ملفات القضية السورية في الصحف العربية

للاستماع

عواصم ـ وكالات

واشنطن عادت وبقوة إلى ساحة القرار في سوريا والعراق وما بينهما إيران كما يقول أسعد حيدر في صحيفة المستقبل اللبنانية، ويضيف: إن البنتاغون أدرك معنى وخطورة اتصال طهران برّاً بدمشق من جهة، ومن جهة أخرى معنى شطب جنيف وأستانة وحصر عملية الحل في سوتشي. وكتب جلبير الأشقر في القدس العربي حول الموضوع نفسه تحت عنوان “سوريا: بلبلة في واشنطن وعنتريات على ضفاف البوسفور وبردى”. في حين تحدث غازي دحمان في الحياة اللندنية عما أسماه بداية التأسيس للثورة الإيرانية.

وفي المستقبل اللبنانية كتب أسعد حيدر تحت عنوان “واشنطن لموسكو: لا حلّ بدوننا”.. لم تنتصر روسيا في سوريا، ولا انهزمت الولايات المتحدة الأمريكية. فلاديمير بوتين، اعتقد بعد سلسلة التحولات في سوريا لمصلحته، أنه قادر على صناعة مستقبل سوريا كما يرى ويريد. لم يلتفت كثيراً إلى الآخرين، ولم يدقّق في حجم وجود كلّ واحد منهم على حدة. لم يفكر أيضاً بأنّ مصالحه تتقاطع مع مصالح الآخرين، ولكن أيضاً في مرحلة معيّنة يفترق عنهم، أو ينفصلون عنه، فيتأجل كلّ شيء بما في ذلك الحلّ بكل تفاصيله حتى الاستراتيجية منها.

خلال أسبوع واحد صدم القيصر مرتين. الأولى عندما ضربت موجة من الطائرات المسيرة، مطار حميميم، القاعدة العسكرية الروسية، حيث التقى فيها «القيصر» مع بشار الأسد وكأنه المضيف الذي يستقبل ضيفه. من المؤكد أنّ طائرات روسيةً دمّرت أو أصيبت. ليس مهماً العدد. المهم العملية بحدّ ذاتها التي أسقطت أمن القاعدة ونزعت الاستقرار، خاصةً أنّه من الممكن دائماً وعندما تدقّ الساعة تكرار العملية. باختصار لا يستطيع «القيصر» ضمان وجوده بدون القلق والخوف.

الثانية، عندما أعلنت واشنطن، أنّها ستدرّب ثلاثين ألف جنديّ سوريّ معارض، نصفهم من الأكراد المنضوين في «قوات سوريا الديموقراطية». هذه القوة ستنتشر لاحقاً على طول الحدود مع تركيا شمالاً والعراق شرقاً على طول نهر الفرات الذي يفصل بين قوات سوريا الديموقراطية وقوات نظام الأسد. سبق لواشنطن أن وجّهت تحذيراً بوجوب عدم عبور الفرات. لم يقتنع الأسد ولا بوتين. الآن اقتنعا. الأسد اكتفى بتعليق أجهزته أن «القوات الأمريكية قوة احتلال والأكراد من قوات سوريا الديموقراطية خونة».

وأضاف حيدر: الآن بعد انخراط واشنطن تقول المعارضة السورية: إن «مباحثات سوتشي لم تقدم صيغةً واضحةً للحل باختصار، كأنّ كلّ شيء عاد إلى نقطة البداية، حيث الأمريكي لا يعترف بأي انتصار روسي يتضمن انتصاراً إيرانياً، نتيجة لتحكّم الروس بالجو، بينما البرّ للإيرانيين.

البنتاغون يتابع زرع القواعد الجوية في سوريا. قواعد ليست ضخمةً لكنها عملية وفعّالة استراتيجياً. موسكو تعرف الخطوط الحمر وتتعامل معها بدقة، وواشنطن لا تتجاوز موسكو، فالتنسيق قائم حتماً.

وحول الموضوع نفسه أيضاً يكتب جلبير الأشقر في القدس العربي تحت عنوان “سوريا: بلبلة في واشنطن وعنتريات على ضفاف البوسفور وبردى”.. من الواضح أن للبنتاغون كلمة الفصل في الأمور العسكرية في السياسة الأمريكية أمام رؤية الرئيس، فاستراتيجية البنتاغون في الاعتماد على «قوات سوريا الديمقراطية» يبدو أنها أصابت، لو قسنا فعاليتها بردود الفعل التي أثارها قرار تشكيل حرس الحدود من طرف موسكو وطهران والنظام.

ويبدو أن الجيش السوريّ الحرّ قد استخلص العبرة من كل ذلك، ولاسيما إزاء الهجوم الجاري حالياً في منطقة إدلب، فقرّر التوجّه نحو واشنطن من جديد. ومنذ أيام قليلة، يزور وفد من الجيش المذكور العاصمة الأمريكية لإجراء محادثات في البيت الأبيض والبنتاغون توخياً الحصول على دعم أمريكيّ نوعي من خلال إقناع واشنطن بالاتكال على «الجيش السوري الحرّ» ركيزةً ثانيةً لاستراتيجيتها في سوريا إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية.

في الحياة اللندنية كتب غازي دحمان تحت عنوان “التأسيس للثورة في إيران.. في بطاقته التعريفية”.. كلّ شيء يثبت أن نظام الملالي في إيران عاش أكثر من عمره الافتراضي بكثير، هو نظام ميت وخارج سياق العصر، ولم يكن يصلح لأكثر من مرحلة انتقالية بعد الثورة ثم يسلّم السلطة ويعود لحوزات قم لتدريس المريدين. أما وقد بقي بفعل عوامل كثيرة، فإن ذلك لا يعني أن بقاءه كان أمراً طبيعياً، بل زيادةً مجانيةً في فائض العبث واستهلاكاً من رصيد مستقبل الأجيال الإيرانية في التطور والنماء.

ويتساءل دحمان بقوله: هل حقاً نامت الثورة في إيران، أو جرى إجبار الثوار على الرجوع إلى الهوامش التي خرجوا منها؟ ويقول: على العكس مما يعتقد سدنة نظام الملالي، فإنه في إيران يتشكل سياق صحيح لثورة ستفكّك بنية العنف وتستنزف طاقته المختزنة، قد يحتاج نضج هذا السياق إلى زمن، لكن من المؤكد أنه قد بدأ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى