مصادر دبلوماسية تتحدث عن أن الولايات المتحدة وضعت استراتيجية حول القضية السورية

واشنطن ـ راديو الكل

بالتزامن مع زيارة وفدي هيئة التفاوض والفصائل العسكرية إلى الولايات المتحدة ولقاءاتهما مع عدد من المسؤوليين في البيت الأبيض والكونغرس، كشفت مصادر دبلوماسية غربية عن أن الولايات المتحدة انتهت من وضع استراتيجية للتعامل مع ملفّات القضية السورية بعد نقاشات أجرتها مع مسؤولين في عدد من الدول الغربية.

وقال مصدر دبلوماسي غربي: إن الولايات المتحدة انتهت من وضع الخطوط العريضة لاستراتيجية تتألف من ثلاث نقاط للتعامل مع ملفات القضية السورية تتمحور في الانخراط مع حلفائها الإقليميين والسوريين، والتفاوض مع الروس، وتعزيز وجودها العسكري شرق نهر الفرات.

وأوضح المصدر، أن لقاءات مكثفةً عقدت في الآونة الأخيرة في واشنطن بين مسؤولين أمريكيين وغربيين في إطار بلورة الاستراتيجية الأمريكية.

وكانت مصادر صحفية تحدثت عن أن مسؤولين كباراً في مختلف فروع الإدارة الأمريكية المعنية بالسياسة الأمريكية في سوريا أجروا مفاوضات مع دبلوماسيين أوروبيين من بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وممثّلين عن آسيا، وتحديداً عن اليابان والهند بهدف وضع سياسة أمريكية -أوروبية – آسيوية موحّدة تحدّد بموجبها شكل النظام في سوريا ومستقبل بشار الأسد بعد انتهاء الحرب.

وأوضح المسؤول الغربي، أن من بين عناوين الاستراتيجية الأمريكية مبادئ الحلّ التي تتضمن إصلاحاً دستورياً لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية برقابة الأمم المتحدة، ودعم مفاوضات بناءً على القرار 2254، إضافة إلى إصلاح أجهزة الأمن وتحسين أدائها.

وقال المصدر لصحيفة الشرق الأوسط: إن المحادثات التي تجريها واشنطن مع مسؤولي عدد من الدول الغربية تناولت 3 نقاط: الأولى، «هيئة الحكم الانتقالية» التي وردت في بيان جنيف أو «الحوكمة» التي تضمنها القرار 2254، ذلك أن دولاً تريد التركيز على البيئة الحيادية والمناسبة لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وعدم ذكر «هيئة الحكم» أو «الحوكمة». والنقطة الثانية هي الرقابة على الانتخابات السورية، وهل تجري بـ«رقابة» الأمم المتحدة أم بـ«إشراف» الأمم المتحدة، الأمر الذي يعني الإشراف على العملية الانتخابية من الألف إلى الياء لضمان الشفافية والنزاهة والرقابة وحقّ السوريين جميعاً داخل البلاد وخارجها في الاقتراع بحرية.

وأشار المسؤول، إلى أن ديمستورا حدد موعد الجولة التاسعة في 26 من الشهر الحالي، وأنها ستعقد في فيينا، وليس في جنيف أو مونترو، لأسباب لوجيستية، كي تشكل الجولة المقبلة اختباراً لقدرة موسكو على ممارسة نفوذها على النظام، لتحقيق تقدم في المفاوضات.

وتحدثت مصادر صحفية عن أن التفويض الغربيّ ولاسيما الأمريكي لروسيا في مرحلة تدخلها العسكري في سوريا قد انتهى الآن بعد الدخول في مرحلة البحث عن الحل السياسي.

وقالت المصادر: إنه في إطار الاستراتيجية الأمريكية جاءت زيارة وفد هيئة التفاوض برئاسة نصر الحريري ووفد من «الجيش السوري الحر»، واشنطن.

وقال نصر الحريري: إن هناك اتصالات ومحادثات مع الإدارة الأمريكية لمحاولة استئناف برنامج دعم المعارضة المسلحة.

وأوضح الحريري في حوار مع قناة «الحرة» الأمريكية، بأن النقاشات بين وفد المعارضة السورية ومستشار الأمن القومي الأمريكي، هربرت ماكماستر، تضمنت تنبيهاً لـ”خطورة وقف برنامج دعم فصائل الجيش الحر في ظل حملة بربرية يشنّها نظام الأسد وحلفاؤه في الغوطة الشرقية وإدلب”.

وقال مصطفى سيجري رئيس المكتب السياسيّ في “لواء المعتصم” وأحد أعضاء الوفد العسكري الذي يزور الولايات المتحدة حالياً: “إن الوفد سيقابل مسؤولين من البيت الأبيض والكونغرس، لحثّ إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على إعادة تزويد الجيش الحر بالمعدّات القتالية”.

وكان عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني المعارض “عقاب يحيى” أكد لراديو الكل، أن هناك إشارات إيجابية بأن تغيراً ما في الإدارة الأمريكية يبحث الآن حول الملف السوري قد يكون له انعكاس على التسوية وعلى إلزام النظام بقرارات الشرعية الدولية.

ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة هي الآن صاحبة مشروع، وهي اللاعب الجديد، التي قررت أخيراً أن تخوض في الصراع السوري بدعم القوى المحلية المعارضة، والعمل بوصفها قوةً على الأرض، حتى تفرض رؤيتها للحل السياسي حيال سوريا.

وقال عبد الرحمن الراشد في صحيفة الشرق الأوسط: إن الولايات المتحدة فاجأت الجميع وعلى غير العادة، بأنها قادرة على تبني أفكار جديدة، وبناء مشروع من الصفر، والحفاظ على سريته باسم محاربة «داعش» في شرقيّ وجنوبيّ سوريا، بعثت تدريجياً قواتها وخبراءها ليبلغ العدد نحو 5 آلاف، أكثر من نصفهم في شرق الفرات السوري، وهي تقوم بجمع وتدريب قوة كبيرة من 30 ألف سوري، وكان أول انتصاراتهم هزيمة «داعش» في الرقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى