ملفات القضية السورية في الصحف العربية والدولية

للاستماع

عواصم ـ وكالات

هل النصرة التي يعد الوزير الروسي سيرغي لافروف بالقضاء عليها بعد داعش هي عرض أم مرض؟ يتساءل مشاري الذايدي في الشرق الأوسط اللندنية ويطرح سؤالاً آخر في معرض مقال له حول تفجير سان بطرسبورغ الأخير ويقول: هل يضيّع الروسي بيسراه ما كسبه بيمناه من خلال مقاربة فقيرة للقضية السورية. وفي صحيفة الحياة مقال لرضوان زيادة يقول فيه: إن مؤتمر سوتشي لن يكون نهايةً للصراع في سوريا. ونشرت صحيفة يني شفق التركية من جانبها تقريراً تحت عنوان “تركيا لن تكتفي بعفرين”.

وفي الشرق الأوسط كتب مشاري الذايدي تحت عنوان “هل هزم بوتين الإرهاب؟”.. إنه على رغم التحذير الأمريكي الذي مرّره الرئيس ترمب، وأشاد به الرئيس الروسي بوتين في حينه، عن التحضير لهجوم إرهابيّ بعاصمة الثقافة والتاريخ الروسية، سان بطرسبورغ، منتصف ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وقع هجوم إرهابيّ بمتجر من متاجر المدينة أسقط عشرات الجرحى، في خضم الاستعداد لاحتفالات رأس السنة.

بوتين كان أثناء ذلك يكرّم العسكريين الروس الذين يعتقد أنهم جلبوا النصر لروسيا العظمى. وقال بوتين مستهلاً مراسم توزيع أوسمة على العسكريين الروس: إن «روسيا قدمت مساهمةً حيويةً في هزيمة قوى الإجرام التي تحدّت الحضارة برمتها، وفي تدمير جيش إرهابيّ وديكتاتورية همجية».

غير أنه عاد إلى أرض الواقع، على وقع «الجريمة» التي راح ضحيتها الأبرياء في سان بطرسبورغ، وردّ غاضباً: «يجب التحرك بحزم وعدم القيام بالاعتقال، بل بتصفية اللصوص في الحال».

الواقع المرّ رسم لوحته الكئيبة مدير جهاز الاستخبارات الروسي ألكسندر بورتنيكوف الذي أشار إلى معلومة خطيرة هي أن «نحو 4500 مواطن روسي غادروا البلاد للقتال إلى جانب الإرهابيين».

كثير من أعضاء «داعش» وغيره من الجماعات التكفيرية الإرهابية بسوريا هم من مواطني الجمهوريات الروسية أو التي كانت تابعةً لروسيا، شيشان وداغستانيون وغيرهم، ولـ«شام شريف» في ذاك الخيال الجمعيّ لمسلمي القوقاز مكانة وجدانية خاصة.

الدخول الروسي – شاء سيد الكرملين أم لا – في سوريا، ينظر إليه، وفق ذاك الوجدان العام، ومعه طبعاً كثير من الشعب السوري الرافض لنظام بشار وأحلافه من المعسكر الخميني، على أنه انحياز صارخ للشيعة ضد السنّة.

تتفق أو تختلف مع هذه النظرة المخيفة في بساطتها ومباشرتها، غير أن هذا هو واقع الحال.

روسيا ليست جديدة على مواجهة السلاح الإرهابيّ المغموس بصيحات الدين والانتقام، فقط في سنة 2017 التي تغادر، لدينا تفجير الثالث من أبريل (نيسان) في مترو سان بطرسبورغ الذي أوقع 15 قتيلاً وعشرات الجرحى، والذي أعلن تنظيم القاعدة السوري مسؤوليته عنه، وأن الهجوم الذي نفذه شاب قرقيزي هو «رسالة إلى البلاد المنخرطة في الحرب ضد المسلمين».

نعم، كلّ عاقل وصاحب ضمير لا بد أن يدعم السعي الروسيّ لسحق القتلة في «داعش» وشبكات «القاعدة»، لأن هؤلاء معادن للجريمة والضلال، ضد الإنسانية جمعاء، غير أن الرؤية التي تسيّر هذه المجنزرات والطائرات والصواريخ الروسية، هي موضع الخلاف، والخطورة في آن معاً.

هل يضيّع الروسيّ بيسراه ما كسبه بيمناه من خلال هذه المقاربة الجلفة الفقيرة للمشكلة السورية؟

والسؤال الآخر: هل «داعش»، و«النصرة» التي يعد الوزير الثلجي لافروف بالقضاء عليها بعد «داعش»، عرض أم مرض؟

سوريا تستحق مستقبلاً أفضل من دبابات بوتين وميلشيات خامنئي وبراميل بشار وخناجر «داعش» وقنابل «القاعدة».

في الحياة اللندنية كتب رضوان زيادة تحت عنوان “السوريون ومؤتمر سوتشي”.. يبدو أنّ روسيا مصرة في أيّ شكل من الأشكال على إفشال مفاوضات جنيف من أجل بثّ الروح في محادثات أستانة التي ترعاها هناك بالتعاون مع تركيا وإيران.

لقد بدا واضحاً أن روسيا تفكر في ما بعد الحرب في سوريا وبالعوائد الاقتصادية التي يمكن أن تجنيها كما أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي في زيارته الأخيرة إلى سوريا.

وأضاف: على روسيا أن تضع في ذهنها دوماً وهي تعدّ لمؤتمر سوتشي أنه لن يكون نهاية الأزمة السورية، ولن يتمكن اللاجئون السوريون من العودة إلى وطنهم ما دام بشار الأسد في الحكم، وجميع التغييرات في المواقف الدولية لن تغير حقيقة أن نظام الحكم الذي فرضه الأسد لن يقنع السوريين بالعودة إليه أو بأن جميع التضحيات التي بذلوها على مدى السنوات الـ 7 الماضية ستعود بهم إلى شكل نظام الحكم نفسه في القتل والتعذيب والاضطهاد.

وتحت عنوان “أنقرة لن تكتفي بعفرين” كتبت صحيفة يني شفق التركية.. لن تقتصر مكافحة الجيش التركي للإرهاب في سوريا على حدود عفرين شماليّ حلب فقط، فمن المتوقع عمليات مشتركة مع فرقة “محمدون التركية” والجيش السوريّ الحر، تمتدّ لـ (170 كم) في المنطقة.

وكشفت الصحيفة، أن تركيا أرسلت إلى سوريا 20 ألف جندي، بالإضافة إلى 15 ألف جندي منتم للجيش السوري الحر، وتهدف عمليات قوات الجيش التركي بمشاركة الجيش السوري الحر، إلى توفير الأمن على مساحة 4500 كيلومتر في المنطقة، بحسب تعبيرها.

وتحاول روسيا الضغط لإخراج الأذرع العسكرية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي “بي يي دي” من عفرين وتل رفعت، لكي تسلم عفرين للنظام بحكم وجود قواعدها العسكرية بها، إلا أن الحزب يرفض تسليم المنطقة، بحسب ما ذكرت الصحيفة.

وتمركزت القوات التركية في نقاط استراتيجية عدة في محيط مدينة عفرين، منذ دخولها إلى الأراضي السوري في الثاني عشر من تشرين الأول / أكتوبر الماضي، تنفيذاً لاتفاق خفض التصعيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى