السيطرة على حدود طولها 600 كيلومتر، والأهم من ذلك، مشاعر السكان المحليين الحقيقية.

وقال مارداسوف: “يزداد الوضع تعقيداً بسبب العامل الإيراني… فسيستخدم عامل تعزيز النفوذ الشيعي في المناطق السنية بشكل فعال للدعاية المضادة من قبل داعش، والتي ستساعد التنظيم على استئناف عملياته وهجماته المضادة من المناطق الصحراوية. وللتصدي لها، فمن الممكن تماماً أن تكون القوات الروسية ضرورية”.

والنظام يستثمر الحرب على الإرهاب من أجل شن عمليات هجومية كبيرة في الغوطة الشرقية ضد تلك الجماعات التي وقعت على اتفاق بشأن وقف إطلاق النار مباشرة مع روسيا في القاهرة وجنيف. ومن الواضح أن النظام مستعد للحوار مع المعارضة وحتى دمجها، إذا نزعت سلاحها بشروطه. ولكن هذه ليست تسوية سياسية للنزاع، بل هي إجبار على الاستسلام، فسلسلة أخرى من الاشتباكات، قد تؤدي إلى استقرار الوضع، ولكن فقط حتى الانفجار القادم.

في الحياة اللندنية كتب رائد جبر: إن بوتين تجاهل مسار جنيف وهو يحدد الخطوات المقبلة، وثبت تحالفه مع إيران وتركيا بوصفهما شريكين في صناعة التسوية السياسية. محدداً بذلك خياراته الإقليمية لاحقاً، مع إبداء الحرص على إقامة ركيزة ثالثة للسياسة الروسية في الشرق الأوسط من البوابة المصرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى