ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

عواصم ـ وكالات

متفقون على أن نظام الأسد هو الأكثر إجراماً وتنكيلاً في القرن الحالي والمسمى زمناً حديثاً كما تقول هنادي الخطيب في الحياة اللندنية، وتضيف لكن ما نحن غير متفقين عليه هو تحويل قضية الاغتصاب إلى حكاية نتسلّى بها قبل النوم، أو مناسبة لجمع بعض اللايكات التي تفيدنا في إيجاد فرص عمل تحت مسمى «ناشط فيسبوكي مهم». وفي الشرق الأوسط نشر ليونيد بيرشيدسكي مقالاً تحت عنوان “أهداف روسيا أبعد من إنقاذ الأسد” تحدث فيه عن تجارب الأسلحة الروسية في سوريا. في حين تتوقع الغارديان في تقرير لها استمرار الفوضى الإقليمية مع عدم وجود حلّ في الأفق للصراع على شكل السلطة في سوريا ما بعد الحرب.

وفي الحياة اللندنية كتبت هنادي الخطيب تحت عنوان “كيف ظلم السوريون قضاياهم؟”.. متفقون على أن نظام الأسد هو الأكثر إجراماً وتنكيلاً في القرن الحالي والمسمى زمناً حديثاً، ومتفقون على أن العالم الذي يسمّى متحضراً يتجاهل تلك الجرائم، وأن مجرد الاعتقال انتهاك لحقوق الإنسان، وجريمة ضد الإنسانية، ولكن ما نحن غير متفقين عليه تحويل قضية الاغتصاب إلى حكاية نتسلّى بها قبل النوم، أو مناسبة لجمع بعض اللايكات التي تفيدنا في إيجاد فرص عمل تحت مسمى «ناشط فيسبوكي مهم».

وتساءلت من المذنب في ذلك؟ وقالت بالطبع ما يسمى مؤسسات المعارضة، التي لم تعمل لتحوز ثقة الناس، والتي كان منوطاً بها هي أن تؤسس مؤسسات لها احترامها ومهمتها الوحيدة فقط توثيق الانتهاكات كلّها بما فيها الاغتصابات الجنسية. إن عشرة أشخاص من دون تنظيم وقوانين عمل لن يستطيعوا فعل شيء، فكيف بملايين من الناس لا منظمة ولا مؤسسة تحاول على الأقل توثيق الانتهاكات ضدهم؟

وأضافت أن أيّ فعل قانونيّ في المستقبل يحتاج لتوثيق، وليس لصراخ وبكاء على الفضائيات، ولا ينزعجنّ أحد، فحتى عند نظام الأسد هناك من يبكي وينوح ويصرخ. إن شهادات المعتقلات والمعتقلين يجب أن يتم توثيقها بطرق احترافية وقانونية في المنظمات الحقوقية الدولية، وهي الشهادات الوحيدة التي يمكن استخدامها في المحاكم الدولية، لكن على مدى قرابة العام، تحولنا جميعنا إلى خبراء قانونيين ونشطاء حقوقيين وصحفيين.

وفي الشرق الأوسط كتب ليونيد بيرشيدسكي تحت عنوان “أهداف روسيا أبعد من إنقاذ الأسد”.. تمكنت روسيا من اختبار أكثر من 200 نوع من الأسلحة الجديدة التي ابتكرها الجيش الروسي مؤخراً بحسب ما أعلن الجنرال فاليري غرسيموف، رئيس هيئة الأركان الروسية الذي أضاف أن تصميمات الأسلحة الجديدة كانت ترسل إلى سوريا لمعرفة نتائج عملها.

وأضاف بيرشيدسكي: لقد تباهى غرسيموف بأن الصراع السوريّ قد منح روسيا أعظم فرصة حتى الآن لنشر طائرات «درون»، وكان العدد يصل أحيانا إلى 60 طائرةً تحلق في السماء يومياً. وبحسب غرسيموف، «فقد جرى إصلاح الغالبية العظمى من مواطن الخلل في أسلحتنا»، مضيفاً أن «نجاحنا في اختبار كفاءة أسلحتنا في مناخ الحرب الحقيقية ميزة هائلة، فقد أصبحنا واثقين بكفاءة أسلحتنا».

وقال بيرشيدسكي: إن ما جعل من اختبار الروس لأنفسهم أمراً مهماً، هو أنهم يرون أنه من الضروري لجنودهم أن يتنافسوا مع نظرائهم في الجيوش الغربية.

وقد اتهم الجنرال غرسيموف الولايات المتحدة بالإبقاء على قاعدة عسكرية في سوريا، بغرض العمل على إعادة توظيف مقاتلي داعش السابقين بوصفهم قوات مناوئةً للأسد، وذلك بهدف «زعزعة الأمن هناك». وفي المقابل، استبقت روسيا أيضاً على جزء من وجودها العسكري هناك، على رغم تكرار بوتين لمزاعم الانسحاب من سوريا، وذلك بغرض مواجهة المحاولات الأمريكية «لزعزعة الاستقرار». ولذلك فإن أيّ قرارات عسكرية تتخذها روسيا اليوم تهدف إلى إخفاء الصراع مع الولايات المتحدة. وهذه هي الطريقة التي يرى بها الكرملين والجنرالات الروس الصراع الدائر في غربيّ أوكرانيا، التي ربما نرى فيها السلاح الأمريكيّ يستخدم قريباً، وإلى حد بعيد السلاح السوريّ أيضاً.

من جانبها توقعت صحيفة الغارديان في تقرير لها استمرار ما أسمته بالفوضى الإقليمية مع عدم وجود حلّ في الأفق للصراع على شكل السلطة في سوريا ما بعد الحرب.

وأضافت: في الوقت الذي تقترب فيه البلاد من تسوية سياسية مع نظام بشار الأسد، بدعم من موسكو وطهران، مع المحافظة على الزخم العسكريّ المعارضة منقسمة تمسك كلّ من روسيا، وإيران، وتركيا بزمام الأمور، وستقرّر شكل الاتفاق النهائي، على الرغم من أنّه لا يوجد ضمان بإنهاء العنف، أو إنهاء المعارضة. وفي الوقت الذي تتطلع فيه القوى العالمية والإقليمية إلى سوريا ما بعد الحرب، سيبدأ التسابق على إعادة الإعمار في البلاد.

وقالت الغارديان: سيتقرر مصير التطلعات الكردية نحو الاستقلال الذاتي، أو إقامة الدولة. وقد أثبت الأكراد السوريون أنّهم حليف ثمين للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، في قتال “تنظيم داعش”، ولكن تلك الحملة انتهت تقريباً الآن، وستتوقف المساعدات العسكرية. ويقول الأكراد: إنّهم يريدون الاستقلال الذاتي، لكنّ معارضيهم في سوريا يرون توسعهم نحو الغرب في شماليّ البلاد ليس إلا محاولةً لإقامة دولة.

ومهما كانت تلك الطموحات، فقد يواجهون اعتراضات تركيا الشديدة التي تقول إنّ الميلشيات الكردية التي تقاتل في سوريا هي تهديد للأمن القومي، ومن المرجّح أن تقف واشنطن وموسكو إلى جانب أنقرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى