
أنقرة ترفض طرح غصن الزيتون في مجلس الأمن.. وموسكو تحمل واشنطن مسؤولية العملية
عواصم ـ وكالات
رفضت تركيا دعوة فرنسا مجلس الأمن الدولي للانعقاد لمناقشة الوضع في عفرين بعد عملية غصن الزيتون التي بدأتها أول أمس، بينما كررت روسيا تحميل الولايات المتحدة مسؤولية العملية التركية بسبب قيامها بإجراءات أحادية الجانب، في حين أكدت الولايات المتحدة أن تركيا أبلغتها بشكل صريح قبيل بدء الطيران بشن غارات على وحدات كردية في المدينة.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو تعليقاً على دعوة فرنسا مجلس الأمن الدولي لاجتماع طارئ بشأن الأوضاع في الغوطة الشرقية وإدلب وعفرين السورية، قال: إنّ بلاده تنظر إلى الدول التي تنقل عملية غصن الزيتون إلى مجلس الأمن الدولي، على أنها دولة داعمة للتنظيمات الإرهابية التي تهدد أمن وسلامة الأراضي التركية.
وأضاف تشاووش أوغلو، أنّ تركيا تستهدف عناصر تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي في مدينة عفرين بريف محافظة حلب السورية، وتسعى من خلال عملية غصن الزيتون إلى إنقاذ المدنيين القاطنين في تلك المنطقة من ظلم العناصر الإرهابية.
وفي وقت سابق، دعت فرنسا إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن حول سوريا، عقب إطلاق تركيا عملية “غصن الزيتون” في منطقة عفرين.
وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، في تغريدة عبر “تويتر”: “إنّ الاجتماع الطارئ الذي دعت إليه فرنسا سيتمحور حول الأوضاع في الغوطة، وإدلب، وعفرين”.
وأضاف، أنّ “باريس تهتم لأمن تركيا وأراضيها وحدودها”. داعياً في الوقت نفسه السلطات التركية إلى ضبط النفس في سياق صعب حيث يتدهور الوضع الإنسانيّ في عدة مناطق سورية بسبب العمليات العسكرية التي قام بها النظام وحلفاؤه”.
وكان تشاووش أوغلو أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، لتزويده بمعلومات عن عملية غصن الزيتون التي بدأت مساء أمس السبت.
من جانبه، كشف وزير الدفاع الأمريكي، جيم ماتيس، أن الحكومة التركية أبلغت واشنطن بضرباتها الجوية على مدينة عفرين قبل شنها.
وقال ماتيس في تصريحات صحفية: إن تركيا كانت صريحة، أبلغونا قبل شنّ الحملة الجوية التي كانوا يعتزمون القيام بها وبالتشاور معنا. نحن نعمل الآن بشأن طريقة المضيّ قدماً”.
ودعت الولايات المتحدة الأمريكية في وقت سابق تركيا إلى ضبط النفس خلال عملياتها العسكرية في عفرين السورية لتجنب حدوث خسائر في صفوف المدنيين.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية “هيذر نويرت” في بيان لها: “إنّ وزير الخارجية ريكس تيلرسون ناقش العمليات العسكرية التي تقودها أنقرة في عفرين مع وزيري الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو والروسي سيرغي لافروف”، مضيفة أن “واشنطن تدعو تركيا شريك حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى ضبط النفس خلال العمليات العسكرية في عفرين، والإبقاء على عملياتها في نطاق محدود ودقيق لتفادي وقوع ضحايا من السكان”.
من جانبه، كرر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ما كانت أعلنته وزارة الدفاع الروسية من أن الإجراءات الأحادية الجانب المتخذة من قبل واشنطن في سوريا هي سبب “غضب تركيا”. مشيراً إلى إعلان التحالف بقيادة واشنطن تشكيل قوة حدودية في شرق الفرات.
ومن جهته، قال رئيس الأركان الإيراني محمد باقري في اتصال هاتفي أجراه مع رئيس أركان الجيش التركي خلوصي أكار: إن الإجراءات العسكرية لا ينبغي أن تمسّ المفاوضات السياسية الثلاثية ومفاوضات أستانة التي حققت نجاحات حتى الآن”، لافتاً إلى أن “المشكلة والقضية الخطيرة الأخرى هي الحيلولة دون الأضرار المحتملة التي قد تلحق بأهالي القرى والمدن السورية في منطقة العمليات”.