ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

عواصم ـ وكالات
للاستماع

باريس ليست بوارد إعادة فتح سفارتها في دمشق ولا أن تتعاون أمنياً مع النظام بحسب ما أكدت مصادر دبلوماسية فرنسية لصحيفة الشرق الأوسط. وفي صحيفة الحياة اللندنية كتب غازي دحمان تحت عنوان “سوريا ومرحلة تفكيك التحالفات”.. إن التفارق بين روسيا وإيران أصبح واقعاً تفرضه الوقائع والمصالح. ومن جانبها نشرت الغارديان تحقيقاً مفصلاً أجرته أوليفيا سولون كشفت فيه عن أن منظمة الخوذ البيضاء أو الدفاع المدني في سوريا كانت ضحية حملة منظمة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي صحيفة الشرق الأوسط علق ميشال أبو نجم على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس التي جزم فيها بأن بلاده لا تنوي إعادة فتح سفارتها المغلقة في دمشق أو المبادرة إلى التعاون الأمني مع النظام، وفرنسا لن تنسى جرائم الأسد واستخدامه السلاح الكيميائي ضد المدنيين على رغم التغير الذي حصل في موقفها منه.

ونقل أبو نجم عن مصادر دبلوماسية فرنسية قولها: إن باريس ليست بوارد إعادة فتح سفارتها في دمشق ولا أن تتعاون أمنياً مع النظام، وهو ما ألمح إليه النظام، وقال أبو نجم: إن تصريحات الرئيس الفرنسي تأتي في وقت اشتعل فيه الجدل بين فرنسا والنظام، وتم تبادل الاتهامات بشكل غير مسبوق على رغم ما كان قد صدر عن الرئاسة الفرنسية من توجه والاستعداد للتحاور مع النظام بحكم الأمر الواقع.

وأضاف، أن الشرارة جاءت من تصريحات للرئيس إيمانويل ماكرون بثت مساء الأحد، وفيها عبّر عن انفتاح بخصوص التعامل مع رأس النظام، لكنه أكد في القوت عينه أن الأخير «عدو للشعب السوري، وتتعين محاسبته على جرائمه أمام شعبه وأمام القضاء الدولي». وقبل ذلك، كانت الخارجية الفرنسية قد حملت النظام مسؤولية إجهاض الجولة 8 من «مفاوضات» جنيف لاتباعها «سياسة العرقلة»، وهو ما سبق للمبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان ديمستورا أن قاله علناً عقب انتهاء الجولة المذكورة.

ومن جانبها نقلت صحيفة لو فيغارو عن وزير الخارجية الفرنسي لودريان قوله: لا يبدو أن بشار الأسد في وضع يسمح له باتخاذ موقف سياسي ما دام يعتمد على روسيا وإيران. وتوجّه لو دريان مباشرة إلى الأسد بقوله: عندما تمضي أيامك في ذبح شعبك، فإنك ستكون أكثر انعزالاً.

وفي صحيفة الحياة اللندنية كتب غازي دحمان تحت عنوان “سوريا ومرحلة تفكيك التحالفات”.. إن التفارق بين روسيا وإيران أصبح واقعاً تفرضه الوقائع والمصالح، ذلك أن مشروع روسيا في سوريا بات يشترط وقف الحرب لاستكمال بقية عناصر المشروع، بخاصة بعد أن تكشّف أن الاقتصاد والاستثمارات والسيطرة على إنتاج الغاز وخطوط نقله ستتحوّل إلى روافع لاستمرار المشروع الروسي، على رغم الأهمية الجيوسياسية التي حققتها قاعدة حميميم وميناء طرطوس عسكرياً، لكن روسيا بحسابات الربح والخسارة ليست في حاجة الى نقاط حراسة لمراقبة أمواج البحر المتوسط، بقدر حاجتها الى استثمارات تضخ الأرباح لخزائنها ولحسابات النخبة الموسكوفية المحيطة ببوتين.

وأضاف، أن مشروع إيران لم يكتمل بعد، وما زالت في حاجة الى حروب ومعارك قد تستهلك العقد القادم كله لتثبيته، وإن روسيا غير معنية بانتظار إيران ولا مشاركتها صراعاتها القادمة.

المهمة الروسية في الجزء الأكبر منها انتقلت إلى المجال السياسي، بما فيها تثبيت بشار الأسد في السلطة، أقله إلى حين إيجاد البديل من داخل النظام، وذلك سيتطلب إنشاء ديناميكيات سياسية جديدة، ويحصل ذلك في مناخ أقل توتراً، ما قد يشكل عاملاً مساعداً في إنجاح قيام شبكة أو شبكات علاقات جديدة بين اللاعبين المختلفين.

وحتى تستطيع روسيا تسويق طرحها السياسي في سوريا ستضطر إلى تكييف شروطها كي تتمكن من بناء مصالح مشتركة مع اللاعبين المؤثرين، إقليمياً ودولياً، مع وجود احتمال دائم بإمكان تعقّد الحل واستمرار حال اللاحرب واللاسلم في سوريا مدة زمنية طويلة، إذا أصرت روسيا على فرض الحل وفق رؤيتها وبشروطها، فليس ثمّة أطراف مضطرة لإنقاذ بوتين وحليفيه نظام الأسد وإيران.

من جانبها نشرت الغارديان تحقيقاً مفصلاً أجرته أوليفيا سولون كشفت فيه عن أن منظمة الخوذ البيضاء أو الدفاع المدني في سوريا كانت ضحية حملة منظمة على وسائل التواصل الاجتماعي؛ لتصويرها على أنها جماعة إرهابية لا تختلف عن تنظيم القاعدة أو تنظيم داعش.

ويكشف التحقيق، الذي ترجمته “عربي21″، عن أن ناشطين معادين للإمبريالية ورموزاً من اليمين البديل “ألت- رايت” استخدمتهم روسيا والمؤسسات الإعلامية المؤيدة لها لتشويه صورة المنظمة الطوعية، التي أنقذت آلاف الضحايا، وحظيت باعتراف دولي، ونالت ترشيحين لجائزة نوبل للسلام، وكانت موضوعاً لفيلم مهم حول عمليات الإنقاذ التي يقوم بها رجالها من تحت الأنقاض.

وتشير سولون إلى أن في مركز الحملة مدونة بريطانية وكندية وأستاذاً أسترالياً تم استخدام ما ينشرونه لتشويه صورة “الخوذ البيضاء”، التي يعمل فيها 3400 متطوع من مدرسين سابقين ومهندسين ورجال إطفاء وخياطين وغيرهم ممن يهرعون إلى مكان القصف، وينقذون الجرحى من تحت الأنقاض المنهارة.

ويجد التحقيق أن الطريقة التي تم فيها استهداف المنظمة تمثل دراسة حالة دقيقة في حرب التشويه والتضليل، وتستخدم في الحرب أنواع المعلومات المضللة كلها ونصف الحقيقة ونظريات المؤامرة وضخ المعلومات على “غوغل” و”تويتر”.

وتبين الصحيفة، أنه في لعبة التضليل تم استقبال الأصوات التي قالت: إن جماعة الخوذ البيضاء إرهابية، في “روسيا اليوم” و”سبوتنيك”، على أنهم محللون مستقلون وخبراء، مع أنهم ممن يؤمن بنظريات المؤامرة وينتمون لما يصفه أستاذ السياسة الدولية في جامعة بيرمنغهام سكوت لوكاس، بـ”تهييج دعائي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى