الولايات المتحدة تشكك في شرعية سوتشي وروسيا تنتقد بشدة

حملت وزارة الخارجية الروسية بشدة على تصريحات القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد ساترفيلد والتي قال فيها إن الولايات المتحدة لن ترى مؤتمرا في سوتشي شرعيا مشيرة إلى أن مثل هذه التصريحات تؤثر سلبا على موقف المعارضة وربطت بين التطورات الميدانية على الأرض وخاصة تعرض قاعدتي حميميم وطرطوس مؤخرا لهجومين وبين وتلك التصريحات .

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسيا ماريا زخاروفا في مؤتمر صحفي : إن التصريحات التي أدلى بها مسؤولون أمريكيون مؤخرا بشأن مؤتمر الحوار في سوتشي من شأنها أن تؤثر على موقف المعارضة .

وأضافت زخاروفا  “ربما يتوهم بعضهم بأن روسيا ستتخلى عن الموقف المبدئي بشأن دعم التسوية السياسية في سوريا على أساس قرار 2254 لمجلس الأمن الدولي، وعن الجهود للتحضير لمؤتمر سوتشي في نهاية الشهر الحالي  “.

وأضافت أنه إذا كانت لدى السيد ساترفيلد ، مثل هذه الأوهام ، فإنه لن ينجح على الرغم من كافة الجهود التي يبذلها .

وقالت زاخاروفا  “والآن أصبح من الواضح ، لماذا تعلن بعض مجموعات المعارضة السورية عن عدم وجود مواقف واضحة لديها بشأن المؤتمر. ومن الواضح من يقف وراء المعارضة ومن يعرقل التسوية

وكان المسؤول الأمريكي أكد خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأمريكي : “نعتزم العمل من خلال الأمم المتحدة وشرعية مجلس الأمن الدولي وقرار 2254. إن في ذلك ثقلا مقابلا لسوتشي والمبادرات الروسية التي من شأنها التحكم بالمسار الخاص بها والاقتصار عليه”.
وتابع ساترفيلد، “إننا لا نستطيع ولن نضفي الطابع الشرعي لعملية التسوية البديلة التي تنتهجها روسيا”. وشكك في امتلاك روسيا للاستراتيجية الطويلة الأمد في سوريا، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية لا تفهمها.

لكن المتحدثة باسم الخارجية الروسية رفضت مثل هذه الرؤية وقالت  “لقد قلنا أكثر من مرة أن عمليات جنيف، وأستانا، ومؤتمر سوتشي مرتبطة ببعضها البعض. وكلها تعتبر عناصر عملية التسوية”.

وربطت زاخاروفا بين توقيت تلك تصريحات ساترفيلد والهجمات التي تعرضت لها قاعدتا حميميم وطرطوس وقالت إن هذا يثير تساؤلات ففي الأيام الأولى من عام 2018 اشتدت في سوريا بشكل ملحوظ استفزازات مسلحي “جبهة النصرة” وفصائل التشكيلات المسلحة المتطرفة، وكانت هناك هجمات على مواقع العسكريين الروس”.

وتساءلت: “هل يأتي ذلك بسبب أن هذا التطور للأحداث،  لا يروق لبعض القوى المتنفذة ،ولأن روسيا تلعب الدور الأكثر أهمية فيه؟”.

وقالت زاخاروفا إن الولايات المتحدة لا تملك اسسا قانونية  لتواجدها في سوريا

وتحدثت مصادر صحفية عن أن وفد هيئة التفاوض برئاسة نصر الحريري  التقى في واشنطن أمس السبت مستشار الأمن القومي هيربرت ماكماستر بالإضافة إلى ديفيد ساترفيلد

وأضافت أن المسؤولين الأمريكيين انتقدا مساعي موسكو لعقد مؤتمر سوتشي وإبعاد مسار جنيف ووعدا بدعم مفاوضات جنيف

كما استضافت العاصمة الأمريكية محادثات بين  ديفيد ساترفيلد ونظرائه في بريطانيا وفرنسا ودول إقليمية رئيسية لبحث احتمال عقد مؤتمر وزاري

وكان موقع ديبكا الإسرائيلي أشار إلى أن مسؤولين كباراً في مختلف فروع الإدارة الأميركية المعنية بالسياسة الأميركية في سوريا سيقودون مفاوضات مع ديبلوماسيين أوروبيين من بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وممثّلين عن آسيا ، وتحديداً عن اليابان والهند بهدف وضع سياسية أميركية -أوروبية – آسيوية موحّدة تحدِّد بموجبها شكل النظام في سوريا ومستقبل بشار الأسد بعد انتهاء الحرب

وتحدثت مصادر صحفية عن أن التفويض الغربي ولا سيما الأمريكي , لروسيا في مرحلة تدخلها العسكري في سوريا قد انتهى الآن بعد الدخول في مرحلة البحث عن الحل السياسي .

وقالت المصادر إن الموقف الأميركي الجديد والصريح  كان قد أطلق بدايته وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس قبل بضعة أيام حين تحدث عن زيادة الوجود الأميركي المدني والدبلوماسي شرق الفرات ، حيث يسيطر حلفاء أميركا مؤكدا أن هناك خطا فاصلا ,  ومن الخطأ تجاوزه’ كما تحدث عن إعمار مناطق الوجود الأميركي

وفي إجابته على سؤال حول دور العسكريين الأمريكيين في سوريا أوضح “ساترفيلد” أن هدف الولايات المتحدة في مرحلة ما بعد تنظيم داعش هو مواجهة إيران. وقال: “إننا نشعر ببالغ القلق إزاء نشاط إيران العدائي وإمكانياتها لتوسيع نطاق هذا النشاط باستخدام قدراتها المعززة على نقل الموارد إلى سوريا”.

وشدد الدبلوماسي الأمريكي على أهمية المذكرة الموقعة في الـ8 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 بين الولايات المتحدة وروسيا والأردن، حيث إنها “توثق استعداد الولايات المتحدة وروسيا والأردن للالتزام بمبدأ ينص على سحب كافة القوات غير السورية، ومن بينها قوات إيران وحلفائها كحزب الله، من مناطق خفض التصعيد ووقف إطلاق النار”.

وأشار إلى أن تنفيذ هذا المبدأ مهم لفهم ما إذا كان الجانب الأمريكي سيتمكن من العمل مع روسيا على تخفيف حدة الصراع في سوريا وإيجاد حل له منسجم مع تطلعات الشعب السوري، أم لا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى