ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع


عواصم ـ وكالات

بينما اتفقت الولايات المتحدة وروسيا في حربهما على تصفية داعش، فإنهما افترقتا في مسعى آخر وهو إسقاط النظام كما تقول مرح البقاعي في الحياة اللندنية. وفي الشرق الأوسط كتب راجح خوري: الروس أعلنوا أنهم باقون إلى أجل غير محدد في حميميم وطرطوس، والأمريكيون يتركزون شرقي سوريا ويراقبون الحدود العراقية السورية. ونشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية مجموعة من التسريبات للمحادثات الجارية داخل البيت الأبيض لوضع نهاية للحرب الدائرة في سوريا.

وفي الحياة اللندنية كتبت مرح البقاعي تحت عنوان “حميميم مختبراً للجنرالات”.. إن الهدف البعيد لموسكو ولزخمها العسكري قد رسمه بدقة العدد الهائل من العسكريين والضباط والخبراء الذين شاركوا في هذه الحرب الكبرى بآلاف مؤلفة ضمن خطة تناوب مدة كلّ واحدة منها ثلاثة أشهر؛ بحيث يخضع أكبر عدد ممكن من جنودها وضباطها لظروف الحرب السورية.

وقالت: إذا علمنا أن قيادة الأركان المركزية قد بدّلت قيادة العمليات في سوريا بحيث تناوب خمسة جنرالات على رأس هرم القيادة في حميميم؛ فسنعرف أن مختبر حرب العالم على أرض سوريا قد أنتج جيلاً جديداً من السلاح ومن صنّاع الموت وهواة الإرهاب ما لم يحسب له حساب، وسيبقى الجميع يحصد شوكه لعقود تأتي.

وقالت: بينما اتفقت الولايات المتحدة وروسيا في حربهما على تصفية داعش، فإنهما افترقتا في مسعىً آخر وهو إسقاط النظام. فواشنطن التي ترغب بعملية سياسية انتقالية من دون الأسد بعد أن أعلنت قضاءها بمفردها على داعش، تقف في موقع النقيض من المنافس الروسي الذي أراد حماية حليفه الأسد حتى النهاية وزعم أن تصريحات واشنطن لا مكان لها من الصحة وأن موسكو وجيشها هما من هزم داعش في سوريا.

وفي الشرق الأوسط كتب راجح خوري تحت عنوان “سوريا الممزقة بين سوتشي وجنيف”.. قبل يومين، التقى سيرغي لافروف ومحمد جواد ظريف في موسكو، وتركز البحث على مؤتمر سوتشي الذي تشيع موسكو منذ مدة، أنه سيكون مهماً لجهة اتجاهات الحلّ في سوريا؛ لكنّ تصريحات لافروف لم تترك مجالاً للشك في أن موسكو تريد أن تفرض على جنيف لبس ما تفصّله سوتشي، بمعنى أن ما ستقرره الدول الضامنة الثلاث روسيا، وإيران، وتركيا يجب أن تتبناه جنيف، وأن تسبغ عليه الشرعية الدولية لأنّ مؤتمرات جنيف تعقد أصلاً تحت رعاية الأمم المتحدة.

الروس أعلنوا أنهم باقون إلى أجل غير محدد في حميميم وطرطوس، والأمريكيون يتركزون شرقيّ سوريا ويراقبون الحدود العراقية السورية، مؤكدين تكراراً عزمهم على قطع خطّ الإمداد الإيراني من العراق إلى لبنان عبر سوريا، والإسرائيليون يسهرون على حماية الشريط الحدودي في الجولان، وتركيا تسعى لضمان حصتها من النفوذ في إدلب، و«سوريا المفيدة» تهجّر الغوطة من السّنة… ولا يتوقف بوتين ولافروف عن القول: إن الشعب السوري هو الذي يقرر مستقبله.

ونشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، مجموعة من التسريبات للمحادثات الجارية داخل البيت الأبيض، لوضع نهاية للحرب الدائرة في سوريا منذ 7 أعوام.

ووفقاً للتسريبات، فإن مصير رأس النظام بشار الأسد، سيتم تحديده الأسبوع المقبل، وهو التوقيت الذي تنتهي فيه المداولات الجارية في البيت الأبيض بمشاركة قادة أذرع الإدارة الأمريكية المعنية بالملف السوري.

وتأتي المداولات بحسب الصحيفة بمشاركة ممثلين عن دول أوروبية محورية، يأتي في طليعتها بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، فضلاً عن ممثلين لدول آسيا الوسطى، في مقدمتها الصين والهند.

ووفقاً لما ذكرت الصحيفة، فإن الهدف من المشاورات هو حشد موقف دولي، يمكن من خلاله مجابهة موقف المحور الروسي، الرامي لتمديد فترة بقاء الأسد في المنصب أطول مدة ممكنة، وهو الموقف الذي تعارضه الإدارة الأمريكية، التي تسعى من خلال الموقف الدولي الجديد إلى تقليص فترة بقاء الأسد، وتدرس مرحلة ما بعد رحيله عن الحكم.

ووفقاً للتسريبات، فإن البيت الأبيض، يسعى لوضع سياسة أمريكية أوروبية آسيوية موحدة حيال المستقبل السياسي لـ بشار الأسد، موضحةً أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بدأ بالفعل بتعطيل سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا، عبر وضع سياسة غربية-آسيوية متفق عليها.

وتدور التقديرات الأمريكية حول ضرورة إنشاء ائتلاف سياسيّ قوي برئاسة الولايات المتحدة في مجابهة المحور الذي دشنه الرئيس بوتين للتعامل مع الإشكالية السورية بالتعاون مع إيران.

وتسعى أمريكا للحصول على موافقة الأطراف المشاركة في الاجتماع على بقاء بشار الأسد في الحكم فترة انتقالية يجري الاتفاق على تحديد مدتها خلال مفاوضات بين الولايات المتحدة وروسيا، وبعد نهاية تلك الفترة، تجرى انتخابات رئاسية وبرلمانية، يرحل بعدها بشار الأسد من المشهد السياسي.

يذكر أنه وفقاً للتسريبات فإن حالة الجدل التي ستخيّم على التفاوض بين الولايات المتحدة وروسيا، خلال الفترة المقبلة ستنحصر في مدة المرحلة الانتقالية التي سيبقى خلالها الأسد محتفظاً بمنصبه، إذ سيحاول الروس تمديد تلك الفترة أطول مدة، في حين سيصرّ الأمريكيون على تقليصها قدر المستطاع، إلا أن مصادر في البيت الأبيض، أعربت للصحيفة الأمريكية قبل أيام عن تفاؤلها حيال إمكانية التوصل إلى تفاهمات بين الولايات المتحدة وروسيا حول تلك القضايا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى