ملفات القضية السورية في الصحف العربية

للاستماع

في الشرق الأوسط اللندنية يتساءل السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت فورد بقوله: الأمم المتحدة عاجزة الآن عن مجرد توصيل المساعدات الإنسانية إلى الغوطة الشرقية على رغم الوعود الروسية، فكيف سيتسنى لها الإشراف على انتخابات في سوريا. وفي صحيفة الحياة كتب رضوان زيادة: الدستور الذي تقترحه روسيا على السوريين يعكس وجهة نظرها للحل السياسي. وفي العربي الجديد كتب ميشيل كيلو: إن اتهام الشعب والثورة السوريين بالوقوف وراء داعش كان سياسة دولية أملتها حساباتٌ جعلت الثورة أول ضحاياه.

وفي الشرق الأوسط اللندنية كتب روبرت فورد السفير الأمريكي السابق لدى سوريا والباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن تحت عنوان “عزيزي بوتين… الدولة الأمنية ستخرق أي دستور”.

الخطة الروسية في سوريا المتعلقة بالحوار الموسع وإجراء الانتخابات الجديدة ليست إلا قصة مثيرة لكل من السخافة والسخرية، وهي قصة ساخرة نظراً لأن نظام بشار الأسد أبداً لن يقدم أي تنازلات على أي صعيد، لقد فاز في الحرب العسكرية على الأرض.

وأضاف، أن الفكرة السخيفة بأن الدستور السوري الجديد والانتخابات التي تشرف عليها الأمم المتحدة سيوفران التسوية السياسية المنصفة للجميع، هي فكرة تفترض في بادئ الأمر أننا من دون عقول تفهم أو عيون ترى، وإنها ليست سوى إهانة جديدة تسبب فيها الأمريكيون وآخرون من الأطراف الذين هم مسؤولون أولاً عن ذلك.

وتساءل فورد: هل يعتقد أحد أن جيش النظام والاستخبارات سيتلقيان الأوامر من الأمم المتحدة بشأن الانتخابات كي تتمكن الحكومة السورية الجديدة في خاتمة المطاف من الحد من سلطاتهم ومساءلاتهم عن جرائمهم؟

وقال: إن الأمم المتحدة عاجزة الآن عن مجرد توصيل المساعدات الإنسانية إلى الغوطة الشرقية على رغم الوعود الروسية بذلك، فكيف سيتسنى للأمم المتحدة فرض قوائم الناخبين الصحيحة، وقبول تسجيلات الأحزاب والمرشحين، والشروع في الحملات الانتخابية المنفتحة والمنصفة، وإتاحة الوصول إلى مختلف وسائل الإعلام السورية من دون التدخل والاعتقال والملاحقة من جانب الشرطة السرية (الاستخبارات) الخاضعة لحكومة بشار الأسد؟

في الحياة اللندنية كتب رضوان زيادة تحت عنوان “النسخة الروسية للدستور السوري”.. إنه خلال محادثات وقف إطلاق النار التي عقدت في أستانة وزعت روسيا على المعارضة السورية المسلحة التي شاركت في المحادثات مسودة مقترحة لدستور جديد لسوريا وضعته موسكو «لتسريع المفاوضات السياسية لإنهاء الصراع» وفقاً لمبعوث الكرملين.

ويبدو أن هذه النسخة ستظهر مجدداً مع انعقاد مؤتمر سوتشي الذي تريده روسيا لإنهاء الحرب في سوريا على حساب الدم السوري، ومن دون احترام المطالب الشعبية الذي دفع السوريون ثمنها كبيراً خلال الثورة السورية.

مثّل الاقتراح الروسي لدستور «سوري» مفاجأة، ولاسيما أن الطريقة التي تم إعلانها خلال محادثات أستانة بدت وكأنه شكل من أشكال الفرض الروسي على المحادثات، وكون روسيا هي الفاعل العسكري الأكبر في سوريا، فمنذ تدخلها العسكري في أيلول (سبتمبر) 2015 أصبحت هي المحرك العسكري والسياسي الرئيس، بحكم انسحاب الولايات المتحدة، بخاصة بعد مجيء الرئيس ترامب، الذي طبق سياسة أمريكية انعزالية مع تركيز وحيد على محاربة «داعش» في سوريا.

إن قراءة النص الروسي المقترح للدستور في سوريا تعكس وجهة النظر الروسية للحل السياسي الذي تنادي به يومياً من دون الالتزام بمحدداته على الأرض.

في العربي الجديد كتب ميشيل كيلو تحت عنوان “لغز داعش”.. تتضح، يوماً بعد آخر، هوية أصحاب المشروع الداعشي، وتتأكد واقعة أن اتهام الشعب والثورة السوريين بالوقوف وراءه كان سياسة دولية أملتها حساباتٌ ليس بينها سوء التقدير، جعلت الثورة أول ضحاياه، وحين أوشك على السقوط خلال الأشهر الماضية، أبدت قدراً من الحرص عليه، ما كان أحد يتوقعه، لإنقاذه من مصير محتوم توعده الجميع به نيفاً وثلاثة أعوام.

وأضاف، ما أن قضت مجاميع “داعش” على الجيش الحر في المناطق التي كان قد أخرج النظام منها، حتى برزت جهود تتسم بالغموض والسرية لإنقاذ أمرائها ومقاتليها، فأنقذ الأمريكيون الذين تذرّعوا بالحرب ضدها، لاحتلال نيف وأربعين ألف كيلومتر مربع من شمالي سوريا وشرقيها، بعض أمرائها، بشهادة روسيا التي تحدثت عن التقاط وحدة أمريكية مجوقلة أمراء داعشيين، بينهم أمير مالية التنيظم وأسرته، وفي حوزته صناديق مجهولة المحتوى.

ووصف سائقون سوريون، أُمِروا بنقل مقاتلي “التنظيم الإرهابي” من الرّقة إلى دير الزور، حجم ما حملوه من أسلحة متوسطة وثقيلة وذخائر، بالإضافة إلى 4500 مقاتل وامرأة وطفل، فكيف تمت عمليةٌ كهذه، احتاج تنفيذها 7 أيام، رتب كل شيء خلالها وكأن الرّقة لا تعيش حرباً، أو تتعرّض لقصف جهنمي من الطيران الأمريكي، أو يوجد اتفاق أمريكي/ روسي بعدم التعرّض لقافلتهم التي بلغ طولها نحو 7 كيلومترات، واجتازت قفاراً صحراوية، وكان فيها عدد كبير من الأجانب، يصحبهم واحد من أكبر أمراء التنظيم. كما نشرت وزارة دفاع روسيا صور قافلة عسكرية داعشية في طريقها من دير الزور إلى البوكمال، وأكدت أن واشنطن حمتها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى