قبيل إعلان موقفه من سوتشي.. وفد هيئة التفاوض يزور موسكو

عواصم ـ وكالات

يصل إلى العاصمة الروسية موسكو في وقت لاحق اليوم وفد هيئة التفاوض فى زيارة هي الأولى من نوعها تسبق حسم الموقف من المشاركة فى مؤتمر سوتشي نهاية الشهر الحالي، في ظل ورود أنباء عن احتمال إرجاء موعد عقد المؤتمر المقرر في نهاية الشهر الحالي.

وقالت هيئة التفاوض فى بيان: “إن وفدها سيلتقي في موسكو وزيري الخارجية والدفاع الروسيين، بالإضافة إلى رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الروسي، وذلك للوقوف على حقيقة الموقف الروسي تجاه العملية السياسية” لكونها “طرفاً معنياً بما يجري في سوريا وأحد رعاة العملية السياسية في جنيف وضامناً أساسياً لمناطق خفض التصعيد” التي أقرت في أستانة.

وتأتي الزيارة قبيل أيام من جولة مفاوضات سلام جديدة مرتقبة في فيينا برعاية الأمم المتحدة بعد فشل جولة المفاوضات الأخيرة في جنيف الشهر الماضي.

ونقلت وكالة إنترفاكس عن أحد المصادر، أن “موعد المؤتمر قد يؤجل، كما أن مكان انعقاده قد يتغير أيضاً”. وبحسب المصدر، فإن نجاح الدورة المقبلة للمفاوضات بين السوريين تحت الرعاية الأممية التي أعلن إجراؤها بفيينا في 25 و 26 من يناير، قد يغني عن ضرورة تنظيم مؤتمر في سوتشي.

وأوضح المصدر: “إذا تسنى خلال المفاوضات السورية بوساطة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان ديمستورا، إقناع النظام والمعارضة بالانخراط في مفاوضات مباشرة، وتحدث هذه المفاوضات بالفعل، ويبدأ العمل وفقاً لهذه الآلية، فلن تبقى هناك حاجة إلى تنظيم مؤتمر سوتشي”.

من جانبه، لم يستبعد مصدر في المعارضة السورية نقل المؤتمر من سوتشي إلى إحدى المدن المصرية، مشيراً إلى أن “ذلك قد يكون أكثر راحة لممثلي المعارضة”.

وأثار إعلان المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا على نحو مفاجئ قبل عدة أيام جولة جديدة في إطار عملية جنيف تعقد في فيينا في 25 و 26 من الشهر الحالي؛ حالة من الإرباك في الدبلوماسية الروسية التي تسعى إلى إنجاح مؤتمر سوتشي وجعله بديلاً لعملية جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة.

وتعقيباً على قرار المبعوث الأممي قال نائب رئيس الائتلاف عبد الرحمن مصطفى لـ راديو الكل: إن الأمم المتحدة تريد فتح ثغرة في مسار جنيف المسدود واختبار نوايا النظام وروسيا من خلال طرح سلة الدستور، التي هي أساس مؤتمر سوتشي لتجبر النظام على الانخراط جدياً بمفاوضات جنيف مباشرةً ولأول مرة.

وقال مصطفى: إنه إذا نجحت الأمم في جمع الوفدين في مفاوضات مباشرة، فإنه من المرجح أن توافق على مشاركتها في مؤتمر سوتشي، وأيضاً على فتح السلال الأخرى تباعاً في جولات جنيف القادمة.

وقالت مصادر دبلوماسية غربية: إن واشنطن ترغب في ألا تأخذ موسكو زمام المبادرة وتنشئ محادثات موازيةً لمحادثات جنيف، مثل التي تستضيفها في سوتشي الروسية، ومن المقرر أن تعقد قريباً جولة أخرى لها هناك.

وكان رئيس هيئة التفاوض نصر الحريري قال في وقت سابق: إن الولايات المتحدة أعلنت التزاماً مجدداً بإيجاد حلّ سياسي للأزمة في سوريا، ودعت إلى ممارسة المزيد من الضغوط على روسيا والنظام.

ورأى مراقبون أن قرار ديمستورا عقد جولة جديدة ضمن مسار عملية جنيف قبيل موعد مؤتمر سوتشي الذي قال الروس: إنه سيعقد في نهاية الشهر الحالي، وأيضاً تصريحات وزير الخارجية الأمريكي بشأن دعم هذه المفاوضات، من شأنها أن تعيد التوازن إلى مسار العملية السياسية خاصةً أن الإدارة الأمريكية لم تعد تسمح للروس بالتفرد بملف القضية السورية كما كان في زمن الإدارة السابقة.

ولم تتخذ هيئة التفاوض قراراً بعد برفض أو قبول المشاركة في سوتشي إلا أن زيارة وفد الهيئة إلى موسكو تنحصر في استيضاح موقف روسيا من المسائل التي ستطرح في سوتشي وطبيعة المؤتمر وذلك في إطار حوار مع روسيا.

في حين، أكدت مصادر مطلعة أن روسيا تحاول أن تكون المشاركة في سوتشي أوسع ما يمكن خاصةً من قبل المعارضة التي أعلنت غالبية فصائلها العسكرية رفضها الذهاب إلى موسكو التي كانت أعلنت على لسان المبعوث الرئاسي ألكسندر لافرنتييف أنه لا مكان في سوتشي لمن يرفض بقاء الأسد.

وربط مراقبون بين التصعيد العسكري من جانب النظام وروسيا في إدلب وغوطة دمشق مؤخراً وبين رفض المعارضة المشاركة في سوتشي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى