ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

عواصم ـ وكالات

ليس من باب الاستسلام القول: إن سوريا تحتاج إلى منقذ، وليس من دواعي الضعف القول: إن مصيرها بات في عنق فلاديمير بوتين، فهذه هي الحقيقة كما يقول عزت صافي في الحياة اللندنية. وفي المستقبل اللبنانية كتب علي نون: اتهام روسيا للمعارضة السورية بـ«تخريب» مفاوضات جنيف يشبه اتهام بشار الأسد الأكراد بـ«الخيانة». وتتحدث صحيفة “لاكرويس” الفرنسية من جانبها عن التصريحات التي أدلى بها مؤخراً الرئيس الفرنسي، وقال فيها: إن الأسد عدو شعبه، أما عدو فرنسا فهو تنظيم داعش.

 

وفي صحيفة الحياة اللندنية كتب عزت صافي تحت عنوان “مصير سوريا في عنق بوتين”.. سوف يأتي يوم قريب أو بعيد، تنتهي فيه الحرب في سوريا وعليها، وتعود الجحافل الباقية من «داعش» وأمثالها من حيث أتت، لكن سوف يبقى في سوريا نظامها العسكري والسياسي والإداري، وسوف تبقى الجيوش الإيرانية وقياداتها وأنظمتها اللوجستية وأجهزتها الإعلامية وبعثاتها الدينية. أما الباقي الأكبر والدائم فهو الوصي على سوريا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومعه قاعدتان لأسلحة البحر، والجو، والبر، وجيش من نخب القيادات والعمليات والاستخبارات.

قد يقول الدفاع عن الرئيس بوتين: إنه حمى سوريا من السقوط، دولة، وشعباً، تحت سطوة «داعش» وفروعه من فرق ومنظمات إرهابية. لكن السوري الحر يرد بمنطق أصدق وأقوى، خلاصته وفحواه: لو أن الرئيس بوتين تخلّى عن النظام، بل لو أنه أمره بالانصياع لإرادة شعبه، والتنحي عن الرئاسة؛ لكان حفظ سلامة سوريا، كياناً وشعباً، ومقومات بلاد هي عبر الأزمنة والتاريخ، مهد حضارة، ومدنية، وعروبة، وموئل جهاد، وشهامة، وفداء… لو اتخذ الرئيس بوتين ذلك القرار؛ لكان ربح العالم العربي بأسره، ومعه احترام وتقدير العالم الأوسع. لكنه اختار أن يربح الأسد، ويخسر العالم العربي، ومعه المجتمعات والهيئات المدنية والثقافية التي تراقب وتتابع مبادرات الدول على مختلف الأصعدة والمستويات.

ويرى عزت صافي، أنه ليس من باب الاستسلام القول: إن سوريا تحتاج إلى منقذ، وليس من دواعي الضعف القول: إن مصير سوريا بات أمانة في عنق فلاديمير بوتين. فهذه هي الحقيقة، وهي مدعاة شرف للرئيس بوتين أن يفتح أمام سوريا باباً تطل منه على العالم بهالة من الأمن والسلام، فتستعيد دورها ومكانتها بين الدول والأمم. وحيث تكون الأمانة بوزن دولة، وكيان، وشعب، يكون لحاملها الشرف الكبير.

أما السؤال، أو التساؤل، عن «الديموقراطية» و «الوطنية» و «حرية» الرأي والقرار في الانتخاب على المستوى الرئاسي، وما دون، فهو من حواضر الخواطر.

 

وفي المستقبل اللبنانية كتب علي نون: اتهام روسيا للمعارضة السورية بـ«تخريب» مفاوضات جنيف يشبه اتهام بشار الأسد الأكراد بـ«الخيانة»، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ«دعم الإرهاب».. مثلما يشبه نعت بنيامين نتنياهو الأمم المتحدة بـ«أنها بيت الأكاذيب»، واعتراف دونالد ترامب بالقدس «عاصمة لإسرائيل» ثمّ توعّده بمعاقبة الدول التي ستصوّت ضدّ ذلك القرار في الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

وينسحب التشبيه المنسلّ من التخريف والدّال على مدى غرابة هذا الزمن ومقدار العبث الذي يحرّك أصحاب قرارات تتعلق بمصائر واستقرار وثروات شعوب وأمم، على حديث الجماعة الإيرانية المستدام عن «إنجازاتها» في بلاد العرب والمسلمين (وهي التي لم تحرّر شبراً واحداً من فلسطين) أو اتهامها السعودية بـ«دعم الإرهاب»، أو إظهارها التأسّي والتفجُّع على شعب اليمن المنكوب! أو حديث الجماعة الحوثية عن «المقاومة»؟!

في المأثور المتداول عموماً، ربطٌ مُحكم بين سريان القول والفعل على هوى صاحبه، وقلّة الذوق وانعدام الحياء. لكن يُضاف إلى هذه المثلبة، أن صاحب القول الوقح والفعل الشنيع، يستند إلى قوّة «متفرعنة» تأخذ مداها وكامل صداها تبعاً لحسابات لا علاقة لها تماماً، وفي المحصلة، بقدراته الذاتية بقدر ما هي وليدة مناورات وسياسات، كان يُفترض أن تكون مضادّة لكنها تمنّعت أو انكفأت أو تراخت بما سمح للخفيف أن يظهر ثقيلاً. والاستبدادي أن يبدو ديموقراطياً. والمخرِّب أن يبدو مُصلحاً. والمدمّر أن يبدو بنّاءً. والغشيم أن يبدو فيلسوفاً. والمتوحّش أن يبدو إنسانياً. والمتطرّف أن يبدو معتدلاً. وراعي الإرهاب أن يبدو محارباً ضدّه. والمتزمّت المنغلق أن يبدو ليبرالياً منفتحاً. والقاتل أن يبدو قتيلاً. والظالم أن يبدو مظلوماً. والجبان أن يبدو شجاعاً. والمذهبي أن يبدو إسلامياً. والساعي إلى الشرّ في الأرض أن يبدو داعياً ومبشّراً. والظلامي أن يبدو تنويرياً. وصاحب العلّة أن يبدو معالجاً. والمهرّج أن يبدو حكيماً. والغاصِب أن يبدو مُحرِّراً. والجائر أن يبدو عادلاً..

 

صحيفة “لاكرويس” الفرنسية تحدثت في مقال لها تحت عنوان “هل يجب الحديث مع بشار الأسد بخصوص مستقبل سوريا؟” وعن التصريحات التي أدلى بها مؤخراً الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقال فيها: إن الأسد عدو شعبه، أما عدو فرنسا فهو تنظيم داعش، وبشار الأسد محمي من إيران وروسيا .

ونقلت الصحيفة عن زياد ماجد، الاختصاصي بالعلوم السياسية، والأستاذ في الجامعة الأمريكية في باريس، قوله تعليقاً على تصريحات ماكرون: إن الحديث مع بشار الأسد جارٍ منذ العام 2012؛ فالعملية التي تُدار في جنيف برعاية الأمم المتحدة تتضمن حواراً مع النظام.

وأضاف، أن مجرد القول: إن “بشار سيكون هنا”، لأنه “محمي”، يكشف عن منطق معاكس للقانون الدولي، ويعتبر أن القانون السائد هو قانون الأقوى. ويتناقض هذا القول مع جميع القيم التي تدّعي فرنسا الدفاع عنها في العالم، فهل يتوجب علينا العمل مع بشار الأسد، تحت ذريعة الاحتلال العسكري للروس والإيرانيين لسوريا؟

وقال: يعدّ قول إيمانويل ماكرون “بشار عدو الشعب السوري، أما عدوي فهو (داعش)”، صادماً؛ لأنه يعني أن محاصرة بشار شعبَه وتجويعه، وارتكابه جرائم ضد الإنسانية، ذُكرت في تقارير هيئة الأمم المتحدة، ليس ذلك من شأن فرنسا. تطرد تلك الرسالة الشعب السوري من المجتمع الدولي، ومن حماية القانون الدولي، كما أنها تعني أيضاً أنه طالما تم ذلك في مكان ليس بالقريب، فلا بأس من ارتكاب المجازر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى