ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

عواصم ـ وكالات

مثلما جرى حرق البشر والشجر والحجر لأجل بقاء بشار الأسد كذلك جرى ويجري حرق وتدمير المفاهيم، حيث يصير الاحتلال الروسي في سوريا مجرد تدخل عسكري، ثم يتحول المحتلّ إلى راع لعملية السلام، كما يقول مصطفى علوش في صحيفة الحياة اللندنية. وفي الشرق الأوسط نشر إياد أبو شقرا مقالاً تحت عنوان “إيران تستحق نظاماً آخر”. ومن جانبها نشرت صحيفة تلغراف البريطانية مقالاً تحت عنوان “حان وقت التحقيق في تصرفات الأسد”.

وفي الحياة اللندنية كتب مصطفى علوش تحت عنوان “الركض وراء دستور على مقاس الأسد”.. مثلما جرى حرق البشر والشجر والحجر لأجل بقاء الرئيس، كذلك جرى ويجري حرق وتدمير المفاهيم، حيث يصير الاحتلال الروسيّ في سوريا مجرد تدخل عسكري، ثم يتحول المحتلّ إلى راع لعملية السلام، وبدل جنيف والقرارات الدولية صارت عندنا أستانة وسوتشي المقبلة.

وأضاف: لعب وتلاعب إعلاميّ وسياسيّ في كل شيء، وهو يشبه التلاعب الذي حدث في صياغة دستور 2012 حيث صيغ كامل الدستور على مقاس بشار الأسد وكان أكثر من 70% من موادّه هي صلاحيات للرئيس، والآن يريد الروس تسويق الدستور الروسيّ عبر مؤتمر سوتشي، ليحلّ محلّ بلد بلا دستور منذ عام 1963.

وقال: لا توجد مسخرة سياسية تعلو ما يحدث، لقد كتب محمد الماغوط مرة عن الدستور الذي أكله الحمار، وضحك كثيرون. أما الآن فالسوريون بات نصفهم في بلاد اللجوء والنزوح، ولا يزال يطلّ علينا وجه بوتين البارد كالموت ليقول: إن مؤتمر سوتشي هو من أجل الحوار السوري- السوري.

في الشرق الأوسط كتب إياد أبو شقرا تحت عنوان “إيران تستحق نظاماً آخر”.. إن تجارب الماضي القريب في الشرق الأوسط علّمتنا أنه من السذاجة توقّع حدوث التغيير السياسيّ لمجرد أن الشارع أعلن رفضه ممارسات نظام شموليّ – أمني. وفي غير حالة، قبل ما عرف بالربيع العربي وبعده، لم تستطع عين الشعب أن تقاوم مخرز القمع الدموي الذي أتقنت أنظمة من هذا النوع استخدامه، حيث تدعو الحاجة.

وأضاف: لا جديد في أن تنتفض إيران ضد حاكميها لكن ما هو غير مسبوق منذ «الثورة الخمينية» عام ألف وتسعمئة وتسعة وسبعين هو أن «الشرعية» المذهبية التي ادّعتها الحركة الخمينية لنفسها، وتستّرت بها على أطماعها القومية ومشروعها الإقليمي، سقطت في عاصمتي الخمينية مشهد وقم.

الهتافات والشعارات التي رفعت تحديداً في المدينتين الشيعيتين «المقدّستين» في إيران تسحبان عن وجه النظام الخميني وأداة سلطته الحقيقية؛ أي: الحرس الثوري، آخر أقنعة «شرعية» زائفة سبق لها أن تجاوزت منذ 1979 جميع اعتبارات الوفاق الداخليّ وحسن الجوار الإقليمي.

مخططو النظام وحرسه الثوري، وأبواق اللوبي الذي أسّس في العواصم الغربية – ولاسيما في واشنطن – تحدثوا مراراً عن أنّ في صميم مصلحة إيران خوض معارك صعودها بوصفها قوة إقليمية وعالمية خارج أراضيها. وقال بعضهم: إن التقاعس عن الهيمنة على بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء سيعني مواجهة إيران أعداءها داخل مدنها.

ولكنّ السّواد الأعظم من الشعب الإيراني أناس عاديون تؤرّقهم همومهم اليومية، إنهم يريدون أن يعيشوا بكرامة، وأن يضمنوا رزق عائلاتهم وتأمينها من غوائل الفقر والجوع والمرض، وهؤلاء لا يقاسمون بالضرورة «استراتيجيّي» النظام وعملاءه مشروعاتهم القاتلة الباهظة الكلفة. اختصاراً… الشعب الإيراني يستحق نظاماً آخر!

من جانبها كتبت صحيفة تلغراف تحت عنوان “حان وقت التحقيق في تصرفات الأسد”.. إن الحرب ضد تنظيم داعش لم تنته بعد بالرغم من النجاحات العسكرية التي سجّلت ضده.

وأشارت الصحيفة، إلى ما قاله اللواء “فيليكس جيدني” نائب قائد الاستراتيجية والدعم بـ التحالف الدولي ضد تنظيم داعش: إن مقاتلي التنظيم يبدو أنهم يتحركون بحرية “من دون عقاب” عبر الأراضي التي يسيطر عليها النظام مما يستحيل معه على القوات التي تقودها الولايات المتحدة مهاجمتهم.

وأضافت الصحيفة: لا يمكن لقادة الغرب أن يغيّروا المسار حتى يتمّ دحر التنظيم، وإذا كان اللواء “جيدني” محقاً، فقد يتطلب ذلك التحقيق في تصرفات نظام بشار الأسد الذي تسامح معه الغرب فقط لمتابعة الهدف الاستراتيجيّ المتمثل في تدمير التنظيم واستعادة النظام بهذا البلد المبتلى.

وألمحت الصحيفة، إلى أن تقديم تقارير عن مناطق الحروب قد أصبح أكثر صعوبة بشكل مطرد في العقد الماضي، حيث تعدّ الجهات الفاعلة غير الحكومية -ولاسيما “المتعصبون دينياً”- الصّحفيين عملاء للغرب ومن ثمّ يقتلونهم.

وأضافت، أن الحرب ضد “الإرهابيين” عمل قذر، لكنها لا تزال صراعاً يجد الغرب أنه من المستحيل أن يهرب منه. ومن الواضح أن الناخبين في الغرب يشعرون بالقلق من تكرار أخطاء حرب العراق، ومع ذلك فإن هذه الهجمات التي يقوم بها تنظيم داعش في الدول الغربية تذكير بأن هذه حرب بلا حدود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى