ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

عواصم ـ وكالات

سوريا ذاهبة إلى التقسيم الطائفيّ والمذهبيّ لا محالة، فهناك عمليات استيطان إيرانيّ مذهبيّ متواصلة كما يقول صالح القلاب في الشرق الأوسط اللندنية. وفي العربي الجديد كتب ميشيل كيلو: إنه في الثورات تكون البداية خروج الشعب على الطغاة، والنهاية خروج الطغاة من الوجود، هذه هي البداية، الثورة مستمرة بظلم مثل هذه الأنظمة. ومن جانبها تحدثت الغارديان البريطانية عن تناقض المواقف الأمريكية إزاء الأوضاع في كلّ من إيران وسوريا.

وفي الشرق الأوسط كتب صالح القلاب تحت عنوان “من يسعى إلى تمزيق المنطقة طائفياً ومذهبياً؟”.. سوريا، قلب العروبة النابض فعلاً، غدت ذاهبةً إلى التقسيم الطائفيّ والمذهبيّ لا محالة، فهناك عمليات استيطان إيرانيّ مذهبيّ متواصلة، في دمشق بصورة رئيسة، مثله مثل الاستيطان الإسرائيلي (اليهودي) في الجولان والضفة الغربية.

تجدر الإشارة هنا، إلى أن التحذير المبكر من قبل العاهل الأردني عبد الله الثاني، من هلال شيعيّ زاحف أحد طرفيه في اليمن عند مضيق باب المندب وطرفه الآخر على الشواطئ اللبنانية بالقرب من مدينة صور، قد تجسّد لاحقاً على أرض الواقع بعد انقلاب «الحوثيين» على الشرعية اليمنية، وبعد سيطرة الإيرانيين «طائفياً» على العراق، وبعد هذه الحرب التي شنّها، ولا يزال يشنّها، نظام بشار الأسد صاحب شعار «سوريا المفيدة» على المدن والمناطق ذات الأغلبية السّنية بالتحالف مع إيران وجيشها وتنظيماتها المذهبية المسلحة، وبدعم من روسيا الاتحادية التي ثبت أن هذه الحرب هي حربها منذ البداية وإلى الآن، وأنها عملياً دولة محتلة لهذا البلد العربي الذي كان قبل انقلاب حافظ الأسد عام 1970 يعرف الطائفية لكنه لم يمارسها فعلاً، إلا بعد هذا الانقلاب الذي وضع مقاليد الأمور كلّها في هذا البلد ليس في أيدي العلويين، وإنما في أيدي مجموعة متسلطة من الطائفة العلوية.

في العربي الجديد كتب ميشيل كيلو: ما أشبه اليوم بالبارحة، بدايةً اتهم بشار السوريين الذين طالبوه بالحرية والعدالة والمساواة بالتآمر مع الصهاينة، وتناسى أن أباه سلّمهم الجولان في الإذاعة، من دون طلقة واحدة، وحكم مثله تحت ظلّهم غير الشريف شعب سوريا المسالم نصف قرن بالنار والحديد والتجويع، السلاح الذي استخدمه، ثم أضاف بشار إليه سلاح ازدراء الشعب واحتقاره والاستهانة بكرامته، ولسان حال هذين المجرمين يقول: “جوّع شعبك يتبعك”، أسوةً بـ “جوّع كلبك يتبعك”؟

وأضاف كيلو، أن قائد الحرس الثوريّ الإيراني قال: إن الفتنة انتهت، وهذه أول “خلصت” ينطق بها النظام، أسوةً بالنظام الأسدي الذي كلف بثينة شعبان أن تقول “خلصت”، بعد شهر ونصف من انتفاضة الشعب السوري على الظلم والفساد. وها نحن اليوم في مطلع عامنا الثامن، من دون أن تتمكّن روسيا وإيران والأسدية من ليّ ذراعنا، أو أن يصدق أحد النظام عندما يقول “خلصت”.

وأضاف: حين تتملك الشعب روح الحرية، ويثور على الطغاة والفاسدين، سواء كانوا بعمائم أم حليقي الذقون، فإنها لا تخلص إلا بالخلاص منهم. هذه خبرة سوريّة، وهي ستكون خبرة إيران التي لن يمرّ وقت طويل، قبل أن تقنع جعفري وزمرته أن روح الحرية لن تتلاشى، ما دام هناك طاغية أو فاسد أو منافق في السلطة، عسكرياً كان أو مدنياً.

في الثورات: تكون البداية خروج الشعب على الطغاة، والنهاية خروج الطغاة من الوجود.. هذه هي البداية، الثورة مستمرة بظلم مثل هذه الأنظمة.

من جانبها قالت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير لها: إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب متناقض في موقفه بين الوضع بسوريا وأحداث إيران، حيث شهدت الأيام الأخيرة زيادةً في الغارات الجوية على مدينة إدلب شماليّ سوريا التي تسيطر عليها المعارضة، ما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا المدنيين، وبرغم ذلك لم تلق اهتماماً من إدارة ترامب.

وأضافت، أن الصمت الذي أظهرته الإدارة الأمريكية عن الأحداث في سوريا يتناقض تماماً مع الإدانة الغاضبة التي أعربت عنها الولايات المتحدة احتجاجاً على تعامل السلطات الإيرانية مع المظاهرات الأخيرة.

وقالت الصحيفة: إن هذا التناقض يدلّ على أن الولايات المتحدة تنازلت بشكل كبير عن دورها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ويبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد تخلى عن محاولاته لإجبار بشار الأسد، الحليف الروسي، على التخلي عن منصبه.. فتركيز الرئيس منصبّ الآن على طهران وليس دمشق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى