ملفات القضية السورية في الصحف العربية

للاستماع

عواصم ـ وكالات

لعل المشهد السوري هو الأكثر قدرة في التعبير عن الحالة الإيرانية العسكرية، ذلك أن سوريا هي الصندوق الأسود للنظام الإيراني كما تقول صحيفة عكاظ السعودية. وفي صحيفة العرب كتب خطار أبو دياب: إن مظاهرات إيران سيكون لها تداعيات على الإقليم و”اللعبة الكبرى الجديدة” المحتدمة فيه منذ 2011. وفي الشرق الأوسط اللندنية مقال لفايز سارة تحت عنوان “نظام الملالي.. مصلحة روسية ـ أمريكية”.

وتحت عنوان “هل تنسحب إيران من سوريا؟” كتبت صحيفة عكاظ السعودية.. لعلّ المشهد السوريّ هو الأكثر قدرةً في التعبير عن الحالة الإيرانية العسكرية، ذلك أن سوريا هي الصندوق الأسود للنظام الإيراني. فمنذ يومين قال مسؤول إيرانيّ: إنه قتل في سوريا أكثر من 2000 أفغاني درّبتهم إيران على القتال في سوريا. المهمّ في هذا التصريح توقيته، إذ إن المسؤول الإيرانيّ كان يريد القول: إنه ما من قوات إيرانية في سوريا، بل ميلشيات تقاتل هناك لتخفيف الغضب الشعبي الذي بات يرفض أية مغامرة عسكرية إيرانية خارج الحدود.

وقد تصدر المشهد السوريّ الاحتجاجات الإيرانية، وانبثقت شعارات واضحة ضد السياسة الإيرانية في سوريا وفي المنطقة عموماً، تريد كبح جماح التدخلات الإيرانية، لكنّ السؤال الكبير هنا «هل تنسحب الميلشيات الإيرانية من الجحيم السوري؟»

وفي هذا السياق، أكدت مصادر متطابقة في الفصائل السورية المسلحة، أنّ الجبهات التي كانت تسيطر عليها الميلشيات الإيرانية باتت أقلّ خطورةً منذ الأسبوع الماضي، لافتاً إلى أن التقدم في ريف حماة وإحراز انتصارات ضد قوات النظام يعود إلى تراجع الوجود الإيراني هناك.

ورجّح مصدر مطلع في الفصائل العسكرية المسلحة في تصريح إلى «عكاظ»، أن تكون إيران قلّصت وجودها في بعض المناطق في سوريا، وذلك بالتزامن مع الاحتجاجات العارمة التي اندلعت الأسبوع الماضي.

ولفت إلى أن القوات الإيرانية كانت هي من تعطي الأوامر لعناصر النظام، مؤكداً أنه من خلال التنصت على مواقع النظام عبر الاتصالات اللاسلكية، لوحظ تراجع العنصر الإيراني، إذ إن العمليات يقودها وينفذها عناصر من قوات النظام.

وأكد خبراء عسكريون، أن حاجة النظام الإيراني إلى بعض الميلشيات لقمع الاحتجاجات، قد تجبره على الاستعانة بالمقاتلين من سوريا، ولاسيما الميلشيات الأفغانية والباكستانية، فضلاً عن بعض الخبرات في الحرس الثوري التي تقاتل في سوريا.

في جميع الأحوال، لم يعد بإمكان إيران غضّ الطرف عن تنامي موجة الاحتجاجات ضد سياستها التدميرية على المستويين الداخلي والإقليمي، وإذا مضى النظام الإيرانيّ في تحدي إرادة الشعب، فإن الكفة في الغالب ستميل للإرادة الشعبية التي ترفض كلّ ما يفعله هذا النظام، ستكون سوريا في الأيام القادمة محطة المراقبة الحساسة للأفعال الإيرانية ومن خلال ما يجري هناك، سيكون تفسير السلوك الإيراني بجميع تفاصيله.

وفي الشرق الأوسط اللندنية كتب فايز سارة تحت عنوان “نظام الملالي… مصلحة روسية ـ أمريكية”..  بعد أسبوع من انطلاق انتفاضة الإيرانيين ضد نظام الملالي، كان من الطبيعي أن ترتسم ملامح الموقف الإقليميّ – الدولي من ثورة الإيرانيين. والآن بدا الموقف على المستوى الشعبيّ العام، مؤيّداً للثورة في شعاراتها وأهدافها.

والخلاصة في موقف الروس والأمريكيين من نظام الملالي وثورة الإيرانيين، أن موسكو تقف من منطق التحالف والمصالح المشتركة إلى جانب نظام الملالي، وضد ثورة الإيرانيين، ولن يتأخر الروس في تطوير موقفهم العمليّ على نحو ما فعلوا في سوريا، إذا تطلب الأمر تدخلهم في وقت لاحق، خاصةً أن تدخلهم العسكريّ في سوريا أواخر عام 2015 لم يكن فقط لإنقاذ نظام الأسد؛ بل كان في جانب منه لدعم الوجود الإيراني في سوريا.

وأضاف: مع أن الموقف الأمريكي يبدو في موقع آخر من الموقف الروسي من حيث الظاهر، فإنه في الواقع يدعم بقاء النظام ولو بتعديلات معينة؛ كما صرّحت مصادر أمريكية مؤخراً، ويستند هذا الدعم إلى خلفيات أخرى أساسها طبيعة نظام الملالي من جهة؛ وإلى وظيفته في المنطقة من جهة أخرى.

وفي المحصلة، فإن ثمة توافقاً روسياً – أمريكياً في الموقف من نظام الملالي، بما يمثله من مصلحة لكلّ منهما، وإن اختلفت التفاصيل.

وفي صحيفة العرب كتب خطار أبو دياب تحت عنوان “النظام الإيرانيّ على محكّ التهديد الداخلي”.. بغض النظر عن احتواء المظاهرات التي اندلعت في إيران مؤخراً، أو توسّعه، أو غير ذلك، يمكن القول: إن هذا الحدث ستكون له تداعياته على “الجمهورية الإسلامية الإيرانية” ومستقبل منظومتها الحاكمة وستشمل انعكاساته الإقليم و”اللعبة الكبرى الجديدة” المحتدمة فيه منذ 2011.

وأضاف: يتضح مقدار الثمن الداخليّ للطموح الإمبراطوري وانتزاع موقع القوة الإقليمية الوازنة، حيث إن تصدير الثورة والتدخل في النزاعات وتركيز النفوذ في الخارج تكلف مليارات الدولارات سنوياً، في حين يئنّ الداخل الإيرانيّ تحت وطأة الفقر. بينما يصرّ الأمين العامّ لحزب الله في لبنان حسن نصرالله على أن “القاعدة الشعبية الأكبر في إيران تؤيد السياسات الخارجية المتبعة من قبل القيادة الإيرانية” وفي ذلك محاكاة لمعزوفة أهمية السيطرة على العواصم العربية الأربع وكلام مستشار خامنئي علي ولايتي في نوفمبر 2017 خلال وجوده في بيروت عن اعتبار “لبنان وفلسطين وسوريا والعراق أجزاءً من محور المقاومة الذي تقوده إيران”، نلاحظ تكرار هتافات 2009 في احتجاجات 2017 “لا غزة ولا لبنان أفدي روحي لإيران”، وهذه المرة كانت هناك شعارات إضافية ضد التدخل في سوريا وكلفته العالية.

بالرغم من إعلان النظام سحق الفتنة في مهدها يبدو أن التهديد الداخليّ عميق الجذور وأنّ طيّ الصفحة صعب جداً. مسار التغيير في إيران لن يكون قريباً وسلمياً بل إنه سيكون شاقاً وسيغير وجه الإقليم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى