ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع:

إنشاء 3 مناطق آمنة في الأراضي السورية هو ما تسعى إليه الولايات المتحدة بحسب مقال لمصطفى زين في صحيفة الحياة اللندنية. وفي صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية مقال يتحدث عن أن إقدام الإدارة الأمريكية على إمداد حلفائها في سوريا بأسلحة يعني تدبير حرب جديدة ضد نظام الأسد. وفي الشرق الأوسط تحدث سلمان الدوسري في مقال له تحت عنوان “الربيع الإيراني رهان داخلي ودولي” عن المظاهرات الإيرانية المستمرة منذ 4 أيام.

في الحياة اللندنية كتب مصطفى زين تحت عنوان “وصفة أمريكية جديدة لتقسيم سوريا”.. لم يكن إفشال مؤتمر سوتشي الذي تعوّل عليه موسكو كثيراً سوى محاولة من واشنطن لتطبيق خطتها، بالتعاون مع الحلفاء، وعدم السماح لبوتين بالتفرد في الحل.

وأضاف أن الولايات المتحدة تراهن على أن ضعف روسيا اقتصادياً سيدفعها في نهاية المطاف إلى الخضوع وتقديم تنازلات، وإلى التوقف عن اعتبار الوجود العسكريّ الأمريكيّ والتركيّ غير شرعي، وبذلك القبول بالقواعد العسكرية الأمريكية في الشمال، مقابل قاعدة طرطوس، وتقاسم النفوذ في سوريا المقسمة إلى أقاليم ومحافظات و «مكونات» تتكفل «الجيوش» بالدفاع عنها، بدعم «دوليّ» وإقليمي.

وأشار زين إلى أن مؤسسة راند والتي هي من أهم مراكز الأبحاث الأمريكية المتعاونة مع الجيش نشرت دراسةً تحت عنوان “خطة سلام من أجل سوريا” يبدو أن إدارة ترامب تعتمدها حرفياً.

وقال: إن الدراسة تحرص على تجذير نفوذ واشنطن في سوريا، آخذةً في الاعتبار استمرار وجود النظام، بعد إضعافه في معظم المناطق من خلال تشكيل إدارات محلية تتمتع بحكم ذاتي، لكل منها سلطاتها المستقلة عن دمشق في ما يشبه الاتحاد الكونفيدرالي، والحد من النفوذ الروسي والإيراني، من خلال وجود دائم للقوات الأمريكية والحليفة، بموافقة الأمم المتحدة و«رقابتها». ويمكن تلخيص دراسة «راند» بالنّقاط الآتية:

– إنشاء 3 مناطق آمنة في الأراضي السورية: واحدة للعلويين تمتدّ على طول الساحل حتى الحدود اللبنانية، وأخرى للأكراد في الشمال (تضمن واشنطن عدم تشكيلها خطراً على تركيا). وثالثة للمعارضة في كل من حلب وما حولها، ودرعا وما حولها.

وهناك – منطقة حرب إذا لم تنسحب داعش أو تهزم فيها، على أن تتولّاها قوًى دولية.

– الاتفاق على صيغة لامركزية لحكم سوريا، وتسيير شؤون مناطقها، ولاسيّما في الرقة التي ستكون تحت إشراف دوليّ بعد طرد «داعش».

– البدء بمفاوضات بين جميع القوى المحلية والإقليمية تمهّد لإصلاح سياسي.

وأضاف، أن الدراسة تأخذ في الاعتبار عدم التوافق على رئيس واحد لسوريا أو على حدود هذه المناطق الآمنة، فتقترح تأجيل عملية الانتقال السياسيّ الشامل، إلى حين التوصل إلى اتفاق.

من جانبها قالت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا”: إن إقدام الإدارة الأمريكية على إمداد حلفائها في سوريا بأسلحة يعني تدبير حرب جديدة ضد نظام الأسد.

ونقلت الصحيفة عن مصادر عربية وكردية قولها: إن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وافق على خطة إرسال أسلحة متطورة إلى “قوات سوريا الديمقراطية” التي تشكل “وحدات حماية الشعب الكردية” عمودها الفقري، وجاء ذلك بعد توقيع ترمب لقائمة أسلحة بقيمة 393 مليون دولار أمريكي سيتم إرسالها إلى سوريا في العام المقبل 2018 على رغم معارضة تركيا بشدة.

وستصل المساعدات الأمريكية أيضاً وفق مصادر إعلامية إلى مجموعات “المعارضة المعتدلة” بما فيها الجيش السوريّ الحر، التي أعلنت أنها لن تشارك في “مؤتمر الحوار الوطني السوري” في سوتشي الذي دعت إليه موسكو.

وإجمالاً سيبلغ عدد عناصر مجموعات المعارضة (السورية)، الموالية لأمريكا في العام المقبل أكثر من 30 ألف مسلح.

وشددت الصحيفة الروسية على أن هذا جيش كامل، قادر على شن حرب كبيرة على نظام الأسد.

وبحسب صحيفة “حرييت ديلي نيوز” التركية، فإن القائمة التي وقّعها ترامب تضمنت 12000 بندقية فردية بقيمة 6.3 مليون دولار، و 6000 رشاش بقيمة 20.3 مليون.

وخلال الشهر الجاري طالبت روسيا، الولايات المتحدة بالانسحاب من سوريا، معتبرة أن وجودها ليس قانونياً، لأنه تم من دون رغبة النظام، على العكس من الوجود الروسي الذي حصل بعد تلقي روسيا دعوة رسمية من نظام الأسد، وتشدد موسكو على أن سبب الوجود الأمريكي في سوريا قد انتهى بإعلانها القضاء على تنظيم داعش فيها، وهو ما ينفيه البنتاغون مؤكداً أن التنظيم مازال يسيطر على مناطق في سوريا.

في الشرق الأوسط كتب سلمان الدوسري تحت عنوان “الربيع الإيرانيّ رهان داخليّ ودولي”.. إن أكثر ما يلفت النظر في المظاهرات التي اندلعت في إيران هي قدرة المتظاهرين على الخروج بهذه الأعداد الضخمة وإطلاق الشعارات المعبرة عن حالة سخط واسعة بين المواطنين، على رغم أن بلادهم تحجب أكبر وأهمّ مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها «فيسبوك» و«تويتر» و«يوتيوب»، حيث يقتصر استخدام تلك المواقع على القادة السياسيين الذين دشّنوا خلال السنوات الماضية حضورهم الإلكتروني، ولذا فإن هذا الخروج العفوي من دون تنسيق مسبق دلالة على أن الشارع الإيرانيّ لم يعد لديه ما يخسره، حتى وهو يعلم الثمن المرتفع لمثل هذا الاعتراض على سياسات النظام، فلا يزال المئات ممن تمّ اعتقالهم إبان الثورة الخضراء أسرى سجون النظام.

وأضاف: ربما من المبكر الحكم على تأثير هذه المظاهرات وتصاعدها في بنية النظام الإيراني، فهي لا تزال في مهدها، إلا أن احتمالات اندلاع «الربيع الإيراني» تحولت إلى رهان إيرانيّ وإقليميّ ودولي، قد يتأخر قليلاً لكنه سيحضر في نهاية المطاف، فمن المستحيل أن تستمرّ الثورة في هيئة دولة مهما طال الزمن، ومن يزرع الفوضى فلا بدّ أنه يوماً سيجني الدمار.

عواصم ـ وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى