ملفات القضية السورية في الصحف العربية

للاستماع:

إذا نجح مؤتمر أو مهرجان سوتشي، الذي تحدثت ولا تزال تتحدث عنه روسيا، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيصبح اللاعب الرئيس في هذه المنطقة الشرق أوسطية كما يقول صالح القلاب في مقال له في الشرق الأوسط. وفي العربي الجديد يتحدث غازي دحمان عن المفاوضات بين المعارضة والنظام ويصفها بأنها من أغرب المفاوضات. وفي الحياة اللندنية يقول سليم نصار في مقال له: إن سوتشي سيكون البديل لمؤتمر جنيف الذي عمل وفد النظام على إفشاله بإيحاء من موسكو.

وفي الشرق الأوسط كتب صالح القلاب تحت عنوان “جنيف وسوتشي وعالم القطب الواحد… والمتعدد الأقطاب”..  إذا نجح مؤتمر أو مهرجان سوتشي، الذي تحدثت ولا تزال تتحدث عنه روسيا، ولو في الحدود الدنيا وطُويت صفحة جنيف، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيصبح اللاعب الرئيس في هذه المنطقة الشرق أوسطية.

وأضاف القلاب، أن الروس أنهوا صيغة جنيف على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم «2254» المتعلق بحل الأزمة السورية، بينما الرئيس الأمريكي ينهمك في سياساته وقراراته الارتجالية، والإدارة الأمريكية يبدو أن كل واحد فيها يغني على ليلاه، وكل واحد من رموزها الأساسيين يردد “موّالاً” شخصياً وخاصاً غير الموّال الذي يردده غيره، وبالطبع غير الموّال الذي يردده الرئيس ترمب.

وقال: إن هذا يعني أن انهيار القطب الكوني الواحد أصبح قريباً، وأن العالم عائد لا محالة إلى معادلة عالم متعدد الأقطاب، وعلى غرار ما كان عليه زمن الاتحاد السوفياتي، والدليل أنه أصبحت لروسيا قواعد في سوريا، وأنها آخذة بالتمدد في أوروبا الشرقية، وكل هذا بعد اختطاف تركيا.

في العربي الجديد كتب غازي دحمان تحت عنوان “حين تفاوض الثورة على خروجها “.. إنه يمكن تصنيف المفاوضات التي تحصل بين المعارضة ونظام الأسد في خانة أغرب مفاوضات، فقد جرت العادة أن الثورات تتفاوض إما على خروج الحاكم الذي حصلت الثورة ضده، وهي حالات نادرة، ذلك أنه في الغالب ما تجري محاكمته، أو التفاوض على خروج المحتل من البلاد، ولم يحصل أن فاوضت ثورةٌ على خروجها، كما يفعل من أطلقوا على أنفسهم اسم ممثلي الثورة بذريعة الواقعية، وكأن الواقعية لم يجر اكتشافها إلا في زمن الثورة السورية. وقبل ذلك لم يكن ثمة شيء اسمه واقعية، ولذا لم تضطر الثورات إلى التعاطي معها.

وأضاف: البيانات المدبلجة والتصريحات التي من قبل المعارضة لا تعدو سوى فواصل ترفيهية في سياق أصمّ لا يسمع ولا يستجيب، وكل ما تفعله المعارضة هو تدوير الزوايا وتربيع الدوائر لمطابقة التفصيل الأساسي الذي يبدو أنه ليس لدى مصمميه أدنى استعداد للتنازل عنه، كيف وروسيا وإيران قد أعادتا هندسة الجغرافيا والديمغرافيا لتتناسبا أصلاً مع خريطة طريق مشروعاتهما، وليس مع ما يريده السوريون، معارضة ونظاماً.

وقال دحمان: على ماذا يتفاوض السوريون، لا شيء بيد بشار الأسد يعطيه لهم، فلم يعد صاحب القرار، وليس مالكاً للجغرافيا. في الأصل، حروب روسيا وإيران وأمريكا وإسرائيل هي على الجغرافيا، وانتصاراتهم تالياً تقاس بحجم ما حققوه من مغانم جغرافية بيدهم.

وأضاف، أن المعارضة التي تفاوض من أجل تسوية أوضاع بعض أفرادها لا يعوّل عليها، والمعارضة التي تفاوض لأجل تحقيق أفرادها مكاسب سياسية في حكومة تحت جناح الأسد ليست جديرة بالثقة، والمعارضة التي تفاوض على خروج الثورة من سوريا، حتى وإن لم تفهم ما بين السطور، الأجدر بها أن تتقاعد.

في الحياة اللندنية كتب سليم نصار تحت عنوان “أجندة الحوادث المتوقعة عام 2018”.. في ضوء المتغيرات السريعة والمتواصلة في منطقة الشرق الأوسط، يصعب على المراقب استكشاف الحوادث المتوقعة لأجندة البلدان المعرضة للخلل السياسي والاقتصادي.

وأضاف إن انهيار داعش في العراق وسوريا فتح المجال أمام زعماء الدولتين لإعادة بناء ما هدمه آلاف المقاتلين الذين انضموا إلى مغامرة أبي بكر البغدادي؛ أي: المغامرة التي استمرت 3 سنوات ونصف السنة، محدثة عاصفة هوجاء في منطقة الشرق الأوسط وسائر دول العالم.

كذلك أصبح نظام بشار الأسد مرتهناً لروسيا وإيران معاً. وقد استغل الرئيس فلاديمير بوتين زيارته الأخيرة قاعدة «حميميم» الجوية الروسية في سوريا ليتحدث عن دور بلاده في إنقاذ الأسد الذي كان حاضراً.

من هنا، فإن «مؤتمر سوتشي» الذي دعا إليه بوتين مطلع العام المقبل، سيكون البديل لمؤتمر جنيف الذي عمل وفد النظام على إفشاله بإيحاء من موسكو.

وقد وجدت طهران في هذا العمل تحقيقاً لطموحات قواتها التي حاربت من أجل بقاء بشار الأسد في سدة الحكم. ومع بقائه ستبقى إيران صاحبة الحظ الأوفر في استثمار إمكانات العراق وسوريا بغرض الوصول إلى لبنان!

ويرى المراقبون في الأمم المتحدة، أن عام 2018 سيكون عام الحسم بالنسبة إلى الخط الأحمر الذي رسمته إسرائيل لإيران في سوريا، والسبب أن الغارات المتواصلة التي يقوم بها الطيران الحربي الإسرائيلي ضد القواعد الإيرانية في سوريا ستتحول خطوطَ احتكاك في المستقبل، خاصة بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيجاد توازن في وجه إيران.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى