موسكو تحدد خريطة الطريق للوصول إلى سوتشي

عواصم ـ وكالات

تتجه الأنظار بعد انتهاء جولتي أستانة وجنيف الثامنتين إلى سوتشي التي سرّعت موسكو من عجلة التحضيرات لها انطلاقاً من جولة أستانة الأخيرة التي تضمن بيانها الختامي تحديد موعد لعقده في نهاية الشهر المقبل، وذلك بالتزامن مع إطلاق خريطة طريق.

وتجاوزت الشروط الروسية التي حددتها للمشاركين في سوتشي العناوين السياسية التي طبعت السنوات الماضية، وأهمها تلك المستندة إلى مرجعية بيان جنيف1 وقرار مجلس الأمن رقم 2254 الذي يؤكد أولوية الانتقال السياسي على مسائل الدستور والانتخابات التي تم طرحهما من قبل المبعوث الأممي في جولة جنيف الأخيرة.

رئيس وفد روسيا إلى أستانة ومبعوث رئيسها إلى سوريا “ألكسندر لافرنتيف” أعلن أن على المشاركين في سوتشي القَبولَ ببقاء بشار الأسد في الحكم، ما فُسّر على أنه إلغاء لبيان الرياض2 الذي أكدت المعارضة من خلاله وجوب رحيل بشار الأسد مع بدء المرحلة الانتقالية.

وفي حين أعلن “لافرنتيف” أن مؤتمر سوتشي، الذي قد يضم 1500 شخص، سينظر في إجراء إصلاحات دستورية وانتخابات في سوريا بإشراف أممي؛ أوضح مسؤول روسي آخر هو نائب وزير الخارجية “ميخائيل بوغدانوف”، أنه سيتم خلال المؤتمر تشكيل لجنة دستورية تحصل على تفويض عام من الشعب، ولذلك سيكون هناك بين 1500 و 1700 مشارك”، مشيراً إلى أن” ممثلي الشعب بأسره يعدون مصدراً للتشريع حول جميع المسائل، بما في ذلك بدء إصلاح دستوري”.

وأضاف “بوغدانوف”، أنه “سيتم تشكيل مجموعات عمل خاصة، ويمكنها الاجتماع لاحقاً في جنيف”، داعياً “جميع المجموعات السورية للمشاركة في مؤتمر سوتشي”، مشيراً إلى أنه “يتم تشكيل القوائم بالتشاور مع تركيا وإيران”.

وتحدثت مصادر صحفية عن أن موسكو تدعم فكرة عقد أول اجتماع لـ اللجنة الدستورية في جنيف وبحثِ خيار الرئيس بوتين إقرار دستور جديد، تمهيداً لانتخابات برلمانية، كما أنها أبدت مرونة بعدم تحويل سوتشي إلى مسار متسلسل مماثل لـ عملية أستانة، خاصة بعدما أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” وواشنطن الجانب الروسي شرطين وهما: جلسة واحدة لمؤتمر سوتشي، وأن يكون داعماً لمسار جنيف.

وتتسلح روسيا بفرضها مؤتمر سوتشي الذي يؤيده النظام بمواقف دول ما كان يعرف بأصدقاء الشعب السوري خاصة الإقليمية منها، وفي هذا الصدد نقلت “نوفوستي” عن “ألكسندر لافرينتيف”، قولَه: “إن الكثير من الدول التي كانت تتخذ مواقف متشددة تجاه النظام أخذت تراجع وجهة نظرها مؤخراً”.

وبحسب “لافرينتيف”، فإن الكثيرين ولا سيما “ممثلي السعودية حاولوا بصدق مطلق خلال مؤتمر الرياض إعادة المعارضين إلى رشدهم وإقناعهم بعدم تضمين البيان النهائي عبارةَ أن بشار الأسد يجب أن يرحل، ولكن لم يتمكنوا من تحقيق ذلك.

وفد المعارضة الذي شارك في مفاوضات أستانة ألمح إلى إمكانية مشاركته في سوتشي بشرطِ الإفراجِ عن المعتقلين السياسيين كما قال رئيس الوفد أحمد طعمة إلا أن أصواتاً أخرى ترفض المشاركة.

عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني المعارض “فؤاد عليكو” عبّر في تصريحات خاصة لراديو الكل عن خشيته من أن يؤدي مؤتمر سوتشي إلى إحداث شرخ في صفوف المعارضة، مشيراً إلى أن المؤتمر أربك المشهد لدى المعارضة.

وقال “عليكو”: إن روسيا تتصدر المشهد السياسي الآن وتضع حلولاً بالاستناد إلى مفهوم المنتصر والمهزوم في ظل غياب مشروعات دولية للحل السياسي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى