هيئة التفاوض ترفض سوتشي واتجاه روسي لتبني مقترحات ديمستورا

عواصم ـ راديو الكل

انضمت هيئة التفاوض إلى نحو 40 فصيلاً عسكرياً في إعلان رفضها مقترح موسكو المشاركة في مؤتمر سوتشي، في وقت يزداد الحديث فيه عن اتجاه في سوتشي إلى تبني مسار تسوية يعتمد على مقترحات ديمستورا وبضمانات المظلة الأممية فقط وليس تحت إشرافها.

وقال المتحدث باسم هيئة التفاوض “يحيى العريضي”، في تصريح لوكالة سبوتنيك: إن لقاء سوتشي، صُنع “لمن يقبل بالأسد ونظامه” فقط، وعندما تصر موسكو على رفض طلبنا برحيل الأسد، فإنها بذلك تفرغ مؤتمرها من مضمونه، وتتجاوز القرارات ذات الصلة بالقضية السورية.

وانتقد “قدري جميل” رئيس منصة موسكو التي دخلت مؤخراً في هيئة التفاوضات تصريحاتِ “العريضي”، وقال: إن العريضي بهذه التصريحات لا يعبر عملياً عن موقف وفد الهيئة من المؤتمر.

وأضاف، أن وفد هيئة التفاوض للمعارضة السورية لم يتخذ بعد قراراً برفض أو قبول المشاركة في مؤتمر سوتشي، ذاكراً أن الهيئة تنتظر استجلاء الوضع.

من جانبه أكد رئيس هيئة التفاوض “نصر الحريري” خلال اجتماع عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع قياديين في محافظة درعا، أن “المعلومات الواردة عن مؤتمر سوتشي كارثية”، مضيفاً أن روسيا من خلال هذا المؤتمر تريد أن تكلل أفعالها على الصعيد العسكري بمنجز سياسي على طريقتها.

وشدد “الحريري”، على أن المعارضة السورية ستمضي في تطبيق بيان جنيف والقرارات الدولية ذات الصلة وعلى رأسها القرار 2254، مشيراً إلى أن تحقيق الانتقال السياسي الذي ورد في تلك القرارات هو الحل الوحيد لإنقاذ سوريا.

ولفت، إلى أن مشاركة هيئة التفاوض في جنيف، مفيدة للثورة السورية وللشعب السوري، وقال: “على الرغم من عدم الخروج بنتائج من تلك المفاوضات في الوقت الحالي، فإن المشاركة جيدة لفضح النظام وكشف جرائمه أمام المجتمع الدولي.

وقال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني “عقاب يحيى”: إن المسؤولين الروس وضعوا الشروط على المعارضة السورية قبل أن يعلنوا أجندة مؤتمر «سوتشي»، مشيراً إلى أن ذلك يضع العديد من إشارات الاستفهام على ذلك المؤتمر، إضافة إلى الدور السلبي لموسكو في دفع العملية السياسية نحو الأمام.

وأعلن نحو 40 فصيلاً سورياً معارضاً في بيان “رفضهم المطلق لمؤتمر سوتشي ولمحاولات روسيا الالتفاف على مسار جنيف”، من بينهم جيش الإسلام، وحركة أحرار الشام، ولواء المعتصم الناشط في شمالي حلب.

وقال القيادي في “لواء المعتصم” مصطفى سيجاري لوكالة فرانس برس: “في البداية قلنا: إنه من يريد أن يلعب دور الوساطة والضامن في المسألة السورية، يجب أن يتمتع بالحيادية والإنصاف والصدق في دعم الانتقال السياسي، وهذا ما لا يتحقق في الجانب الروسي”. وأضاف: “هم شركاء في قتل الشعب السوري وداعمون لإرهاب بشار الأسد”.

وأعلن النظام دعمه لمؤتمر سوتشي، في حين انتقد مراراً سير المفاوضات برعاية الأمم المتحدة في جنيف. وشكّل مصير الأسد العقبة التي اصطدمت بها المفاوضات في جنيف، إذ تطالب المعارضة برحيله مع بدء المرحلة الانتقالية.

وأعلنت أحزاب الإدارة الذاتية الكردية في شمالي سوريا بدورها تأييدها لانعقاد مؤتمر سوتشي، مؤكدة “حقها” في المشاركة فيه.

ومنذ انطلاق مسار جنيف في العام 2014، لم يتلق الأكراد أي دعوة الى المشاركة في المحادثات، كما جرى استثناؤهم عن المشاركة في محادثات أستانة، التي ترعاها روسيا وإيران وتركيا.

وتعارض تركيا مشاركة الوحدات الكردية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني الإرهابي، في حين تحدثت المصادر الروسية عن أن الأكراد سيكونون ممثلين في مؤتمر سوتشي بشخصيات حيادية لا تنتمي إلى أحزاب سياسية.

وقال وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” خلال لقائه مع رئيس تيار الغد السوري “أحمد الجربا”: “إن موسكو ترى دعماً واسعاً لمؤتمر سوتشي من السوريين أنفسهم وزعماء القبائل”.

وأشار، إلى دعوة المعارضةِ السورية المشاركةِ في مفاوضات جنيف إلى مؤتمر سوتشي، مؤكداً أن هدف المؤتمر هو إرساء الأسس لإطلاق إصلاح دستوري في سوريا.

واستغرب المتحدث باسم تيار الغد “منذر آقبيق” رفض المعارضة المشاركة في المؤتمر، لافتاً إلى أن “الغياب على العكس سيعطي مبرراً للأسد للتهرب من استحقاقات ما يفرضه الحل السياسي عليه، وهو ما يريده ليلقي الكرة بملعب المعارضة، ويواصل اقتراف جرائمه”.

وقبل نحو أسبوع، أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا “ألكسندر لافرنتييف”، أن نحو 1500 ممثل عن المعارضة السورية في الداخل والخارج والفصائل المسلحة سيشاركون في المؤتمر الذي سيتمحور حول مسائل إصلاح دستوري وإجراء انتخابات بإشراف أممي، وهو ما كان اقترحه المبعوث الأممي “ستيفان ديمستورا” في جولة جنيف الأخيرة.

ورأت مصادر مطلعة، أن الاتجاه يميل الآن إلى تبني مسار حل وتسوية، يعتمد على مقترح “ديمستورا”، لكن ليس تحت إشرافه، أو في جنيف، بل بضمانات المظلة الأممية فقط.

وصعد النظام عسكرياً بدعم من ميلشيات إيران والطيران الحربي الروسي في كل من الغوطة الشرقية وأرياف القنيطرة وحماة واللاذقية بهدف الضغط على الفصائل العسكرية للذهاب إلى مؤتمر سوتشي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى