ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

عواصم ـ وكالات

للاستماع

قبول بشار الأسد لما حصل له من إهانة في حميميم هو بسبب معرفته بأن ذلك ثمن لا بد من دفعه لقاء تمسك بوتين به رئيساً؛ فهي ليست لعبة كرامات كما يقول حازم الأمين في صحيفة الحياة اللندنية. وفي لوموند الفرنسية يدعو جان بيير فيليو الباحث وأستاذ تاريخ الشرق الأوسط الحديث بجامعة سيانس بو إلى سحب وسام جوقة الشرف الفرنسي من بشار الأسد بعد عرض القناة الفرنسية الثانية فيلماً وثائقياً حول اغتصاب النساء السوريات في سجون النظام.

وفي الحياة اللندنية كتب حازم الامين تحت عنوان “محاولة تفسير يائسة لمشهد حميميم”.. يمكن للمرء أن يُخمن أن وظيفة الإهانة الروسية لبشار الأسد في قاعدة حميميم العسكرية هي عكس ما اعتقده خصوم الأسد؛ ذاك أن «كرامة» الأخير لم تعد اعتباراً في المشهد السياسي السوري. وربما علينا، نحن الراغبين في رحيل بشار الأسد، أن نتشاءم؛ ذاك أن واقعة حميميم تنطوي على تمسك روسي بالرجل، وهو تمسك مشروط بالاستتباع، وما قبول الأسد بما حصل له هناك إلا بسبب معرفته بأن ذلك ثمن لا بد من دفعه لقاء تمسك بوتين به رئيساً، وهذه ليست لعبة كرامات بقدر ما هي رسائل في أكثر من اتجاه.

وأضاف الأمين: لم يسبق أن لعبت دولة كبرى الدور الذي تلعبه روسيا في سوريا، فهي لا تقاتل لحماية الأسد فقط، تقاتل مع الأسد ومع «حزب الله»، وتفسح المجال للطائرات الإسرائيلية لتقصف مواقع حلفائها، وتتواصل مع الأردن لإشراكه في هدنة الجنوب السوري، وتقيم صلات متينة مع أنقرة، وتنتزع من واشنطن تفويضاً ضمنياً حول مستقبل سوريا، ولا تعطي بالاً لرغبات الرئيس الأمريكي في مواجهة إيران، لا بل تشعر الأخيرة في أن موسكو ملاذها الأخير في ظل هذا التهديد.

وقال: إن ثقة القيصر المفرطة جعلته يشعر بأنه يستطيع أن يقول للعالم: إن سوريا هي مسرحه. إيران نفسها شريك أصغر في هذه المعادلة، وهي ستكون أكثر براغماتية وقبولاً ما إن تباشر واشنطن حملتها عليها، فستكون موسكو ملاذها.

وختم الأمين بقوله: لقد انتصر الأشرار في كل مكان، وفي وقت جرى هزم شرير واحدٍ هو «داعش»، صار علينا أن نتعايش مع كل من انتصر عليه، وهؤلاء هم بقية أشرار العالم. وستتوالى علينا مشاهد المهانة، لكن علينا ألّا نسقط في فخ تفسيرها بغير ما هي، فلكي تكون رئيساً عليك أن تكون جزءاً من مشهد حميميم.

ومن جانبها حاولت مجلة إيكونوميست البريطانية قراءة دلالات زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا وتعمده ازدراء بشار الأسد.

وقالت: إن إنجازات بوتين لم تقف عند سوريا، وفق المجلة، فهي امتدت إلى حلفاء أمريكا في المنطقة؛ مصر وتركيا، ففي مصر التي زارها بعد إعلان نصره في سوريا ناقش مع السيسي خطط بناء مفاعل نووي بقيمة 21 مليار دولار، وكان قبلها توصل إلى اتفاق يقضي بالسماح للطائرات الروسية باستخدام القواعد العسكرية المصرية.

 لكن المجلة ترى أن الحديث عن عودة روسيا قوة عظمى مبالغ فيه، فما تحقق في سوريا لم يكن نصراً حاسماً، فالأسد حاكم ضعيف على بلد مدمر. وقد تجد موسكو نفسها أمام معضلة، فإسرائيل غاضبة من عدم ضبط روسيا للجماعات المدعومة من إيران في سوريا. وفي الوقت ذاته تحصل مصر على أكثر من مليار دولار من أمريكا ولو سمحت للطيران الروسي الطيران بحرية في الأجواء المصرية فقد تفقد الدعم الأمريكي.

من جانبها نشرت صحيفة لوموند الفرنسية مقالاً بقلم جان بيير فيليو الباحث وأستاذ تاريخ الشرق الأوسط الحديث بجامعة سيانس بو، قال فيه: إنه بعد بث القناة الفرنسية الثانية فيلماً وثائقياً مؤلماً للغاية حول اغتصاب النساء السوريات في سجون نظام بشار الأسد، لم يعد أمام الرئيس إيمانويل ماكرون من خيار آخر غير سحب وسام جوقة شرف فرنسا من الدكتاتور.

ويضيف، أن “الصرخة المكبوتة” للضحايا لا يمكن إلا أن تبعث الروح من جديد في الحملة المطالبة بسحب “وسام جوقة الشرف” الفرنسي من “الطاغية” الأسد، والذي منحه إياه الرئيس الأسبق جاك شيراك عام 2001.

ويقول فيليو: إن ماكرون شرَّف فرنسا عندما سحب هذا الوسام من هارفي وينشتاين الذي يحاكم بقضايا تحرشات وجرائم جنسية، فلماذا لا يفعل الشيء نفسه مع بشار الذي كانت لديه حتى قبل بث “الصرخة المكبوتة” سلسلة طويلة من الجرائم البشعة.

وبما أن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية أعلن في وقت سابق أن سحب هذا الوسام من بشار أمر “شرعي”، فإنه قد حان الوقت لاتخاذ هذا الإجراء، اللهم إلا إذا كانت ثمة نية مبيتة لتجاهل الصرخة المكبوتة بشكل عنيف لكل السوريات، وفق تعبير الكاتب.

وبثت القناة الفرنسية الثانية فيلم “سوريا.. الصرخة المكبوتة” الذي يتحدث عن الاغتصاب الممنهج للسوريات في سجون الأسد، يوم الـ 12 من ديسمبر/كانون الأول 2017، ووردت فيه شهادات يندى لها الجبين عن استخدام “سلاح دمار المرأة والمجتمع” بغية “وأد الثورة”. ووفق ما ورد بهذا الفيلم فإن نحو 90% من النساء اللاتي اعتقلن تعرضن للاغتصاب.

من جانبها نشرت صحيفة “لي أوكي ديلا غويرا” الإيطالية تقريراً عرضت فيه أهم التوقعات بشأن الأوضاع الأمنية في محافظة إدلب بعد هزيمة تنظيم داعش.

 وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21”: إن داعش الذي فقد جميع أراضيه في العراق وسوريا، وأهم معاقله في دير الزور والبوكمال، هرب المئات من عناصره إلى محافظة إدلب وحماة، التي تعد مناطق تابعة لجبهة تحرير الشام (النصرة سابقاً).

وأشارت الصحيفة إلى أنه من المتوقع أن تكون إدلب الخطوة التالية في مخططات قوات النظام على ضوء ما تشهده المحافظة من توترات ونزاعات بين جبهة النصرة وتنظيم داعش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى