ديمستورا يعلن جولة جديدة من مسار جنيف بشكل مفاجئ.. وتيلرسون يعلن دعمه

 

عواصم ـ راديو الكل

قرر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان ديمستورا عقد جولة مفاوضات بين المعارضة والنظام، في إطار عملية جنيف السياسية التي تعقد برعاية الأمم المتحدة يومي 25 و 26 من الشهر الحالي في العاصمة النمساوية فيينا، وذلك قبيل ساعات من تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون وحدد فيها ملامح الاستراتيجية الأمريكية إزاء سوريا.

وقال مكتب المبعوث الأممي في بيان وصل راديو الكل نسخة منه: إن دعوات منفصلةً أرسلت إلى كلّ من هيئة التفاوض والنظام لحضور الجولة القادمة التي ستعقد في مقر الأمم المتحدة في مركز فيينا الدولي وليس في جنيف وذلك لأسباب لوجستية.

قرار المبعوث الخاصّ المفاجئ جاء قبيل ساعات من تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، ووعد فيها بتقديم مزيد من الدعم لجولة المفاوضات الجديدة حول سوريا في فيينا، مؤكداً أن رحيل الأسد لن يكون إلا من خلال عملية تدريجية وانتخابات حرة ونزيهة وتغيير للدستور.

مكتب المبعوث الأممي أكد في بيانه، أنه يتطلع إلى قدوم الوفود إلى فيينا لمناقشة السلة الدستورية بجدول الأعمال من أجل التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2254.

وقال: إنه في الوقت الذي يتم فيه التحضير لجولة فيينا، يؤكد المبعوث الخاصّ مجدّداً رؤية الأمم المتحدة بضرورة تقويم أية مبادرة سياسية يقوم بها الفاعلون الدوليون على أساس قدرتها على الإسهام فيها ودعم عملية جنيف السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة وفي التنفيذ الكامل للقرار 2254.

وتعقيباً على قرار المبعوث الأممي قال نائب رئيس الائتلاف عبد الرحمن مصطفى لـ راديو الكل: إن الأمم المتحدة تريد فتح ثغرة في مسار جنيف المسدود واختبار نوايا النظام وروسيا من خلال طرح سلة الدستور، التي هي أساس مؤتمر سوتشي لتجبر النظام على الانخراط بمفاوضات جنيف جدياً مباشرةً ولأول مرة.

وقال مصطفى: إنه إذا نجحت الأمم في جمع الوفدين في مفاوضات مباشرة، فإنه من المرجح أن توافق على مشاركتها في مؤتمر سوتشي، وأيضاً فتح السلال الأخرى تباعاً في جولات جنيف القادمة.

وقالت مصادر دبلوماسية غربية: إن واشنطن ترغب في ألّا تأخذ موسكو زمام المبادرة وتنشئ محادثات موازيةً لمحادثات جنيف، مثل التي تستضيفها في سوتشي الروسية ومن المقرر أن تعقد قريباً جولة أخرى لها هناك.

وكان رئيس لجنة المفاوضات السورية المعارضة، نصر الحريري، قال أمس: إن الولايات المتحدة أعلنت التزاماً مجدداً بإيجاد حلّ سياسي للقضية السورية، ودعت إلى ممارسة المزيد من الضغوط على روسيا والنظام.

وقدّم الحريري إيجازاً في البرلمان البريطاني أمس، أكد فيه أنهم شعروا بوجود شيء جديد، وأن “الأمريكيين يرغبون في أن يلعبوا دور القيادة، ويأخذوا زمام المبادرة”.

ونسبت صحيفة تلغراف البريطانية إلى مستشار بالمعارضة السورية قوله: إن الإدارة الأمريكية عقدت اجتماعاً الأسبوع الماضي مع بريطانيا وفرنسا والسعودية والأردن لمناقشة القضية السورية، وأعلنت خلال هذا الاجتماع أنها ستسحب دعمها عن المفاوضات التي تشرف عليها روسيا وإيران وتركيا.

وكان مسؤولون من الإدارة الأمريكية بينهم مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر ووزير الخارجية ريكس تيلرسون، قد عقدوا اجتماعات مع وفد هيئة التفاوض خلال الأسابيع القليلة الأخيرة.

وعد دبلوماسيون غربيون أن الاجتماع المذكور بين الولايات المتحدة والدول الأربع، أول إشارة ملموسة لتجديد أمريكا التزامها بسوريا عقب الاتهامات التي وجهت لواشنطن بأنها تخلت عن المعارضة تحت إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما من أجل التركيز على حرب تنظيم داعش.

ورأى مراقبون أن قرار ديمستورا عقد جولة جديدة ضمن مسار عملية جنيف قبيل موعد مؤتمر سوتشي الذي قال الروس: إنه سيعقد في نهاية الشهر الحالي، وأيضاً تصريحات وزير الخارجية الأمريكي بشأن دعم هذه المفاوضات، من شأنها أن تعيد التوازن إلى مسار العملية السياسية خاصة أن الإدارة الأمريكية لم تعد تسمح للروس بالتفرد بملف القضية السورية كما كان في زمن الإدارة السابقة.

من جانبها، وصفت مصادر إعلامية تابعة للنظام دعوة المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا إلى عقد جولة جديدة من المفاوضات في فيينا، بأنها خطوة استفزازية ومحاولة أخيرة من قبل المبعوث الدولي للتشويش على جهود إطلاق مؤتمر سوتشي.

وقالت صحيفة الوطن: إن خطوة ديمستورا تأتي بالتنسيق مع واشنطن والرياض لإجهاض الحوار الوطني السوري المنتظر، والاكتفاء بالحوار مع هيئة التفاوض المعارضة التابعة للرياض والدول الغربية المعادية لسورية. بحسب تعبيرها.

وقالت: إن دعوة ديمستورا تأتي قبيل ساعات من وصول مساعده رمزي عز الدين رمزي إلى دمشق، مشيرة إلى أن رمزي لم يأت إلى دمشق للتشاور حول إمكانية عقد جولة مفاوضات، بل من أجل تسليم الدعوة.

وإلى يوم أمس لم يكن النظام قد تلقّى أيّ دعوة من ديمستورا، ولم يكن لديه علم بنيته القيام بجولة مباحثات جديدة، على حين كانت الهيئة العليا للتفاوض على اطلاع بكل مشاريع ونيات ديمستورا.

وقالت: بدا واضحاً من صيغة البيان أن الجولة التي يدعو إليها المبعوث الدولي «رمزية» و«إعلامية»، وتستمر يومين فقط للبحث في سلة واحدة وهي الدستور، الأمر الذي يؤكد أن هدف الجولة التشويش فقط على «سوتشي»، الذي سينعقد في الثلاثين من الشهر ذاته، ومن المفترض أن يبحث أيضاً في أفكار تساعد على وضع دستور جديد للبلاد.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى