ملفات القضية السورية في الصحف العربية

للاستماع :

إذا كان هناك شيء من التفويض الغربيّ لروسيا في مرحلة تدخلها العسكريّ في سوريا، فلا أثر له الآن في مرحلة البحث عن الحل السياسي كما يقول حنا صالح في مقال له في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية. وفي صحيفة الحياة يتحدث إبراهيم غرايبة في مقال له عما يسميه “الربيع العربي في طهران”. وفي العربي الجديد يكتب عدنان علي عن قاعدة حميميم الروسية بوصفها قاعدةً روسيةً هشّةً بعد تعرضها لهجمات متكررة.

وفي الشرق الأوسط اللندنية كتب حنا صالح تحت عنوان “صراع النفوذ في سوريا”.. منذ لحظة بدء التدخل العسكريّ الروسي في سوريا، سال الكثير من الحبر عن تفويض أمريكيّ وغربيّ عموماً لروسيا، أما اليوم وبعد تحديد موعد مؤتمر «سوتشي» نهاية الشهر الحالي، والذي بدا كأنه يرسم ملامح «تسوية» روسية خالصة، تغيرت الصورة، فإذا كان هناك شيء من التفويض في مرحلة التدخل، فلا أثر له في مرحلة البحث عن الحل السياسي.

وأضاف، أن الموقف الأمريكيّ الجديد والصريح الذي أعلنه وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس قلب الصورة؛ فقد تحدث عن زيادة الوجود الأمريكيّ المدنيّ والدبلوماسيّ شرق الفرات، حيث يسيطر حلفاء أمريكا في «قوات سوريا الديمقراطية»، فرسم بذلك بداية مسار جديد، وزيادةً في الوضوح ردّ على ولايتي والأسد: لدينا خطّ فاصل بين المناطق… وسيكون من الخطأ تجاوز هذا الخط»، وتحدث عن إعمار مناطق الوجود الأمريكي.

وقال: إن التطور في الموقف الأمريكيّ تلا أمرين؛ الأمر الأول، أنه سيكون أمام مؤتمر «سوتشي» مسوّدة دستور أعدتها موسكو، وسيتم التطرق إلى الهياكل الجديدة للدولة السورية والانتخابات، أما الأمر الثاني فهو يكمن في توافق الإدارة الأمريكية على ما سمّي “خطة سلام من أجل سوريا” وهو ما أعدته «مؤسسة راند» القريبة من البنتاغون التي تحثّ على ترسيخ النفوذ الأمريكيّ في سوريا ما دام النظام مستمراً، وتدعو لتشجيع قيام إدارات محلية وحكم ذاتيّ تشكل اتحاداً كونفدرالياً يمهد لاتفاق سياسي يطلق المرحلة الانتقالية، والشعار لا دور للأسد في مستقبل سوريا، وحتى يتحقق ذلك فإن الولايات المتحدة بوجودها المباشر تدعم حلفاءها، وتوفر الضمانة لحماية المناطق الواقعة تحت سيطرتهم في شمال شرقيّ سوريا (أي 28% من إجمالي المساحة) وكذلك الجنوب السوري، حيث منطقة «خفض التصعيد»، مع إصرار واشنطن على منطقة آمنة للمعارضة في أرياف حلب وإدلب.

وأضاف، أنّ كلّ ذلك يقود إلى استنتاج بأنّ أمريكا التي أنشأت القواعد العسكرية في الشمال والشرق السوريّين، حددت مناطق النفوذ، معلنةً رفضها انفراد روسيا بالتسوية السورية وبالحل، وربما أدى هذا الجديد الأمريكي إلى خفض سقف توقعات مؤتمر «سوتشي».

وفي الحياة اللندنية كتب إبراهيم غرايبة تحت عنوان “الربيع العربيّ في طهران”.. غيّر الإيرانيون المنطقة والعالم أيضاً منذ عام 1979، وربما كان «الربيع العربي» في 2011 من متواليات الثورة الإيرانية، وها هو «الربيع» يستأنف في إيران كما بدأ قبل قرابة أربعين سنة.

وأضاف، أن الثورة في إيران كانت استحضاراً للدين في الصراع وتبدو الثورة اليوم لأجل الاستقلال بين الدين والسلطة، وكان الدين على مدى التاريخ مورداً سلطوياً، ثم انتزعه الثوار والمهمّشون والمستضعفون لمواجهة السلطات والمتسلطين، ثم تحول اليوم إلى جوهرة ساخنة جداً لا يستطيع أحد الاحتفاظ بها ولا يريد أحد أن يتخلى عنها.

في العربي الجديد كتب عدنان علي تحت عنوان “قاعدة حميميم… الحصن الروسيّ الهشّ”.. إن الهجمات المتكررة على قاعدة حميميم الروسية في مدينة اللاذقية السورية الساحلية أثارت تساؤلات حول مدى فاعلية إجراءات الحماية المشددة، التي تفرضها روسيا على قواعدها في سوريا، مثلما ألقت بظلال من الشكّ حول حقيقة الخسائر التي تتكبدها القوات الروسية في سوريا، والتي من المعتقد على نطاق واسع أن كثيراً منها يتمّ حجبه لتجنب إثارة النّقمة داخل روسيا على أثمان التدخل العسكريّ في سوريا.

وأضاف: لقد ظهر مدى الغضب الروسي من الخسارة التي لحقت بقاعدة حميميم من خلال تصريحات نارية شكّلت مادةً للسخرية من كثيرين، كقول “خبير” عسكريّ روسيّ يدعى أليكسي ليونكوف لموقع “روسيا اليوم”: إن الصواريخ التي أطلقت على قاعدة حميميم مع نهاية العام الماضي “اشترتها السعودية من بلغاريا أو أوكرانيا وسلمتها إلى مقاتلي المعارضة”، مع علمه بأن السعودية صارت سياسياً وعلناً، تتبنّى الرؤية الروسية حرفياً. كذلك ترجم عدم استيعاب موسكو لما حصل بكلام المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، التي عدّت الهجوم “استفزازاً يهدف إلى إفشال عملية التسوية السورية وإعاقة عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري” في سوتشي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى