ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

عواصم ـ وكالات

مشكلة روسيا ليست مع خصومها، بل مع شركائها في الأزمة كما يقول جورج سمعان في مقال له في صحيفة الحياة تحت عنوان “حتى في سوتشي لن يكون الحل بيد موسكو”. من جانبها تتحدث صحيفة لوموند في افتتاحية لها عن أن اقتناع بوتين بالفوز بالحرب في سوريا قد يدفعه إلى محاولة فرض سلامه الذي يريد. وتنشر صحيفة يني شفق التركية خبراً عن إلقاء القبض على زعيم تنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي من قبل القوات الأمريكية.

 

وفي الحياة اللندنية كتب جورج سمعان تحت عنوان “حتى في سوتشي لن يكون الحل بيد موسكو”.. إن النظام لا يريد مفاوضات جنيف. ولا ينبع رفضه من التعويل على سوتشي. فهو لا يريد أيضاً المؤتمر الوطني الجامع في هذا المنتجع الروسي، يعتقد بأن ما حققه على الأرض يدعم موقفه الساعي إلى استعادة سيادته على كل الأرض، وهذا موقف حليفه الإيراني الذي توعد بالزحف إلى إدلب بعد «تطهير» شرقي البلاد.

مشكلة روسيا ليست مع خصومها؛ مشكلتها مع شركائها في الأزمة، من دمشق إلى طهران وأنقرة، فلكل من هذه الأطراف أجندة مختلفة لا تلتقي مع ما يرسمه سيد الكرملين الذي تكفيه صعوبة التعامل مع المنافسين والخصوم المنخرطين في الميدان السوري.

تدرك موسكو أن أي حل سيخرج من سوتشي، أياً كان الحضور ومستواه ومدى تمثيله، يحتاج إلى غطاء شرعي من المجتمع الدولي، مثلما يحتاج إلى قبول المعارضة الموحدة أو غالبية السوريين. من هنا تكرار الدبلوماسية الروسية أن سوتشي ليس بديلاً من جنيف، بل هو مساعد ومكمل تماماً كما كانت الحال مع اجتماعات أستانة التي وفرت نوعاً من التهدئة في مناطق متفرقة.

ولا يبدو أن بقية المنخرطين من أصحاب المصالح في سوريا مستعدون للقبول بحل سياسي لا يرعى مصالحهم، خصوصاً إيران التي تبني قواعد عسكرية، في حين لا تزال إسرائيل تهدد كل يوم بعدم السماح لإيران بوجود دائم في بلاد الشام. من السهل إشاعة قراءة متفائلة حيال المساعي السياسية، لكن واقع الأزمة لا يبشر بتسويات بقدر ما ينذر بأيام صعبة وربما بجولات دامية إذا تصاعدت المواجهة بين إيران وخصومها الكثر دولياً وإقليمياً.

 

من جانبها قالت صحيفة لوموند في افتتاحية لها: إن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للشرق الأوسط، واحتفاله بالانتصار في سوريا ترافق مع إعلان «سحب ذي شأن» للقوات الروسية من هناك.

وأضافت، أن هذا الاقتناع بالفوز بالحرب في سوريا قد يدفع الرئيس الروسي لمحاولة فرض سلامه الذي يريد، ولكن العديد من المراقبين الغربيين يشككون أيضاً في مدى جدية سحب معظم القوات الروسية من سوريا، وذلك لصدور إعلان آخر مماثل أيضاً عن موسكو في مارس 2016، من دون أن تتبعه تدابير عملية على الأرض. ومفهومٌ أن الروس حريصون بشكل خاص على استمرار وجودهم في قاعدة حميميم الجوية وقاعدة طرطوس البحرية، اللتين يرون أن حضورهم فيهما ينبغي أن يستمر عملياً.

غير أن تصريحات سيد الكرملين القوي أثناء زيارته في 11 من الشهر الجاري لسوريا، التي تبعتها زيارة لمصر، وأخرى لتركيا، تؤكد كلها أن موسكو باتت فاعلاً مؤثراً في الشرق الأوسط، وهذا يمثل تجاوزاً لغروب شمس النفوذ الروسي في المنطقة منذ سقوط جدار برلين وانهيار المعسكر الشرقي السابق.

على أن قبول أية حلول من أطراف الصراع السوري نفسها، وتقبل الأطراف الإقليمية الفاعلة، شرط ضروري لأية تسوية، بل وقبول الدول الغربية أيضاً، وخاصة أن فاتورة إعادة الإعمار لذلك البلد المدمر يتوقع أن تتراوح بين 200 و 400 مليار يورو، وهو ما يعني أن أموال الدول الغربية لا غنى عنها. وهذا يفرض أن يكون لها أيضاً رأي في أية تسوية، وهي تريد حالة انتقال سياسي في سوريا، لا مجرد محاولة إعادة تمرير وتدوير للنظام من دون تغيير كما ترغب موسكو.

 

في الشرق الأوسط كتب غسان شربل تحت عنوان “روسيا ورسائل القوة”.. إن روسيا أعادت الاعتبار إلى سياسات القوة في مخاطبة العالم، سياسات قلب المعادلات وفرض أخرى بديلة، جولة بوتين الأخيرة في سوريا ومصر وتركيا توحي أن سياسات القوة أثمرت، لكن اللافت هو أن القيصر لا يملك اقتصاداً قادراً على تمويل حروب طويلة أو إعادة إعمار دول مزقتها الحروب، لا بدّ من شركاء وهو ما يرسم حدوداً لسياسات القوة.

 

صحيفة يني شفق التركية ذكرت أن الجيش الأمريكي ألقى القبض على زعيم تنظيم “داعش” الإرهابي، أبو بكر البغدادي، حيث يوجد الآن في قاعدة عسكرية أمريكية في سوريا.

وأضافت الصحيفة، أنه تم أسر البغدادي في العراق، ثم تم نقله إلى قاعدة أمريكية في بلدة رأس العين شمال شرقي سوريا، وبعدها إلى منطقة بالقرب من مدينة الحسكة، وبالإضافة إلى البغدادي تم أسر 7 قادة من التنظيم من بينهم مواطن عراقي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى