ملفات القضية السورية في الصحف العربية

للاستماع

عواصم ـ وكالات

يعول الرئيس فلاديمير بوتين على تحويل سوتشي إلى قاعدة ثالثة بعد قاعدتي حميميم وطرطوس للإطباق على سوريا نهائياً والاستئثار بها كما يقول جورج سمعان في الحياة اللندنية. وفي الشرق الأوسط كتب غسان الإمام عن المظاهرات في إيران وهدف نظامها الاستراتيجي في الاستيطان العسكري في سوريا. وتحدث صالح القلاب بدوره في الجريدة الكويتية عن تطورات الأوضاع في إيران متوقعاً استمرار المظاهرات فيها حتى لو حاول النظام إخمادها.

وفي الحياة اللندنية كتب جورج سمعان “سوتشي آخر جولة قبل صراع إقليميّ-دوليّ مباشر” يعوّل الرئيس فلاديمير بوتين على تحويل سوتشي إلى «قاعدة» ثالثة للإطباق على سوريا نهائياً والاستئثار بها، واختار المؤسسة العسكرية التي أشاد بدورها في «إنقاذ الدولة السورية»، للإشراف على مؤتمر الحوار الوطني المقرّر عقده مبدئياً آخر هذا الشهر. ووصف قاعدتي حميميم وطرطوس بأنهما «قلعتان مهمتان لحماية المصالح الروسية وتوفير الأمن الإقليمي».

وأضاف سمعان: إذا كانت قوى المعارضة لا تملك أوراقاً تقاوم بها غطرسة موسكو وتجاهلها رغبة السوريين وكثيرين من «أصدقائهم»، وقد لا تجد الدعم المطلوب في جولتها المرتقبة عربياً ودولياً بشأن موقفها من مؤتمر سوتشي، فإن موقف «الشعب السوري يشكل فرصةً ثمينةً للبحث في تشكيل «قيادة وطنية جديدة» مختلفة عن الصيغ السابقة التي أفلست تجاربها. مع الأخذ في الاعتبار أن القضية في سوريا تشهد مع سوتشي الذي قد لا ينعقد وإن صعّدت موسكو استخدام القوة على الأرض، نهاية مرحلة من الصراع.

وقال: إن المرحلة الجديدة من المواجهات لن تكون بالواسطة هذه المرة، سينخرط فيها اللاعبون مباشرة، وقد تفيض عن الخريطة الشامية، عندها لن يتوافر للرئيس بوتين الغطاء المقنع للتعمية على فشل لقاءات أستانة وما أنجبت من مناطق لم ينخفض فيها التوتر بل ازدادت اشتعالاً، ولن يبقى معنًى لمواصلة الحديث عن توافق ثلاثيّ في العاصمة الكازاخية، ففي كلّ جولة يخرج طرف من «الشركاء الثلاثة» غير موافق! ولن يكون هناك وقت لاحتفال الكرملين بإعلان «النصر المؤزّر». وفي النهاية تظلّ عين موسكو على حضور أمريكا في سوريا التي ستبقي على قواتها في هذا البلد كما صرّح وزير دفاعها جيمس ماتيس غير مرة، رابطاً هذا الحضور بالتقدم في التسوية السياسية.

وأضاف: إذا كان أحد المسؤولين الروس اعترف أخيراً بغياب التعاون مع واشنطن في أزمة بلاد الشام، فإن تصعيد الوزير لافروف لهجة خطابه بدعوته القوات الأمريكية إلى مغادرة الأراضي السورية لن يبدل في موقف البنتاغون الذي لديه حسابات أخرى تخصّ مصالحه ومصالح حلفائه الكثر في المشرق العربيّ كلّه.

في الشرق الأوسط وتحت عنوان “سوريا الإيرانية.. مستوطنات لإقامة دائمة” كتب غسان الإمام.. تشهد كبرى المدن مظاهرات شعبيةً ضد الغلاء والفساد. وتزدحم بالكثافة السكانية المتزايدة؛ لأن تخطيط الأسرة في الدولة ممنوع بموجب العقيدة الدينية. ويموت المؤمنون في الصيف بالسرطانات وأمراض البيئة، نتيجةً للهاث الانبعاث الحراريّ في الصيف، والغبار والغيوم السامة الحاجبة للشمس في الشتاء.

الإفقار الاجتماعيّ مقبول لدى «آيات» الدولة، لأنه يعرقل وعي الشباب في المناطق الريفية التي ما زالت الخزّان البشري، لتغذية قوة الـ«باسيج» الحرس الاحتياطيّ الذي يستدعى لقمع قوى الشارع في المدن، عندما يتحول التذمر من الغلاء والفساد إلى تمرد سياسيّ على النظام، كما هو حادث اليوم في مدينتي مشهد وكرمنشاه…

أما «الحرس الثوريّ» فقد بات يتغذّى بموارد مشروعات اقتصادية يديرها، إضافةً إلى الموارد التي يخصّصها النظام له، لتمويل مشروع الهيمنة الإيرانية على المشرق العربيّ والخليج واليمن، بالقوة المسلحة أو الدبلوماسية أو الاغتيال السياسي، كما حدث للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.

غير أن سوريا تتمتع بعناية إيرانية فائقة، منذ أن حصل «فيلق القدس» على «ترخيص» من رأس النظام بشار للتدخل المسلح في سوريا. فبات هو ونظامه الطائفيّ خطاً أحمر لدى خامنئي والرئيس حسن فريدون روحاني. ووزير الخارجية جواد ظريف الذي يتستر في أروقة الأمم المتحدة على مشروع الهيمنة بابتسامة دبلوماسية ماكرة.

طرأ تغيير استراتيجيّ على مشروع التدخل الإيراني في سوريا. فتحول في العام المنصرم إلى مشروع إقامة دائمة، واحتلال عبر إنشاء قواعد عسكرية للحرس الثوري، في مناطق بعيدة عن التجمعات السكانية السورية في المدن، لإخفاء ظاهرة الاستيطان، ولردع الوجود الأمريكيّ العسكريّ في حوض الفرات، والمناطق الكردية في الشمال والشمال الشرقي، ولإحباط أيّ محاولة تدخل تركية. وتقوم حالياً قوات إيرانية بجسّ النبض، لاجتياح محافظة إدلب المجاورة لتركيا، وذلك كقوات نظامية سوريّة.

علي خامنئي شاه وخميني في آن واحد. ففي محاولته استقطاب شيعة الشرق الأوسط، هو يكرر محاولة الشاه المخلوع في إنشاء إمبراطورية شاهنشاهية تمتد من بحر الخليج إلى البحر المتوسط، لكنّ مشروعه يبدو حلما، فهو بحاجة إلى مال قارون لا تملكه دولة مفلسة يطالبها اليوم شعبها الجائع بالتخلي عن أحلام الهيمنة، وعن إنشاء إمبراطورية كرتونية فوق رمال متحركة.

وفي الجريدة الكويتية كتب صالح القلاب تحت عنوان “إيران الثورة قادمة” كتب صالح القلاب: لو أن كبار المسؤولين الإيرانيين، أصحاب القرارات الحاسمة، غير مصابين بداء العظمة الفارغة، لاستعرضوا تجارب التاريخ، لاستخلاص العبر والدروس، ولما أخذوا بلادهم إلى هذا التمدد الإقليميّ الاحتلاليّ المكلف، وعلى الأصعدة كافة، وخاصةً على لقمة عيش نسبة كبيرة من أهل هذا البلد، الذي يؤهله موقعه الجغرافيّ وتؤهله مصادره الطبيعية لينعم ببحبوحة من العيش والاستقرار والهدوء، قد يستطيع هذا النظام، الذي أطلق العنان للمجموعات المتطرفة المصابة بكلّ عقد التاريخ البعيد والقريب، إخماد هذه الانتفاضة بعض الوقت، لكن ما يجب أن يدركه، أن ما بات يعانيه الشعب الإيراني يجعله غير قادر على إخمادها كلّ الوقت، فإخماد ثورة محمد مصدق في بدايات خمسينيات القرن الماضي كان أحد الحوافز الرئيسة لثورة عام 1979.

والمؤكد أن هذه الانتفاضة ستكون كطائر العنقاء الأسطوري، كلما وضع بين ألسنة النيران ينتفض مجدداً ويحلّق ثانياً ومرةً أخرى، ليلامس جناحاه غيوم السماء. وهكذا، فإن من لا يعرف هذا، فعليه أن يعود لقراءة كتب التاريخ مجدداً ومرةً أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى