
غصن الزيتون في يومها الخامس تصميم تركي على تحقيق الأهداف واتصال هاتفيّ بين أردوغان وبوتين
أنقرة ـ راديو الكل
أكدت تركيا في اليوم الخامس لعملية غصن الزيتون تصميمها على تحقيق أهداف العملية بينما أجرى الرئيس أردوغان اتصالاً هاتفياً مع الرئيس بوتين أكد خلاله الجانبان أهمية التنسيق بينهما فيما يخص القضية السورية، في وقت أكد فيه المتحدث الرئاسي التركي أنه لا توجد هناك أجندة سرية أو صفقات معينة في حين أكد متحدث أمريكي أن واشنطن تدعم قوات سوريا الديمقراطية فقط في الحرب ضد داعش.
وبحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في اتصال هاتفي آخر التطورات في سوريا وعملية غصن الزيتون.
وقالت مصادر في الرئاسة التركية للأناضول: إن أردوغان أكد خلال الاتصال أن هدف عملية غصن الزيتون هو تطهير منطقة عفرين شمال غربيّ سوريا، من عناصر المنظمات الإرهابية مثل ي ب ك/ بي كا كا/ وداعش.
ووفقاً للمصادر ذاتها، أشار أردوغان إلى أن العملية الرامية لتأمين الحدود التركية تحظى بأهمية أيضاً من ناحية المساهمة في وحدة سوريا السياسية وسلامة أراضيها، ولافتاً إلى أهمية التنسيق مع روسيا في القضية السورية.
وبحسب المصادر، فقد أكد الجانبان تصميمهما على بذل الجهود المشتركة لنجاح مؤتمر الحوار الوطني السوري المزمع انعقاده في مدينة سوتشي الروسية وتمهيد الطريق أمام حلّ سياسي في سوريا.
من جانبه، قال متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن: إنه لا يمكن لأحد أن يعارض حجة القضاء على العناصر الإرهابية في الأراضي السورية.
وحول تصريحات وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس التي قال فيها: إن عملية غصن الزيتون أثرت سلباً في الحرب ضد داعش، أكد قالن أن تلك التصريحات لا تعكس الحقائق على الأرض.
وأشار متحدث الرئاسة إلى أن تلك التصريحات حجة مبنية لإقناع الرأي العامّ الأمريكي والغربي، ولا تمتّ للحقائق الميدانية بصلة.
وفي رد على سؤال حول طريقة دعم روسيا للعملية، شدد قالن على أنه لا توجد هناك أجندة سرية، ولا يوجد هناك شيء من قبيل خذوا عفرين وأعطوا إدلب.
وأكد، أن إدلب تم الاتفاق حولها في محادثات أستانة، وكذلك الاتفاق على تشكيل 12 نقطة مراقبة تركيةً فيها، وأنه شكّل إلى الآن 3 منها.
وأشار، إلى أن هدف تركيا في إدلب هو القضاء على العناصر الإرهابية وضمان أمن المدنيين وتوصيل المساعدات.
ونوه قالن، بأن تركيا دعت مراراً الولايات المتحدة بعدم العمل مع تنظيم ب ي د/ ي ب ك الإرهابي، بل مع الجيش السوري الحر والتركمان والعشائر والأكراد غير الداعمين للتنظيم الإرهابي.
وقال: إنّ منطقة الشرق الأوسط تمرّ حالياً بفترة حروب الوكالة، والدول الغربية تفكر في الحد الأقصى من الفائدة الممكن تحقيقها من هذه الحروب.
كما لفت في السياق ذاته إلى أن إيران تنظر إلى مناطق نفوذ الأسد غربيّ سوريا على أنها مناطق نفوذ لها لذلك فإن الغرب أراد استمرار وجود تنظيم ب ي د الإرهابي بوصفه عنصراً يخلق توازناً في منطقة شرق الفرات.
ونوه قالن، إلى أن الأتراك والأكراد يتشاركون التاريخ والمستقبل ذاته، مشيراً إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أول من طرح مسألة حقوق الأكراد في سوريا.
وأكد، أن تنظيم “ب ي د” وذراعه المسلح “ي ب ك” لا يمثلان أكراد سوريا، مثلما لا تمثل منظمة “بي كا كا” الأكراد في تركيا.
من جانبه، قال هاكان تشاووش أوغلو، نائب رئيس الوزراء التركي: إن عملية غصن الزيتون، تسير حالياً بالشكل المخطط له، وناجحة في تحقيق أهدافها.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المسؤول التركي، خلال مشاركته في برنامج مباشر على قناة (تي آر تي) الحكومية، وتطرق خلالها للحديث عن غصن الزيتون التي تستهدف المواقع العسكرية لتنظيمات “ب ي د” و “بي كا كا” و”داعش” الإرهابية شماليّ سوريا.
وأوضح، أنه منذ دخول تنظيمي “بي كا كا” و “ب ي د” الإرهابيين للمنطقة في العام 2012، وهم يمارسون الظلم والقمع وكأنهم يمارسون إبادة بحق السكان هناك.
وأشار تشاووش أوغلو، إلى عمليات القصف التي تتم بين الحين والآخر من الأراضي السورية، وتستهدف المدن والبلدات داخل تركيا، موضحاً أن ما يقرب من 700 هجوم من هذا النوع، استهدف المدنيين الأتراك فأسقط من بينهم قتلى وجرحى.
وأفاد، بأن هناك جهات تتداول أخباراً مفادها أنّ العملية تستهدف الأطفال والمدنيين، مشيراً إلى أن المؤسسات الإعلامية التابعة للمنظمات الإرهابية، ومن يناصرها ويدعمها هم من يروّجون لمثل هذه الأخبار.
وعن الهدف من ترويج مثل تلك الأخبار قال تشاووش أوغلو: وذلك لتشويه صورة العملية، وجعلها في الظل، وحقيقة الأمر أن تلك العملية جاءت نصرة للمدنيين والمظلومين.
وشدد الجيش التركي على أن ضرباته تستهدف المواقع العسكرية للتنظيمين، مع الحرص على عدم إلحاق أضرار بالمدنيين.
من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، قطع الدعم عن تنظيم “ب ي د/ ي ب ك” الإرهابي إذا نقل عناصر له إلى مدينة عفرين في محافظة حلب شماليّ سوريا.
وقال الرائد أدريان رانكين غالواي في تصريح للأناضول، تعليقاً على أنباء عن انتقال مواكب للتنظيم الإرهابي من مدينة القامشلي لدعم عناصر التنظيم في عفرين: إن العلاقة بين ما تسمى بـقوات سوريا الديمقراطية وتنظيم ب ي د/ بي كا كا الإرهابي ليست على شكل قيادة وتحكّم، لذا لن نستطيع الإدلاء بتصريحات في هذا الخصوص.
وتابع: نقدم تدريبات وتوصيات ودعماً للقوات التي تقاتل داعش لا نعطي تعليمات للقوات على الأرض، هذه ليست علاقتنا إذا قاموا بعمل عسكري لا يركز على داعش فسيفقدون دعم التحالف.
وشدد غالواي على أن الأمر ليس متعلقاً فقط بــ “ب ب ك”، وإنما أيضاً بالقوات التي تدرّبها واشنطن في منطقة التنف على الحدود السورية الأردنية العراقية.
وأضاف، أن الأسلحة التي تقدّمها الولايات المتحدة لما أسماهم شركاء لبلاده هي فقط لمكافحة داعش.
وأوضح، أنه إذا تأكدنا من استخدام المعدّات لغاية أخرى غير داعش، فسنتخذ الخطوات اللازمة، بما فيها قطع الدعم.
وتؤكد هيئة أركان القوات المسلحة التركية، أنه يتم اتخاذ جميع التدابير اللازمة للحيلولة دون إلحاق أضرار بالمدنيين خلال عملية غصن الزيتون.