ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع :

قوى الشرّ جميعها تكالبت على الثورة السورية كما يقول عبد الباسط سيدا في صحيفة الحياة اللندنية، ويضيف أن الأمور كلها في منطقتنا في حالة غليان وتفاعل، ومن يدري، فقد يكون التحرك الشعبي الإيراني مقدمة للتحوّل الأكبر المنتظر. وتعلق عدة صحف عربية وأجنبية على المظاهرات التي عمّت مدناً عدة في إيران احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد ويصف بعضها الأحداث بأنها “ثورة الجياع”.

وفي الحياة اللندنية كتب عبد الباسط سيدا تحت عنوان “عن عودة الإرادة السورية”.. قدّم السوريون تضحيات تعجز الأرقام والعبارات عن تحديدها وتوصيفها، ولكنهم مع ذلك لم ينتصروا، وليس في ذلك أيّ عيب أو نقيصة؛ لأن قوى الشرّ جميعها تكالبت عليهم، أما القوى الأخرى التي أعلنت صداقتها للشعب السوري، فقد لاذت بالصمت المريب.

وأضاف، أن لقاء سوتشي المقترح، المرتقب، لن يربك السوريين الرافضين لأيّ دور للنظام القائم، فهؤلاء قد اتخذوا قرارهم برفض المشاركة، وهذا القرار سيعيد اللّحمة في ما بينهم، وتسترجع قضيتهم ألْقها الأصيل؛ بعد تحررها من جميع الشوائب والقيود المؤلمة.

الأمور كلّها في منطقتنا في حالة غليان وتفاعل، ومن يدري، فقد يكون التحرك الشعبيّ الإيرانيّ مقدمةً للتحوّل الأكبر المنتظر.

وعلقت صحف عربية على المظاهرات التي عمّت مدناً عدةً في إيران احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد.

وتحت عنوان “ثورة الفقر والجوع تهدد عرش الشاه المعمّم”، يقول أحمد الجار الله رئيس تحرير “السياسة” الكويتية: “حين قامت ثورة الخميني في عام ألف وتسعمئة وتسعة وسبعين كانت نسبة الشباب في إيران نحو 55%، ويومذاك اعتمدت ‘ثورة الكاسيت’ وهي التسمية التي أطلقت على حركة الشاه المعمم الجديد، واليوم تبلغ نسبة الشباب نحو 63% من الشعب الذي صبر 39 عاماً على حكم طبقة لا تزال تعيش في كهوف القرون الوسطى منفصلة عن الواقع العالمي”.

ويضيف، أن “ما يجري في إيران اليوم ليس فورة أو انتفاضة يمكن أن تهدأ بوعود؛ لأن الأسباب الدافعة إليها أعمق من تلك التي أدت إلى الثورة الخضراء في عام 2009 … إنما هي ثورة جوع، صرخة 40% من الإيرانيين العاطلين عن العمل، والمحتجين على الغلاء وتفرد طبقة قليلة العدد بثروات البلاد، إضافة إلى مليارات تهدر في الخارج على مشروع تصدير الثورة”.

كذلك تقارن صحيفة “القدس العربي” اللندنية في افتتاحيتها بين المظاهرات الحالية وتلك التي شهدتها طهران عام 2009، فتقول: “برغم أن تلك التظاهرات نجحت في استقطاب الملايين، مقابل الآلاف فقط في المظاهرات الحالية، فإن شعاراتها ظلت إصلاحيةً عموماً ولم تبلغْ مستوى المطالبة برحيل ‘الديكتاتور’ وإسقاط ولاية الفقيه”.

ووصفت الصحيفة ردّ فعل السلطات الإيرانية تجاه المظاهرات بأنه “كلاسيكيّ يحتذي بالأنظمة العربية التي شهدت اندلاع مظاهرات احتجاج شعبية”.

وقالت: “يبقى أن من المبكر التكهن بالمسارات التي سوف يتخذها هذا الحراك الشعبيّ المتعاظم، ولكن ليس من المبكر أن تستخلص السلطات الإيرانية الدرس الأهمّ والأبكر: أن نيراناً أشعلتْها محروقات الشعب، لا تطفئها خراطيم المياه وحدها”.

من جانبها قالت صحيفة الغارديان” البريطانية: إن أبرز أسباب اندلاع الاحتجاجات في إيران الأوضاع الاقتصادية السيئة، وتأثيرها في المواطن والظروف المعيشية.

وأضافت، أن ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية مثل البيض والدواجن، والمعدلات المرتفعة للبطالة والتضخم دفعت المواطنين للاحتجاج.

وبحسب الصحيفة بلغ معدل البطالة 12.4% في هذه السنة المالية، وفقاً لمركز الإحصاء الإيراني، بزيادة 1.4% عن العام السابق، كما أن زهاء 3.2 مليون إيراني عاطلون عن العمل، من مجموع سكان إجماليّ يصل إلى 80 مليون نسمة.

ووفقاً للصحيفة، فإن المظاهرات التي جاءت للمطالبة بإصلاحات اقتصادية، تحولت بسرعة إلى مطالب سياسية طالت الرئيس الإيراني حسن روحاني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى