ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

عواصم ـ وكالات

الولايات المتحدة فاجأت الجميع وعلى غير العادة، بأنها قادرة على تبني أفكار جديدة، وبناء مشروع من الصفر، والحفاظ على سريته وهو كما يقول عبد الرحمن الراشد في صحيفة الشرق الأوسط: مشروع إقليم شرق الفرات السوري، أقلّ من دولة وأكثر من منطقة حماية. من جانبها نشرت دورية “جيوبوليتيكال فيوتشرز” الأمريكية مقالاً حول الخلاف بين تركيا من جانب وروسيا وإيران من جانب آخر. ونشرت صحيفة «خبر7» التركية تقريراً حول العملية العسكرية المرتقبة للجيش التركي والمعارضة السورية في مدينة عفرين.

وفي الشرق الأوسط كتب عبد الرحمن الراشد تحت عنوان “دخول الأمريكيين في صراع سوريا”.. يجري بناء جيش سوري من 30 ألف مقاتل في شرق الفرات، حدوده بين جنوب تركيا وشمال العراق. نصفه من أكراد سوريا والنصف الآخر من أبناء المناطق العربية وغيرهم. الولايات المتحدة هي صاحبة المشروع، وهي اللاعب الجديد، التي قررت أخيراً أن تخوض الحرب السورية بدعم القوى المحلية المعارضة، والعمل بصفها قوةً على الأرض، حتى تفرض رؤيتها للحل السياسي حيال سوريا.

وأضاف: بالفعل تطور مهمّ يقوم على قوة جديدة، لكنه لن يكون دولةً بمفهومها القانوني، لأن تقسيم وتأسيس دول جديدة عملية سياسية وقانونية وعسكرية معقدة وخطيرة، وفيه شبه إجماع دولي على رفضها، وهذا ما حال بين الأكراد في العراق وحلمهم بإقامة دولتهم في الإقليم الذي تحت سيطرتهم الكاملة.

مشروع إقليم شرق الفرات السوري، أقلّ من دولة وأكثر من منطقة حماية. في شهادته أمام الكونغرس تحدث ديفيد ساترفيلد، المكلف بإدارة ملفّ الشرق الأدنى في وزارة الخارجية الأمريكية عن المشروع، بأنه سيكون نموذجاً جديداً في سوريا. ومن شهادته تبدو الدّويلة المقترحة مشروعاً موجهاً لتنفيذ عدة أهداف كبيرة يعمل فيها دبلوماسيون ومخابرات وقادة عسكريون.

هذه المرة فاجأت الولايات المتحدة الجميع، وعلى غير العادة، بأنها قادرة على تبني أفكار جديدة، وبناء مشروع من الصفر، والحفاظ على سريته. باسم محاربة «داعش» في شرقيّ وجنوبيّ سوريا، بعثت تدريجياً قواتها وخبراءها ليبلغ العدد نحو 5 آلاف، أكثر من نصفهم في شرق الفرات السوري. وهي تقوم بجمع وتدريب قوة كبيرة من 30 ألف سوري. وكان أول انتصاراتهم هزيمة «داعش» في الرقة.

القوة السورية الجديدة قد تكون أفضل خيار لتحقيق سلام معقول في سوريا، وليس سلام «سوتشي» الذي يخطط له الروس والإيرانيون من أجل فرض حلّ بالقوة في سوريا. إيران تريد سلاماً يسمح لها باحتلال سوريا وفرض نفوذها على لبنان والعراق، الأمر الذي يحقق لها في الأخير قدرة تفاوضية عالية في ملفّاتها الإقليمية وكذلك في علاقتها مع الغرب.

النشاط الإيراني يبرهن على أن اتفاقات «سوتشي» ليست محلّ ثقة، ما يجعل قيام قوة موازية ضرورة في ظل السباق الإقليمي للسيطرة على سوريا.

من جانبها نشرت دورية “جيوبوليتيكال فيوتشرز” الأمريكية مقالاً للكاتب جاكوب شابيرو، رأى فيه أن هناك خلافات بين تركيا من جانب وروسيا وإيران من جانب آخر، وهي الدول الثلاث الضامنة لاتفاق وقف التصعيد في سوريا، الأمر الذي يجعل ترويكا الأستانة مهددةً بالتفكك.

وقال شابيرو في مقاله: إن مشكلة اتفاق الأستانة لإنشاء 4 مناطق لخفض التوتر في سوريا هي اختلاف وجهات النظر بين الدول الثلاث الراعية، فتركيا تدعم القوات المعارضة للنظام، وروسيا وإيران تدعمان في المقابل نظام الأسد. ويتبادل الجانبان الاتهامات بدعم جماعاتهم على الأرض، بدلاً من العمل على حفظ السلام.

وختم شابيرو بالقول: إنه بغض النظر عمّن سيحضر اجتماع سوتشي، فإن مستقبل سوريا لن يقرّر هناك، ولا في أستانة أو جنيف، بل يحدد الآن على أرض الواقع، حيث نظام الأسد له اليد العليا، وروسيا هي المتحكمة في الأمور، وإيران في انتظار الوقت المناسب على أمل الاستفادة من إرهاق روسيا في النهاية، أما تركيا فستستمر في البحث عن طرق لوقف تمدد الأسد.

من جانبها نشرت صحيفة «خبر7» التركية تقريراً، سلطت من خلاله الضوء على تفاصيل العملية العسكرية المرتقبة للجيش التركي والمعارضة السورية على وحدات حماية الشعب يي بي كي في مدينة عفرين، التي أشار إليها الرئيس التركي ضمن تصريحاته الأخيرة.

وأكدت الصحيفة، أن القوات التركية تمركزت في 4 مناطق تطلّ على مدينة عفرين، مما سمح للجيش التركي بالانتشار على مشارف المدينة الجنوبية، فضلاً عن ذلك، باتت قوات الجيش التركي وقوات المعارضة السورية، شماليّ حلب، مستعدةً تماماً لبدء العملية العسكرية، حيث أحيط بمدينة عفرين من شرقها أيضاً، في حين وجهت الدبابات التركية فوّهاتها نحو المدينة، وفقاً لترجمة موقع عربي 21.

وكشفت الصحيفة عن نيّة الجيش التركي القيام بعملية مزدوجة ومتزامنة، تتمثل في إنزال جويّ للقوات الخاصة التركية، بالتزامن مع تحركات عسكرية برية. ومن المخطط أن تتحرك العربات المصفحة في الوقت الذي تتم فيه عملية الإنزال الجوي للقوات الخاصة، والتي ستنفّذ مهمات خاصةً وخاطفة.

وقالت الصحيفة: إن جميع القوات العسكرية التركية على طول الحدود أمرت بضرورة البقاء في حالة استنفار تامّ لتلقّي أية تعليمات، في حين تشير بعض المعلومات الواردة إلى أن الحملة العسكرية قد تشمل مدينة منبج أيضاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى