ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

تطورات الأحداث في إيران شكّلت مفاجأةً غير سارّة لموسكو بسبب انتقال الاحتجاجات من تبنّي مطالب اقتصادية معيشية إصلاحية، إلى رفع شعارات سياسية تطالب بالقصاص من النخبة السياسية بحسب ما يقول رائد جبر في صحيفة الحياة. ومن جانبها تقول صحيفة روسكايا فيسنا: إنه إذا استمرت الاحتجاجات فقد تنهار جميع إنجازات روسيا في سوريا. ويكتب نهاد علي أوزجان في صحيفة ملّييت التركية عما يسميه التناغم بين الولايات المتحدة وروسيا في سوريا.

وفي صحيفة الحياة اللندنية كتب رائد جبر تحت عنوان “احتجاجات إيران تقلق روسيا”.. إن تطورات الأحداث السريعة في إيران شكلت مفاجأةً غير سارّة لموسكو لجهة التوقيت وبسبب انتقال الاحتجاجات من تبنّي مطالب اقتصادية معيشية إصلاحية، إلى رفع شعارات سياسية تطالب بالقصاص من النخبة السياسية في البلاد.

وأضاف: لم تكن موسكو مستعدةً وهي تحتفل مع نهاية العام بنجاحها في رسم ملامح واقع جديد في سوريا والتحضير لترجمته سياسياً، لتطور قد يربك خططها ليس في سوريا وحدها، بل وفي المنطقة.

وقال: صحيح أن روسيا لا تشاطر إيران في جميع سياساتها الإقليمية، وخاصةً ما يتعلق بتسليح وتمويل «حزب الله» أو التدخل في شؤون بلدان المنطقة. لكنْ ثمة خشية روسية من أن انحسار الدور الإيراني سينعكس على السياسات التي أطلقتها موسكو في المنطقة وهي تستند في جزء مهمّ منها إلى التحالفات الإقليمية وبالدرجة الأولى مع طهران.

وأضاف، أن التوازن الدقيق الذي أقامته روسيا حتى الآن في الشرق الأوسط، من خلال الحفاظ على روابط مؤثرة مع جميع الأطراف، يبدو معرّضاً لهزة كبيرة، على خلفية الهزات التي أحدثتها الاحتجاجات في المدن الإيرانية. وسيكون على موسكو التي أعلنت غير مرة أمام زوارها العرب أنها لا ترى في السياسة الإيرانية الإقليمية تهديداً لأي طرف، أن تضع خيارات بديلة، لا يبدو الكرملين مستعداً لها، على الأقل حالياً.

نشرت صحيفة روسكايا فيسنا تقريراً تحت عنوان “كيف يمكن للاحتجاجات في إيران أن تهدد روسيا؟” قالت فيه: إن الوضع في إيران لا يزال يشوبه الغموض، حيث ليس من الواضح ما إذا كانت السلطات ستتمكن من احتواء هذه الاحتجاجات في غضون الأيام القليلة القادمة، أم أنها ستستمرّ وتتنامى، وقد يشكل ذلك تهديداً لاستقرار إيران أبرز حلفاء روسيا، الأمر الذي قد يؤثر سلبياً في مصالح موسكو في سوريا.

وأبرزت الصحيفة، أن أكثر ما يثير غضب الشعب الإيراني يتمثل في قدرة الأثرياء في إيران على الزيادة في حجم ثرواتهم على حساب بقية الشعب. ويحيل ذلك إلى شبهات فساد، ليس فقط من قبل الحكومة الحالية، وإنما منذ عهد الرئيس السابق، محمود أحمدي نجاد.

وأفادت الصحيفة، بأن إيران، في الوقت الحالي، تشهد وضعاً معقداً للغاية، ومن دون شك يصبّ هذا الأمر في مصلحة المملكة العربية السعودية، كما أن إسرائيل قد تغتنم الفرصة في ما يتعلق بحركة حماس، مع العلم أن ترامب يعدّ طهران عقبةً رئيسةً أمامه لتحقيق مخططاته في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

وأشارت الصحيفة، إلى أنه إذا استمرت موجة الاحتجاجات بالتصعيد في إيران، فقد تنهار جميع إنجازات روسيا في سوريا، وإذا تغيّر نظام الحكم في إيران ومالت طهران نحو واشنطن، فإنه سيكون لذلك تبعات خطيرة على روسيا.

في صحيفة ملييت التركية كتب نهاد علي أوزجان: يبدو أن هناك انسجاماً غريباً في ممارسات كلّ من الولايات المتحدة وروسيا في سوريا على الرغم من وجود بعض الاعتراضات المتبادلة.

وقال: إن اللافت للانتباه هو وجود “انسجام” بين الحملات الروسية الأخيرة والمخططات الأمريكية لإعادة تشكيل العراق وسوريا. ويمكننا اعتبار الأحداث التي نشهدها اليوم الإرهاصات الأولى لما سيحدث خلال العقود القادمة.

وقالت الصحيفة: إن الاتفاقية التي وقّعها الأسد، الرئيس “الرمزيّ” لسوريا، مع روسيا يبدو أنها ستبقيه في الوقت الراهن ضمن النظام. وفي الواقع يدين الأسد في إبرام هذه الاتفاقية لوقوع القاعدتين الروسيتين الجوية والبحرية في منطقة تحيط بها أغلبية علوية، وليس لمواهبه السياسية والشخصية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى