ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع :

ليس النظام وحده من يشرعن احتلال روسيا لسوريا، بل أيضاً كلّ من وافق على الذهاب إلى مؤتمرات أستانة وسوتشي وحتى جنيف، من دون شروط مسبقة، خاصةً في ما يتعلق بدور بشار الأسد المستقبلي كما تقول رانيا مصطفى في صحيفة العرب اللندنية. وفي مجلة فورين بوليسي يقول مدير مجموعة الأزمات الدولية روبرت مالي: إن سوريا تحولت إلى ساحة للنزاع بين أمريكا وإيران. وفي صحيفة الشرق الأوسط ينشر راجح خوري مقالاً تحت عنوان “ركائز النظام الإيراني تتكسّر”.

وفي العرب اللندنية تكتب رانيا مصطفى في مقال لها تحت عنوان “توسيع قاعدة طرطوس العسكرية.. رسالة متعددة الغايات”.. إن اتفاقية توسيع قاعدة طرطوس فيها رسالة إلى أمريكا ودول أوروبا بأن وجودها غير شرعيّ في سوريا، وأن عليها المغادرة، وروسيا هي من يحقّ لها التمتع بالنفوذ في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط.

وأضافت، أن روسيا ترى بأنه ليس النظام وحده من يشرعن الاحتلال الروسي، بل والمعارضة أيضا، العسكرية منها والسياسية المكرّسة؛ وكلّ من وافق على الذهاب إلى مؤتمرات أستانة وسوتشي وحتى جنيف، من دون شروط مسبقة، خاصة في ما يتعلق بدور بشار الأسد المستقبلي. فضلاً عن تخليها عن شروط تعتبر فوق تفاوضية مثل ملفّ المعتقلين السياسيين لدى النظام، وتركه ليتلاعب به سماسرة الحرب، عبر ما يسمى مصالحات وطنية.

وأضافت أن اتفاقية توسيع قاعدة طرطوس فيها أيضاً رسالة إلى أمريكا ودول أوروبا بأن وجودها غير شرعي في سوريا، وأن عليها المغادرة، وروسيا هي من يحقّ لها التمتع بالنفوذ في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط، إضافة إلى أنها تريد فرض سطوتها على حليفها الإيراني، بعد أن حدّت من نفوذه في حمص والبادية، لقطع خط إمداد الغاز الإيراني، المنافس للغاز الروسي، عبر سوريا إلى السواحل اللبنانية ثم أوروبا.

ونشرت مجلة “فورين بوليسي” مقالاً لمدير مجموعة الأزمات الدولية روبرت مالي قال فيه: إن سوريا بعد سبعة أعوام من الحرب تحولت إلى ساحة للنزاع بين أمريكا وإيران، التي أقامت ممراً برياً من أراضيها حتى البحر الأبيض المتوسط تحاول الولايات المتحدة إغلاقه، وقد تردّ إيران في مناطق أخرى، أو تحاول طرد القوات الأمريكية من سوريا بالكامل.

وأضاف أنه في جنوب غربيّ سوريا قد تحاول إسرائيل منع وجود القوات الموالية لإيران وحزب الله قريباً من حدودها، من خلال الغارات أو عملية عسكرية من دون موافقة روسية، والمشكلة هي أن أيّ عملية قد يكون لها تأثير مؤقت، وإذا حدث خطأ فإن المشكلة قد تتوسع من الحدود السورية إلى مواجهة في لبنان.

من جانبه كتب راجح خوري في الشرق الأوسط تحت عنوان “ركائز النظام الإيراني تتكسّر!”.. يستطيع النظام الإيرانيّ أن يملأ السجون بالمتظاهرين ويمكنه إعدامهم، لكنه عملياً هو الذي يدخل سجن الشعب في النهاية، ومن الواضح أنه فشل تماماً في السياسة الداخلية بقمع الناس، وفي الاقتصاد بتوسيع حلقة الفقر والبطالة، وفي السياسة الخارجية بالتخريب والإنفاق على الحروب وتجويع مواطنيه، وفي المسؤولية كما في النزاهة باتساع حال الفساد التي تسيطر خصوصاً على أعلى هرم السلطة.

واضح أن النظام الإيرانيّ يتقدم بخطًى حثيثة على طريق الاتحاد السوفياتي الذي بدأ ينهار مع البيروسترويكا عام 1987، ولكن الأهمّ من كل هذا الآثار العميقة التي ستنتج عن ذلك على مستوى الأحداث والتوازنات الإقليمية!

من جانبها قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية: إن سوريا جديدة تلوح في الأفق بإيران، بعد أن وصلت الاحتجاجات في طهران إلى اليوم العاشر على التوالي.

وقالت الصحيفة الأمريكية: إن هذا الأمر يشكل تحدياً للنظام الحاكم، وللقوى العالمية التي تبحث بحثاً غير ملائم عن ردّ دبلوماسيّ يناسب منطقةً تكثر فيها الاضطرابات والعنف والأزمة.

وتذكّر الاحتجاجات، التي اجتاحت المدن الإيرانية بانتفاضة الربيع العربي في عام 2011، التي أطاحت بالأنظمة الاستبدادية في جميع أنحاء المنطقة، لكنّ الدبلوماسيين ومراقبي إيران وحتى الإيرانيين من الطبقة المتوسطة الذين اختاروا الجلوس للاحتجاجات ما زالوا يراقبون لمعرفة ما إذا كانت إيران تقف على طريق تونس وسوريا وغيرها من البلاد التي وقع بها الربيع العربي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى