ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

عواصم ـ راديو الكل

عندما وصف الرئيس فلاديمير بوتين قاعدتي حميميم وطرطوس بأنهما «قلعتان» لحماية مصالح روسيا، كان يبدو مطمئناً لحجم الانتصار الذي تحقق في سوريا، لكنه بالغ في ثقته وسرعان ما تبدد مفعولها على وقع انفجار الوضع الميدانيّ كما يقول رائد جبر في مقال له في صحيفة الحياة اللندنية. وفي الشرق الأوسط قال مصطفى فحص في مقال له تحت عنوان “إيران… الزجاج المهشّم”: بعد انكسار هيبة النظام وضياع شعبيته، أصبح تحت ضربات الشارع كالزجاج بتشققات كبيرة. ومن جانبها قالت مجلة “فورين بوليسي”: في الوقت الذي تتراجع فيه الولايات المتحدة في سوريا، هناك عملية دبلوماسية موازية لسوتشي.

وفي صحيفة الحياة كتب رائد جبر تحت عنوان “قصف «قلعة بوتين» يقوّض الانتصار”.. عندما وصف الرئيس فلاديمير بوتين قاعدتي حميميم وطرطوس بأنهما «قلعتان» لحماية مصالح روسيا، كان يبدو مطمئناً لحجم الانتصار الذي تحقق في سوريا، بالغ في ثقته مستنداً إلى التقارير اليومية التي تقدمها وزارة الدفاع.

وأضاف، أن فكرة «إنجاز المهمّة» التي تم الترويج لها بكثافة في روسيا، سرعان ما تبدّد مفعولها على وقع انفجار الوضع الميدانيّ على أكثر من جبهة. ومن غوطة دمشق إلى معركة إدلب الكبرى، إلى تداعيات الموقف الناشئ في الجنوب السوري، يبدو المشهد في مناطق «خفض التوتر» على النقيض من اسمها.

ومع الأهمية الرمزية لقصف «قلعة بوتين»، فإن التطور يشير إلى بدء مرحلة جديدة في المواجهة غير المباشرة مع واشنطن المتّهمة من جانب روسيا بأنها سلّمت تقنيات جديدةً إلى فصائل معارضة ساعدتها في صناعة القنابل الطائرة وتوجيهها. خطورة التطور لا تقتصر على مجال الطائرات المسيّرة الذي يبلغ 50 كيلومتراً ما يعني أن خطط توسيع المنطقة الآمنة حول القاعدة لتبلغ 15 كيلومتراً لن تكون مجديةً وحدها.

وأضافت، أن الأسوأ من ذلك هو أن الضربات انطلقت من مناطق سيطرة النظام، ما يعزز مخاوف موسكو التي حذّرت غير مرة من تدني القدرات العسكرية والأمنية للنظام. كما أن عدم إعلان أيّ فصيل سوريّ مسؤوليته عن الهجوم يفاقم المخاوف؛ لأنه يعني أن ثمة تحضيرات لضربات أخرى قد تكون أشدّ إيلاماً. ما يفتح على توقعات متشائمة بأن المعركة التي يتم حسمها ميدانياً في هذه الأيام، لن تساعد بوتين كثيراً على تجديد خطاب الانتصار.

وفي الشرق الأوسط كتب مصطفى فحص تحت عنوان “إيران… الزجاج المهشّم”.. إيران التي خفّت فيها وتيرة الاحتجاجات هي معرّضة في أي لحظة لانتفاضة أشدّ عنفاً وأكثر اتساعاً بعد انكسار هيبة النظام وضياع شعبيته، وأصبح تحت ضربات الشارع كالزجاج الذي تعرض لرشقات من الحجارة، سبّبت تشققات كبيرةً فيه وبقي متماسكاً، لكنه لا يقوى على مقاومة أدنى ضربة، حيث سيسقط بالكامل مهشّماً ولا مجال لترميمه أو إعادة سبكه.

ومن جانبها قالت صحيفة “كوميرسانت” الروسية: إن الجيش الروسيّ تمكن من تحديد الطرف الذي نفّذ الهجوم الذي استهدف قاعدتي حميميم وطرطوس العسكريتين في سوريا وهو جماعة “أحرار الشام”.

ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية خاصة قولها: “إن العسكريين الروس تمكنوا من فكّ تشفير معطيات الدّرونات التي تمت السيطرة عليها وإسقاطها سالمة”.

ووفقاً لما نقلته قناة “روسيا اليوم” عن الصحيفة، فإن العسكريين الروس قالوا: إنه “من المستحيل تجميع الطائرات من دون طيار من غير مساعدة مختصين من أصحاب الخبرة في تكنولوجيات الدّرونز المصنعة على شكل طائرات من دون طيار، تعمل باستخدام نظام جي بي إس”.

 واستنتج الخبراء الروس -بحسب الصحيفة- أنه تم استخدام صواعق أجنبية الصنع خلال تحضير العبوات المتفجرة المركّبة على طائرات الدّرونز.

وأوردت الصحيفة أيضاً، أنه تم استخدام طائرات من دون طيار شبيهة خلال الهجوم على قاعدة حميميم ليلة 31 كانون الأول/ ديسمبر الماضي. ولكن مقتل اثنين من العسكريين الروس وإلحاق الضرر ببعض المعدّات الحربية كان بسبب قصف القاعدة بقذائف الهاون من الأرض، وفق قولها.

من جانبها وتحت عنوان “هل قبلت الرياض وواشنطن والأمم المتحدة بدور روسيّ في سوريا؟ كتبت فورين بوليسي للكاتب كولام لينتش، ناقش فيه الدور الروسيّ في تشكيل مستقبل سوريا.

وقالت المجلة: إن الولايات المتحدة والسعودية، ومعهم المبعوث الدوليّ إلى سوريا ستيفان ديمستورا، باتوا يقبلون بدور روسيّ أوسع في حل الأزمة السورية.

وتنقل المجلة عن دبلوماسي في مجلس الأمن، قوله: “إن سوريا هي مثال على أن الدّبلوماسية الأمريكية ليس لها دور، سواء في المقدمة أو الوسط”، ويضيف الدبلوماسي، أن “الولايات المتحدة فقدت الميدان لمصلحة روسيا”.

وأشارت، إلى أن الأمين العامّ للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أكد أنّ الأمم المتحدة لن تشارك في مؤتمر سوتشي إلا إذا شاركت السعودية والولايات المتحدة، أو أعطت الأمم المتحدة الضوء الأخضر، في حين يناقش ديمستورا أهمية مشاركة الأمم المتحدة والمعارضة السورية.

وتختم “فورين بوليسي” تقريرها بالإشارة إلى أنه في الوقت الذي تتراجع فيه الولايات المتحدة في سوريا، فإن عملية دبلوماسية موازية هي ما يحدث بالضبط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى