ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع:

من حسن حظنا في المنطقة، أن صناع القرار في واشنطن استيقظوا أخيراً إلى الخطر الذي تشكله التحولات الجديدة في سوريا كما يقول عبد الرحمن الراشد في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية. وفي الاندبندنت البريطانية يقول باتريك كوكبيرن: إن سياسات واشنطن في سوريا، وخاصة في المدة الأخيرة، أسهمت بقسط كبير في تفجير أزمة عفرين. وفي الواشطن بوست تقرير يقول: إن تنظيم داعش ما زال أبعد ما يكون عن الهزيمة في كل من العراق وسوريا.

وفي الشرق الأوسط كتب عبد الرحمن الراشد تحت عنوان “واشنطن تختار سوريا للمواجهة”.. رغم كثرة الانتقادات الموجّهة لسياسة الإدارة الأمريكية الحالية في منطقة الشرق الأوسط، فإنه يجب أن نعترف أنها أكثر وضوحاً والتزاماً من السياسات السابقة. وقد اختارت سوريا لتكون مركز اختبار استراتيجيتها الجديدة في مواجهة «داعش» وروسيا وإيران؛ لكن لا ندري إن كانت قادرةً على إكمال الطريق الذي رسمته وأعلنته أخيراً.

الأمريكيون تخلّوا عن سياسة العام الماضي بالتعاون مع الروس في سوريا، وتبنّوا سياسةً جديدةً تقوم على مواجهتهم عبر الوكلاء والأحلاف الإقليمية. موسكو سبقت واشنطن في تبني هذه السياسة، فهي تستخدم الإيرانيين ووكلاءهم من ميلشيات لبنانية وعراقية وغيرها للقتال على الأرض. في المقابل يستخدم الأمريكيون على الأرض ميلشيات كرديةً سورية، مع فلول «الجيش الحر» السوري، في منطقة شرق الفرات. أصبح التوجه الأمريكيّ الجديد يقوم على إفشال المشروع الروسي الإيراني في سوريا، وإحباط محاولات «داعش» للعودة بعد إسقاط «دولة الخلافة» في الرقة.

ومن حسن حظّنا في المنطقة، أن صناع القرار في واشنطن استيقظوا أخيراً إلى الخطر الذي تشكله التحولات الجديدة في سوريا، وهم ضد ما تفعله إيران أيضاً في العراق. حتى لو لم ترق الأمور إلى درجة المواجهات العسكرية هناك، فإن تبنّي سياسة عدائية يكفي لرفع كلفة الحرب على النظام الإيراني، وسيجعل قدرته على الهيمنة على المنطقة بعيدة الاحتمال اليوم.

نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية تقريراً للكاتب باتريك كوكبيرن، رأى فيه أن سياسات واشنطن في سوريا، وخاصة في المدة الأخيرة، أسهمت بقسط كبير في تفجير أزمة عفرين، وأن احتمالات الصدام بين أنقرة وأكراد سوريا ازدادت بعد هزيمة داعش أواخر العام الماضي.

وقال: إن تركيا كانت تأمل في تقليص الدعم الأمريكي للأكراد بعد تراجع “الخطر الداعشي”، إلا أن ما صدر عن واشنطن أحبط الآمال التركية على ما يبدو، إذ أعلن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في 17 من الشهر الحالي، أن جيش بلاده يعتزم البقاء في سوريا إلى أجل غير مسمى، ما يعني استمرار تمركزه في مناطق شمال شرقيّ سوريا التي تسيطر عليها الوحدات الكردية.

ووفقاً للكاتب، فإن تيلرسون على ما يبدو لم يأخذْ بعين الاعتبار شيئاً بديهياً وهو أن تصريحاته لن تثير غضب روسيا وإيران والنظام فحسب، بل تركيا بشكل خاص، إذ “كانت الولايات المتحدة في الواقع تتكفل بوجود دويلة كردية دائمة تحت الحماية الأمريكية، يسيطر عليها أشخاص وصفهم أردوغان بـ”الإرهابيين” وتعهد بالقضاء عليهم”.

وعليه، بحسب كوكبيرن، فإنه بالرغم من مزاعم واشنطن بأن وجودها في سوريا يعدّ عامل تعزيز للاستقرار، إلا أن الواقع في المنطقة يثبت عكس ذلك.

من جانبها نشرت وكالة “بلومبرج” الأمريكية تقريراً حول تأثير العمليات العسكرية التي تشنّها تركيا في شمالي سوريا، على مخطط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتسوية الأوضاع في الدولة التي مزقتها الحرب.

وقالت الوكالة في التقرير الذي نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم:” لقد مر شهر فقط على الزيارة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا لإعلان النصر في الحرب الأهلية التي ساعد في تغيير مسارها”، معتبرةً أن الفوز “بالسلام … أو الحفاظ عليه يبدو تحدياً كبيراً” لبوتين.

وأضاف التقرير: “في الوقت الذي ينظر فيه بوتين لأكراد سوريا الذين يسيطرون على مساحات واسعة قرب الحدود التركية على أنهم حليف محتمل وجزء أساسيّ من أية تسوية، يراهم أردوغان تهديداً إرهابياً تعهد بأن يدمره”.

وفي تعليقها على هذه التطورات قالت “إيرينا زفياجيلسكايا” الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط في معهد الدراسات الشرقية الممول من موسكو: “الأتراك يجعلون الأمور أكثر صعوبة… إنها بالفعل صعبة جداً الآن فنحن نحاول الدفع بعملية السلام في الوقت الذي يعدّ فيه الأسد غير مساعد، وجماعات المعارضة ترفض المشاركة. عندما يكون هناك أيضاً تصعيد عسكريّ سنجد أنفسنا في موقف خطير جداً”.

من جهتها قالت صحيفة “واشنطن تايمز” الأمريكية: إن داعش ما زال أبعد ما يكون عن الهزيمة في كل من العراق وسوريا، بعد أن أرسل رسائل إلى مقاتليه بتفعيل أساليب الاغتيالات والقنابل والكمائن التي تنفذها الجماعة المسلحة.

وتنقل الصحيفة عن محللين قولهم: إنه على رغم إعلان الحكومة العراقية الاستعادة الكاملة لجميع الأراضي في الشهر الماضي، “فإن بقايا الجهاديين قابلة للتكيف وإعادة الانتشار، ليبدأ تحركه من جديد”.

من جانبه، قال الجنرال المتقاعد جيمس دوبيك، الذي كان قائداً للقوات الأمريكية في العراق: “إن نهاية الخلافة بشكلها القائم مادياً لا يعني نهاية الحرب أو إنهاء أهدافها الاستراتيجية”.

وأوضح بحسب الصحيفة، أن داعش لا يخفي نيته في العودة إلى جذوره الإرهابية مع التفجيرات والهجمات التي قتلت مدنيين أبرياء بالرمادي والناصرية وبغداد، في الأسابيع الماضية”.

وأشار الجنرال المتقاعد إلى أن داعش قادر على التكيف من جديد، كما أنه سيتمكن من استخدام شبكاته في محاولة لإعادة التشكيل وإعادة بناء القيادة والتجنيد، إضافة إلى إعادة التدريب والإمداد وتجديد المعدّات، تماماً كما فعلوا في المدة من عام 2010 إلى عام 2014.

وتشير الصحيفة إلى أن داعش يعمل على تغيير التكتيكات الخاصة به مدةً مؤقتة، وأنه سيختار حالياً تكتيك حرب العصابات والغارات الخاطفة والاغتيالات التي يتم تحديدها مسبقاً.

عواصم ـ وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى