ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع :

مع تزايد الحديث عن مسارات أخرى للحل السياسي في سوريا، تتنامى مخاوف المعارضة السورية من تراجع فعلي للدعم الأمريكي، خاصة بعد فشل الجولة 8 من مفاوضات جنيف، كما تقول صحيفة الشرق الأوسط اللندنية. ومن جانبها نشرت صحيفة “نويه تسوريشر تسايتونغ” الألمانية مقالاً تناول عجز المجتمع الدولي عن إيجاد حل للقضية السورية. في حين نشرت لوموند الفرنسية مقالاً تحدث عن أن محور إيران والنظام هو من انتفع من قرار ترامب بشأن القدس.

وفي الشرق الأوسط كتبت بولا أسطيح تحت عنوان “المعارضة السورية تخشى تراجع الدعم الأمريكي بعد فشل جنيف” ..تتنامى مخاوف المعارضة السورية من تراجع فعلي للدعم الأمريكي، خاصة بعد فشل الجولة 8 من مفاوضات جنيف، وتزايد الحديث عن مسارات أخرى قد تنطلق قريباً لإيجاد حل سياسي  وأبرزها مسار سوتشي الذي تُعد له موسكو.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في المعارضة السورية، تتابع الموقف الأمريكي من كثب قولها: «إن الولايات المتحدة تكتفي حالياً، من حيث تقاسم المناطق السورية، بمنطقتين استراتيجيتين بالنسبة لها في الشمال الشرقي، وفِي الجنوب السوري، حيث قاعدتها في التنف»، لافتة إلى أنّها «في الشمال الشرقي، تحمي وجودها في سوريا والعراق، ولذا تعزز تأثيرها المباشر هناك، كما تقطع الطريق على الامتداد الإيراني إلى البحر المتوسط، في حين تدرب في التنف شركاء لها من أجل منع ارتكاز أية قوات مدعومة إيرانياً هناك، حفاظاً على الاستقرار في هذه المنطقة الحساسة جداً، التي تقترب لوجيستياً من حدود إسرائيل الشمالية».

وتشير المصادر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنّه «ما عدا ذلك، فقد سلمت واشنطن الملف السوري تماماً لموسكو، بدليل صمتها المطلق حول مؤتمر سوتشي، مقابل تمثيلها الضعيف في (جنيف 8)».

ويعزز فرضية «عدم اكتراث» واشنطن هو ما ورد في مجلة «نيويوركر» الأمريكية قبل أيام، وحديثها عن «رؤية أمريكية سلمت ببقاء بشار الأسد في السلطة».

من جانبها نشرت صحيفة “نويه تسوريشر تسايتونغ” الناطقة بالألمانية مقال رأي للكاتبين الألمانيين، إلياس بيرابو وفرديناند دور، تحدثا فيه عن عجز المجتمع الدولي عن إيجاد حل للحرب السورية.

وقال الكاتبان، في مقالهما الذي ترجمته “عربي21”: إن المظاهرات التي نظمها الشعب السوري ضد نظام الأسد في شهر آذار/ مارس من سنة 2011 تحولت إلى كارثة سياسية وإنسانية لم يشهد العالم مثيلاً لها منذ الحرب العالمية الثانية.

وأكد الكاتبان، أن المجتمع الدولي خذل الشعب السوري، الذي يتعرض لأبشع الممارسات المنافية لحقوق الإنسان؛ من استعمال للغازات السامة وحملات تجويع ممنهجة، فضلاً عن التعذيب الوحشي والإعدام في سجون النظام، واستعباد النساء من طرف مقاتلي تنظيم داعش وقصف المستشفيات والمدارس. وما يدمي القلب أن جميع هذه الممارسات الفظيعة تحدث أمام أعين الدول الغربية، التي عجزت عن التدخل.

وأوضح الكاتبان، أن أوروبا غضت الطرف عن الحرب السورية ولم تلتفت إليها إلا بعد العمليات الإرهابية التي جدت في عدد من الدول الأوروبية. وعوض البحث عن حل لوضع حد للحرب، انصب اهتمام العواصم الأوروبية على طريقة التخلص من اللاجئين. وفي الوقت الذي كان فيه الأسد يقتل شعبه، كانت دول الاتحاد الأوروبي تختزل الحرب السورية في التنظيمات المتطرفة متجاهلة الكم الهائل من الضحايا الذين سقطوا منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا.

وأشار الكاتبان، إلى أنه على رغم إدانة النظام وحليفته روسيا من قبل الدول الغربية في العديد من المناسبات لارتكابهما الفظائع في حق السوريين، فإن تلك البيانات ظلت مجرد حبر على ورق. ونقلا عن حقوقي سوري: “نعلم جيداً أن روسيا ارتكبت العديد من الجرائم في سوريا، لكن لسائل أن يسأل أين الغرب؟ في الحقيقة، لا نعرف ما الذي تريده الدول الغربية بالضبط”.

وأضاف الكاتبان، أنه عوض حماية المدنيين السوريين من غطرسة نظام الأسد وحليفته روسيا، غذى الغرب الحرب السورية عبر تقديم الأسلحة والأموال للمجموعات المسلحة، مما أضفى الطابع الطائفي على هذا الصراع. وتجدر الإشارة إلى أن الدول الأوروبية تنتهج سياسة واقعية حيال الحرب السورية، وعلى رغم تشدقها بالدفاع عن قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، اكتفت ببيانات التنديد فقط.

وفي الختام، ذكر الكاتبان أن اكتفاء منظمة الأمم المتحدة بإدانة استخدام غاز السارين خلال الحرب السورية لا يعكس عدم نزاهة المجتمع الدولي فحسب، بل يمس من مصداقيتها فيما يتعلق بكل ما تدعيه من دفاع عن قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان.

من جهتها نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية مقالاً بعنوان “محور إيران ينتفع من قرار ترامب بشأن القدس”، قالت فيه: إن قرار الرئيس الأمريكي الأخير حول القدس كان بمنزلة هدية للمحور الذي يضم كلاً من طهران والنظام وبغداد و”حزب الله”.

وأشارت الصحيفة الفرنسية، إلى أن “حزب الله” حصل على فرصة ذهبية مع صدور قرار ترامب حول القدس من خلال معارضة “حزب الله” للقرار ووقوفه إلى جانب الفلسطينيين والقدس، وأضافت الصحيفة أن الحزب اللبناني استطاع من خلال القرار الأمريكي شد عصب مناصريه وجميع المسلمين الذين كانوا ضد موقف الحزب وتدخله في سوريا.

وبحسب الصحيفة، فإن مظاهرة دعم القدس التي نظمت من قبل “حزب الله” في الضاحية الجنوبية لبيروت، بيّنت مدى قوة نصر الله وحزبه والمد الشعبي الذي يتميز به، هذا عدا أنه يحصد الانتصارات في سوريا واستطاع دعم قوات النظام وجعلها أقوى.

ورأت الصحيفة، أن نصر الله بدأ بإعادة البوصلة إلى المكان التاريخي للحزب الذي لطالما تأسس من أجله؛ وهو قتال إسرائيل وتحرير فلسطين والقدس، وكان نصر الله قد أكد في خطابه الجماهيري الأخير، أن أولوية محور المقاومة هي القضية الفلسطينية، والمقاومة الفلسطينية، والشعب الفلسطيني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى