ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

عواصم ـ وكالات

يسير فلاديمير بوتين على شاطئ سوتشي مستمتعاً بالقوة التي منحته هذا الحضور، مرسّخاً قاعدةً سياسيةً تقليديةً بأن الإمبراطوريات بحاجة إلى التضحيات لكي تستمر، وليس إلى حسابات الربح والخسارة، كما تفعل واشنطن الآن مع حلفائها قبل خصومها كما يقول مصطفى فحص في الشرق الأوسط اللندنية. وفي الحياة كتب أكرم البني حول أهمية امتلاك الشجاعة للاعتراف بهزيمة الثورة. في حين ترى واشنطن بوست أن الأسد سيرحل قريباً.

وفي الشرق الأوسط كتب مصطفى فحص تحت عنوان “سوتشي نهاية مسارات وبداية أخرى”.. إن الحرب السورية لم تنته بعد، لكن موسكو مصرّة على إنهاء الفصل الأول منها – على الأرجح – منتصرة، وهو انتصار يعوّل عليه شخصياً سيد الكرملين بوصفه ورقةً يستثمرها في الداخل ضد معارضيه على رغم قلتهم، وخارجياً في مواجهة خصومه التقليديين على رغم تراجعهم.

وأضاف فحص، أنه من أجل كلّ ذلك فقد عملت آلة الحرب الروسية بكل طاقتها منذ سنتين بهدف تفصيل الانتصار وفقاً للمقاسات التي حدّدها القيصر، آخذين بعين الاعتبار، أثناء القيام بواجبهم الاستراتيجي، أن مقاسات الحلّ في مجلس الأمن وجولات جنيف وحتى أستانة لم تعدْ تليق بالهيبة الروسية، لذلك فالمطلوب استسلام جميع الأطراف المحليين، والإقليميين، والدوليين وحتى واشنطن للإرادة الروسية، التي تريد أن تفرض بالقوة نظام الأسد على الشعب السوري.

وقال فحص: إن فلاديمير بوتين يريد من سوتشي تأكيد أن المقيم في قصر المهاجرين لم يزلْ رئيساً لسوريا، وسيبقى أمداً بعيداً، وبأن قتله لهذه الأعداد الهائلة وتشريده أكثر من تسعة ملايين آخرين، لا يخوّل الداخل ولا الخارج المطالبة برحيله، فالأسد الذي تحول إلى بيدق في رقعة الشّطرنج الروسية لم يعدْ بقاؤه في مكانه رمزاً لانتصار آلة الحرب الروسية والإيرانية فقط، بل أصبح الحفاظ عليه في منصبه وحمايته من جميع القرارات الدولية، وتدمير خصومه، هو السلوك الذي تعمل به روسيا، في سبيل تعويم الرئيس بوتين في المحافل الدولية، بصفته القائد الذي استعاد هيبة الدولة الكبرى من خلال القوة التي أعفته من أيّ التزامات.

وختم بقوله: يسير فلاديمير بوتين على شاطئ سوتشي مستمتعاً بالقوة التي منحته هذا الحضور، مرسّخاً قاعدةً سياسيةً تقليديةً بأن الإمبراطوريات بحاجة إلى التضحيات لكي تستمر، وليس إلى حسابات الربح والخسارة، كما تفعل واشنطن الآن مع حلفائها قبل خصومها.

وفي الحياة اللندنية كتب أكرم البني تحت عنوان “عام جديد وملامح جديدة في المشهد السياسي”.. إنه كان لسوريا القسط الأسوأ والأكثر إيلاماً من المشهد، والذي لا يقتصر على حالة الخراب وأعداد الضحايا والمعتقلين والمفقودين والمشردين المفتوحة على المزيد من التأزم والغموض والمعاناة، أو على استمرار الاستباحة غير المسبوقة لوطن، استسهلت أطراف دولية وإقليمية ومحلية، تخريبه وتوظيفه ورقةً لتحسين الموقع واستنزاف الآخر.

وأضاف، أنه على رغم تواتر المؤتمرات والمفاوضات من جنيف إلى أستانة إلى سوتشي، هناك استحالة في تحقيق تسوية سياسية، مستقرة ومتوازنة، في ظلّ تعدد وتضارب مصالح الأطراف المؤثرة بالصراع السوري، مع شجاعة الاعتراف بالهزيمة التي منيت بها ثورة السوريين وشعارات الحرية والكرامة.

وقال: إن هذا الاعتراف هو عتبة لا غنى عنها للوقوف نقدياً على حقيقة ما جرى واستخلاص العبر والدروس، بما في ذلك تحمل المسؤولية، بعيداً عن ادعاءات المزايدين وأوهامهم، لتغذية الأسباب التي دعت الشعب السوريّ للانتفاض والثورة، ولتوسل مختلف أشكال التعاضد الإنسانيّ والتواصل السياسيّ والثقافيّ مع المنكوبين، لإبقاء روح الأمل بالتغيير الديموقراطيّ متّقدة، ولمحاصرة قوى الاستبداد والعدوان وتعرية ارتكاباتها، ما يفوّت، في هذا الظرف المهين، على «المنتصرين» أو من يدّعون الانتصار؛ الفرصة لتعميق هذه الهزيمة وتكريس تداعياتها المريرة.

صحيفة واشنطن بوست توقعت أن تتم الإطاحة برأس النظام بشار الأسد قريباً؛ لأن مستقبل سوريا كما تقول يعتمد على رحيله.

وقالت: إن العديد محلياً ودولياً يرغبون في رحيل بشار الأسد، ومن المتوقع الإطاحة به في المستقبل القريب؛ لكنّه تمكّن من البقاء على قيد الحياة بالرغم من كل ما مرّت به سوريا في الاقتتالات الماضية.

وأضافت: تراجعت الأنشطة العسكرية الكبرى ويسيطر بشار حالياً على المناطق الرئيسة في سوريا التي خضعت لسيطرة تنظيم داعش، لكنه ينتظر مزيداً من سفك الدماء إذا حاول استعادة السيطرة على مناطق المعارضة، مثل إدلب.

من جانبها نشرت صحيفة الغارديان مقالاً للكاتب ديفيد نوت تحت عنوان “أطفال سوريا الذين يموتون بسبب السرطان يحتاجون أكثر من كلمات العطف”.

وقال الكاتب نوت: “في الوقت الذين ينشغل فيه العالم بكوريا الشمالية وقضايا الضرائب وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؛ 7 أطفال مصابون بالسرطان يموتون بسبب نقص العلاج والتغذية”.

وأشار إلى أن 175 طفلاً آخرين يحتاجون إلى العلاج ولا يجدونه في الغوطة، التي يعاني سكانها من الحصار والتجويع منذ 4 سنوات، وقال: إنّ مستشفيات اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية السورية “جثتْ على ركبها” من قلة الأدوية في الغوطة وكلمات العطف لوفاة الأطفال بينما لا يتوافر من العلاج سوى المسكّنات.

يأتي هذا في الوقت الذي قال فيه مستشارون بريطانيون: إن بشار الأسد يدرس مناشدات دوليةً لإجلاء الأطفال الـ 7 المصابين بالسرطان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى